أكد الكاميروني عيسى حياتو رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "الكاف" أن بطولة أمم أفريقيا للاعبين المحليين التي جرت في كوت ديفوار مؤخرا كانت مجرد "بداية" لبطولة أفريقيا ناجحة وكبيرة ستضاف إلى قائمة البطولات الكبرى في أفريقيا إلى جانب بطولة الأمم الأفريقية الرئيسية ودوري أبطال أفريقيا للأندية وبطولة الاتحاد الأفريقي "الكونفيدرالية" ، مشيرا إلى أن من لم يشارك في هذه البطولة سيشارك على الأرجح في البطولة الثانية بعد زيادة عدد المنتخبات المشاركة فيها ، وذلك في إشارة إلى المنتخبات الكبيرة التي قاطعت البطولة مثل مصر وتونس والمغرب والكاميرون ونيجيريا وجنوب أفريقيا. وعن تقييمه لهذه البطولة ، ورأيه في الدور الذي ستلعبه مستقبلا في تطوير الكرة الأفريقية ، وخاصة في رفع مستوى اللاعبين المحليين وإظهار الكثير من المواهب الجديدة ، كان للموقع الرسمي للاتحاد الأفريقي هذا الحوار مع عيسى حياتو : الكاف : ما هو انطباعك عن البطولة الأولى ل"تشان" ، أو بطولة أمم أفريقيا للمحليين بعد انتهائها؟ حياتو : إنني معجب بها للغاية ، فقد شهدت تنافسا قويا ، والأمر كان عبارة عن تحد من جانب اللجنة التنفيذية للكاف ، كان تحديا كبيرا ، ولكن هدفنا كان تقوية مستوى الدوريات الأفريقية في كل أنحاء القارة ، وبصراحة ، زال كل قلقي على هذه البطولة بعد ما شاهدت من ارتفاع في المستوى التنظيمي ، وهو ما تشكر عليه بالفعل حكومة كوت ديفوار. الكاف : هل كانت البطولة من الناحية الفنية في نفس القدر من توقعاتكم لها؟ حياتو : لقد كان المستوى مرتفعا ، وأنا راض عنه ، وكثير من المنتخبات لعبت بالتشكيلة الحقيقية مثل ليبيا وتنزانيا وزيمبابوي ، والباقون أشركوا أفضل لاعبيهم المحليين ، وكانت كافة المباريات قوية ، وأعتقد بأن المنتخبات التي اعتذرت عن عدم المشاركة في هذه البطولة شعرت بالندم بعد ذلك ، فالنتائج واضحة أمام الجميع ، وأنا مقتنع بأن هذه البطولة ستكون واحدة من أهم بطولات القارة مستقبلا. الكاف : هل أثر غياب عمالقة القارة مثل مصر ونيجيريا والكاميرون وأنجولا والمغرب عن هذه البطولة على تراجع التغطية الإعلامية لمبارياتها؟ حياتو : من الإحصائيات المتوافرة لدى قسم الاتصالات بالاتحاد الأفريقي ، أقول إن حوالي 600 من ممثلي وسائل الإعلام قاموا بتغطية البطولة ، وهذه مجرد بداية ، وفي البطولة الثانية سيكون هناك 16 منتخبا ، ولا ننسى أن الأمم الأفريقية نفسها أخذت بعض الوقت لكي تصل إلى ما هي عليه من شهرة وجماهيرية واهتمام الآن ، ولكي تصبح ثالث أكبر بطولة كروية في العالم بعد كأس العالم وبطولة الأمم الأوروبية. الكاف : شهدت بطولة المحليين الأولى بعض المباريات القوية وانضباطا رائعا من اللاعبين والمدربين ، ماذا يعني هذا بالنسبة للكرة الأفريقية؟ حياتو : هذه أمور إيجابية ، ومن الأشياء التي تؤكد أن البطولة كانت جيدة ، فقد أظهر اللاعبون مستوى متقدما للغاية من الانضباط ، وبالنسبة للحكام ، فقد قدمواأداءً مشجعا أيضا ، وأنا أثق بشكل مطلق في التحكيم في قارتنا ، ومنتخب كوت ديفوار استحق في النهاية الحصول على جائزة اللعب النظيف. الكاف : ولكن من بين أوجه القصور انخفاض عدد الأهداف التي تم إحرازها في البطولة وغياب الجماهير الكبيرة عن المباريات ، فهل تتفق معنا في ذلك؟ حياتو : أغلبية اللاعبين الذين شاركوا في هذه البطولة لم تكن لديهم خبرات دولية سابقة ، وكان هذا أشبه بالعازف الموسيقي الذي يغني أمام الجمهور لأول مرة في حياته ، فلا يجب أن نلوم اللاعبين لعدم تسجيل الأهداف الكثيرة ، وهذه البطولة كانت بصفة عامة بمثابة أرضية لهؤلاء اللاعبين للانضمام إلى المنتخبات الأولى لدولهم ، وسوف تأتي الخبرة الدولية لهم بمرور الوقت والمباريات ، وأنا أعتقد بأنه بدلا من انتقاد كوت ديفوار على عدم الحضور الجماهيري ، فمن الأفضل أن نشجعهم ، لأن الهزيمة التي تعرضوا لها في مباراة الافتتاح التي حضرها الرئيس وجمهور غفير أثرت كثيرا على هذا الجانب. الكاف : 16 منتخبا سيشاركون في البطولة المقبلة ، ماذا أيضا؟ حياتو : تذكر أننا تعرضنا لانتقادات مماثلة عندما رفعنا عدد الفرق المشاركة في بطولة الأمم الرئيسية إلى 16 فريقا ، بعد أن كانت 12 فريقا فقط ، والبعض وصفنا بالجنون أيضا عندما منحنا حق التنظيم إلى بوركينا فاسو مثلا ومالي عامي 1998 و2002 ، ولكن هدفنا هو على الدوام تطوير البنى الأساسية في الدول كلها ، ومنذ أن توليت رئاسة الكاف وأنا أطور في عدد ونوعية البطولات التابعة لنا ، فأوجدنا بطولات جديدة ودمجنا بطولات في أخرى ، وباختصار ، نحن نعرف إلى أين نتجه وكيف نتحرك ، وسنظل نتقدم إلى الأمام.