أكد أحمد أبو الغيط وزير الخارجية أن مصر هي المستودع الإستراتيجي الداعم لكل دولة عربية قد تتعرض لمصاعب ، مشيرا إلى أن هناك أوضاعا في الخليج تؤشر إلى مواجهات . وقال أبو الغيط - فى حديث لبرنامج "حالة حوار" الذي سيذاع يوم السبت على التليفزيون المصري- حول معنى التصريح الذي أدلى به بأن مصر مستعدة إلى أن تذهب لأبعد مدى لكي تساعد السعودية ، إن الأمة العربية "فيها قوتان رئيسيتان يجب حمايتهما وهما مصر والسعودية ، وأن مصر لا يمكن أن تترك السعودية بمفردها ويجب أن نقف معها وندعمها ونحن على استعداد لدعم السعودية إلى أبعد مدى". وحول ما أثير بشأن الجدار المصري على الحدود مع قطاع غزة ، قال أبو الغيط إن مصر أقامت جدارا منذ سنوات مع إسرائيل عندما كانت تحتل القطاع وقام بعض الفلسطينيين فى يناير 2008 بتحطيم السور المصري وقلنا في وقتها فلتتوقفوا عن الاعتداء على الأراضي المصرية ، واليوم هناك إنشاءات هدفها منع هؤلاء الذين يقتحمون ويتسربون إلى الأراضي المصرية. ونفى الوزير ما تردد في بعض وسائل الإعلام عن احتمالات توقف مصر في استكمال المنشآت الهندسية على الحدود مع قطاع غزة ، وقال إن الدولة المصرية ليست على استعداد لأن تتوقف عن حماية شعبها وأنه لا يمكن أن يدفع أحد الدولة المصرية للخشية من أمر يحمى الأمن القومي المصري. كشف أحمد أبو الغيط وزير الخارجية للمرة الأولى عن السيناريوهات التي كانت متاحة أمام الحكومة المصرية لاتخاذ إجراءات قبيل المباراة التي جمعت بين منتخبي مصر والجزائر في أم درمان الشهر الماضي ، مؤكدا أن الذي اتبعته الحكومة المصرية كان الخيار الأفضل. وردا على سؤال حول القراءة المصرية للوضع الحالي في السودان ، قال أبو الغيط إن السودان يمر بظروف بالغة الصعوبة فلازالت التسوية بين الحكومة المركزية وجماعات التمرد في إقليم دارفور لم تحقق الهدف منها وهو ما يمثل تهديدا للسودان ، كما أن هناك اتفاقا بين الجنوب والشمال يتم تنفيذه بقدر من التوتر وهناك انتخابات ستجرى في أبريل القادم نأمل أن تتم بنجاح ودون اقتتال وتوتر. وحذر أبو الغيط من انفجار الوضع الداخلي في جنوب السودان وخاصة مع قرب إجراء استفتاء تقرير المصير ، وقال "نرى في مصر أن الانفصال سيكون فيه أخطار على شعب الجنوب وعلاقته بالشمال وربما يحدث اقتتال أو حرب أهلية وربما لا يرضى كلا الطرفين عن النتائج". وأكد وزير الخارجية أن الدول العربية تواجه إشكالية متعلقة بالملف النووي الإيراني والطموحات الإيرانية في المنطقة ، مشيرا إلى أن إيران تسعى للاستفادة مما تتيحه لها اتفاقية منع الانتشار النووي في الحصول على إمكانيات نووية ، في حين أن الغرب يرى أن إيران تقوم بأداء يستثير الشكوك. وحول زيارة رئيس مجلس الشورى الإيراني على لاريجانى إلى القاهرة وما قيل عن وساطات مصرية بين إيران ودول الخليج متزامنة مع زيارة الرئيس حسنى مبارك لعدد من دول الخليج ، قال أبو الغيط " هذا شيئ من الخيال . لأن لاريجانى جاء إلى القاهرة لكي يشارك في اجتماعات اتحاد برلمانات الدول الإسلامية ، أي أنه لم يأت لزيارة ثنائية لمصر ، والمجاملة التقليدية تقول إنه عندما يأتي للقاهرة يطلب مقابلة رئيس الدولة ، والرئيس مبارك لديه هذا القدر الكبير من المجاملة لكي يستقبله ويقول له رأيه في الآداء الإيراني".