تقدم إسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة فى قطاع غزة بالتعازى إلى القيادة المصرية فى وفاة المجند المصرى أمس الأول برصاص قناص فلسطينى خلال المصادمات قرب بوابة صلاح الدين على الحدود المصرية الفلسطينية. وأكد هنية أن «الدماء المصرية والفلسطينية غالية علينا جميعا»، متمنيا الشفاء العاجل للجرحى الفلسطينيين الذين أصيبوا خلال المصادمات، وداعيا إلى «ضرورة ضبط النفس، والتحلى بكل المعانى الأخوية والاستراتيجية التى تربط مصر وفلسطين». واعتبر أن ما حدث «سحابة صيف عابرة فى سماء الشعبين الشقيقين اللذين تربطهما العقيدة والعروبة». أما ممثل القوى الوطنية فى حزب الشعب الفلسطينى فهمى شاهين فاستنكر «الأحداث المؤسفة التى شهدتها الحدود المصرية مع غزة»، مشددا فى تصريح ل«الشروق» على أن «حماس تتحمل مسئولية تلك الأحداث باعتبارها المسيطرة على غزة». وأضاف شاهين أنه «على الحكومة المقالة أن تتصرف بحكمة ومسئولية تجاه قضية حركة العبور على الحدود مع مصر، وهو ما أبلغته الفصائل لحماس.. يجب على قيادات حماس فى غزة النظر إلى المصلحة العليا للشعب الفلسطينى وقطع الطريق على من يحاولون الصيد فى المياه العكرة». وعلى عكس موقف هنية، أصدر المجلس التشريعى (البرلمان)، الذى تسيطر عليه حماس، بيانا، حصلت «الشروق» على نسخة منه، قال فيه إن «الاعتداء المستهجن على القافلة (شريان الحياة 3) على الأراضى المصرية شكل جرحا غائرا فى قلب كل فلسطينى وعربى ومسلم، ونموذجا واضحا لطبيعة تعاطى الكثير من الأنظمة العربية مع القضية الفلسطينية والمتعاطفين معها». وفى رام الله، دان الطيب عبدالرحيم، أمين عام الرئاسة الفلسطينية «اعتداءات حركة حماس على الحدود المصرية الأربعاء، التى أدت إلى استشهاد جندى مصرى برصاص قناص فلسطينى تابع لحركة حماس»، على حد قوله. وشدد على أن «السلطة الوطنية والشعب الفلسطينى يدينان هذا العمل الإجرامى بشدة، والموجه ضد الشقيقة مصر وقواتها الأمنية». من جهتها، قالت مصادر فلسطينية فى غزة ل«الشروق» إن قافلة «شريان الحياة 3» التقت أمس مع قيادات حماس وبعض ممثلى الفصائل الأخرى، وطلبت زيارة بعض العائلات الفلسطينية التى تمتد لها بصلة قرابة، وستزور المواقع التى دمرتها إسرائيل خلال حربها الأخيرة على القطاع. من ناحية أخرى، علمت «الشروق» أن السلطات المصرية منعت أمس وفدا برلمانيا حقوقيا إندونيسيا من دخول غزة من معبر رفح. ويضم الوفد أربع عضوات فى البرلمان وعشرة نشطاء حقوقيين. وقالت رئيسة الوفد يو يوهايو ل«الشروق»: إن السفارة الإندونيسية فى القاهرة قامت بترتيب هذه الزيارة مع السلطات المصرية، إلا أننا فوجئنا عند نقطة التفتيش فى مدينة العريش بالأمن المصرى يرفض دخولنا العريش فى اتجاه رفح؛ مما اضطرنا إلى العودة إلى القاهرة. إلى ذلك، ألقى الطيران الحربى الإسرائيلى على غزة أمس آلاف المنشورات، حث فيها الفلسطينيين على إبلاغ جيش الاحتلال بأماكن وجود الأنفاق، وحذرهم من مغبة الاقتراب من الشريط الحدودى بين القطاع وإسرائيل.