اتخذت الفنانة نيرمين الفقى فى الفترة الماضية مجموعة من القرارات المثيرة للدهشة، فى مقدمتها الإعلان عن رفع أجرها فى عز الأزمة المالية التى تطارد المنتجين، وأنهت سنوات من القطيعة بينها وبين أضواء السينما وعادت لدور العرض بنرمين: «دكتور سيليكون» الذى تعتبره محطة لتوثيق تاريخها الفنى، وأخيرا رفضها الاشتراك فى المسلسل السورى الأردنى «زمن الخيول البيضاء» الذى يرصد من خلاله المخرج الكبير نجدت أنزور محطات من قصة الصراع العربى نرمين: الإسرائيلى. فى حديثها معنا تكشف عن تفاصيل هذه القرارات الجريئة. الشروق: سألناها عن قرار رفع أجرها فى وقت يعانى فيه المنتجون توابع الأزمة المالية العالمية، فأجابت؟ نرمين: نعم رفعت أجرى لأننى أستحق ذلك، فالأجر فى الدراما تحدده مجموعة أسس أولها نجاح الفنان فى أن يحقق انتشارا لأعماله على شاشات الفضائيات، وكذلك نجاحه الجماهيرى والفنى فى أعمال سابقة، وأعمالى السابقة حققت نجاحات تعطينى الحق فى رفع أجرى بما يوازى ما حققته من نجاح، وأنا لم أبالغ ولم أغال فى الأجر، فهذا أيضا ضد الفنان، لأن المنتج الذى يجد أن أجر الممثل مبالغ فيه يبحث عن غيره، فهناك جانب تجارى فى الموضوع والمسألة ترتبط بالعرض والطلب والكل يجرى حساباته على هذا الأساس، وأعتقد اننى لم آخذ غير حقى الطبيعى. الشروق: فى الوقت الذى استثمر فيه نجوم السينما نجاحهم للحصول على أعلى أجر فى سوق الدراما.. تسير نيرمين الفقى فى عكس الاتجاه لتذهب الى «دكتور سيليكون»؟ نرمين: لا توجد لدى رغبة فى الاتجاه للسينما خاصة أننى حققت نجاحا يرضينى على مستوى الدراما التليفزيونية، ولكننى قررت أن أخوض تجربة العمل فى السينما بعد سبع سنوات من الغياب، لاعتقادى بأن السينما توثق تاريخ الفنان، وأى فنان مهما كان قدر النجاح الذى حققه فى المسرح أو التليفزيون بحاجة إلى الوجود بقدر ما على شاشة السينما، ومن هنا دخلت تجربة «الدكتور سيليكون» لإيجاد علاقة مع جمهور السينما الذى يسعى لنجومه فى دور العرض ولا ينتظرهم فى بيته مثل جمهور الفيديو، وأشير هنا إلى إننى لم أحصل على الأجر الذى أستحقه عن هذا الفيلم لأننى لم أدخل المشروع من أجل المادة ولكننى أردت أن أكون موجودة فقط. وتضيف: السينما تختلف قليلا عن الدراما التليفزيونية، فهى تعتمد على الشلل التى تضم منتجين ومؤلفين ومخرجين وممثلين، وأنا لم تكن لى شلة فى السينما ترشحنى للأدوار أو تطرح اسمى للترشيح فى أفلام جديدة، وفى «دكتور سيليكون» كنت أبحث عن شلة أنضم إليها حتى يكون هناك خط مفتوح بينى وبين السينما، وإن لم أستطع تحقيق ما أريد من السينما فيكفينى ما حققته فى الدراما التليفزيونية من نجومية، فأنا سعيدة جدا بنجاحى فى التليفزيون. الشروق: قبلت العمل فى مسلسل «نساء لا تعرف الندم» ورفضت «زمن الخيول البيضاء» للمخرج السورى نجدت أنزور .. فهل تخضع اختياراتك لحسابات مادية أم أن هناك أسبابا أخرى؟ نرمين: عندما أختار دورا يأتى الأجر فى المرتبة الثانية وأنا قبلت دورى فى «نساء لا تعرف الندم» لأن الدور جيد وجديد، أما عن اعتذارى عن عدم المشاركة فى مسلسل نجدت أنزور فكان لأسباب فنية، ولم يكن هناك أى خلاف على المخرج نجدت أو جنسية الجهة الإنتاجية لأننى مؤمنة بأن الفن ليس له حدود جغرافية، وأنزور مخرج مبدع له تاريخه الفنى ولا غبار عليه، كذلك فإن العمل الذى يقدمه عمل مهم يتناول نضال الشعوب العربية ضد الاحتلال الإسرائيلى، وعندما عرضوا علىّ السيناريو أعجبنى المسلسل جدا، ولكنى وجدت أن الدور الذى رشحونى إليه هو دور فتاة فى الجيش الإسرائيلى تخون زوجها وهو الدور الذى رفضت أن أقدمة على الشاشة خاصة فى ظل ما شهدته غزة من قتل وهدم ودمار على يد الجيش الإسرائيلى. الشروق: يعنى ذلك أن لديك قائمة بالأدوار الممنوعة؟ نرمين: الموضوع ليس مشكلة الدور فأنا لا أعترض مثلا على تجسيد شخصية راقصة، وسبق أن قدمت الراقصة فى أعمال سابقة دون أى حرج لأننى عندما أتعامل مع شخصية درامية فأنا أتعامل مع دور، والشخصية هى التى تفرض شكل الأداء فلا حرج فى ظهورى ببدلة رقص مادام أننى ألعب دور راقصة، وفيما يخص مشروع المسلسل السورى فلم يكن الاعتراض على طبيعة الدور ولكننى وجدت من واجبى أن أرفض تجسيد شخصية فتاة فى هذا الجيش، ويزيد من إصرارى على هذا الموقف تكريمى من اتحاد المنتجين العرب الذى يعد من المؤسسات العاملة تحت مظلة جامعة الدول العربية. الشروق: حكاية «عزيزة» التى تلعبين دورها فى مسلسل «نساء لا تعرف الندم»؟ نرمين: «عزيزة النمر» هى الأخت الكبرى لخمس أخوات فقدن الأم والأب ولجأن إلى خالتهن، ونظرا لأن الخالة ضعيفة الشخصية وتخشى غضب زوجها،تستأجر لهن «بدروما» فى نفس الشارع ليكن بالقرب منها، ونتيجة للظروف الصعبة التى تعيشها البنات الخمس بمفردهن بعيدا عن الحماية والأمان يتحولن إلى «نساء لا تعرف الندم» ويصبح همهن الأكبر هو الانتقام من أى رجل يظهر فى حياتهن، ولأن «عزيزة» هى الأخت الكبرى فهى الأكثر سيرا فى طريق الانتقام مستغلة كل أدواتها للنيل من أى رجل. الشروق: أيعنى ذلك أن الدور يعتمد بشكل كبير على الإغراء واللعب على المشاعر؟ نرمين: الدور لا يعتمد على الإغراء واللعب على أنوثة «عزيزة» بقدر ما يهتم بفكرة استغلال ذكاء المرأة الذى يصل فى بعض الأحيان إلى أن يكون ذكاء يدمر من حولها، فهى تستخدم كل أسلحتها لتصل إلى أهدافها وتحقق المكاسب على حساب الرجال الطامعين فيها، وأحب أن أوضح هنا أن الإغراء ليس فقط فى الملابس الساخنة أو العارية بل هو نوع من الأداء التمثيلى الذى يعتمد على جملة الحوار أو نظرة عين. الشروق: وهل يوجد فى الواقع نماذج تحمل داخلها كل هذا الشر؟ نرمين: بالطبع هناك جانب شرير فى شخصية «عزيزة»، ولكنة ليس الأساس فى الدور وهنا أيضا أبعاد إنسانية فى ارتباط عزيزة بأخواتها، فهى شخصية مركبة وتحمل قدرا كبيرا من المشاعر المتضاربة، وأنا سعيدة جدا بالعمل فى هذا المسلسل لأنه دور جديد جدا ولم اقدم أى أدوار تشبهه من قبل. الشروق: دخلت تصوير «نساء لاتعرف الندم» فى الوقت الذى كنت تستعدين فيه لمسلسل آخر فكيف تكون الموازنة بين عملين فى وقت واحد؟ نرمين: بالفعل لدى ارتباط مع مسلسل «مشاعر فى البورصة»، وهو من تأليف مصطفى إبراهيم وإخراج مدحت السباعى، والمسلسل يطرح بوجه عام فكرة المشاعر الإنسانية التى أصبحت تُباع وتُشترى، كما أنها أصبحت تتغير بين لحظة وأخرى تماما مثل مؤشرات بورصة الأوراق المالية، وأحب أن أشير هنا إلى أن دورى فيه يعد على النقيض من دورى فى «نساء لا تعرف الندم»، وأقدم من خلاله شخصية الفتاة الرومانسية الحالمة المحبة لأخواتها وتدفعهن دائما للخير، وهى فى نفس الوقت صديقة لشخصية أخرى تمثل النقيض لها ومن هنا يخرج الصراع الأزلى بين الخير والشر . الشروق: وماذا عن رومانسية «الخيول تنام واقفة»؟ نرمين: هناك اختلاف كبير فأنا أجسد من خلال مسلسل «الخيول تنام واقفة» شخصية «أشجان» وهى رمز للعزة والكرامة فهى رغم كل الظروف التى تمر بها وضغوط الأهل الذين يجبرونها على الزواج من شخص آخر غير ابن عمها الذى تحبه ولكنها تظل كالفرس الأصيل ترفض السقوط فى الوحل، ومن هنا جاء اسم المسلسل، وبمناسبة ذكر هذا المسلسل، فأنا انتهيت تقريبا من تصوير دورى ولم يبق إلا مشاهد معدودة سيتم تصويرها فى بورسعيد أول الشهر المقبل، خاصة أنه تقرر عرض المسلسل حصريا على قنوات Art اعتبارا من اليوم.