يصل الرئيس حسنى مبارك خلال اليومين المقبلين إلى المملكة العربية السعودية فى المحطة الثانية من جولة خليجية بدأها أمس فى الإمارات العربية المتحدة ويختتمها يوم الخميس فى الكويت. وتأتى زيارة مبارك إلى الرياض على خلفية وساطة سعودية مستمرة منذ أشهر، بدرجات متفاوتة من الحماس، لإنهاء القطيعة الرئاسية بين مصر وسوريا والمستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات. وقالت مصادر رسمية عربية، بما فى ذلك مصرية، فى القاهرة إن هناك زيارة مقررة «خلال أيام أيضا» للرئيس السورى بشار الأسد إلى الرياض. وحول احتمال أن تتزامن زيارتا مبارك والأسد لتتويج جهود خادم الحرمين الشريفين بعقد لقاء قمة ثلاثى مصرى سورى سعودى تباينت ردود المصادر العربية بين «مرجح» و«غير مستبعد». وقال مصدر سورى: «إن دمشق حريصة على العلاقات مع القاهرة» غير مستبعد لقمة مصرية سورية خاصة فى المملكة العربية السعودية «إن عاجلا أو آجلا دون شروط من أى جانب على أى جانب». وقال مصدر مصرى «ليس هناك ما يدعو لعدم عقد هذه القمة لأن الأرضية ممهدة من حيث المبدأ ولكن القرار فى هذا الأمر يرتبط بالتقدير الرئاسى» لمدى استعداد دمشق للتماهى مع متطلبات الاستقرار الإقليمى حسبما تقدرها القاهرة من تفادى التحركات العسكرية المفاجئة واستدعاء مسببات الاستقرار الإقليمى فى لبنان والعراق وغزة. واتفقت المصادر على أنه فى حال عدم حدوث القمة الثلاثية هذا الأسبوع فى المملكة العربية السعودية فإن ذلك سيتم فى وقت قريب لاحق. وأشارت المصادر المصرية إلى إن أجندة اللقاءات التى سيجريها مبارك فى العواصم العربية الخليجية الثلاثة ستتناول بالأساس العلاقات الثنائية والأوضاع الإقليمية بما فى ذلك الاستقرار فى العراق والوضع بالنسبة لإيران وكذلك الأوضاع فى اليمن. وقال مصدر مصرى رفض ذكر اسمه إن هناك أفكارا بشأن تحرك عربى مشترك مع إدراة الرئيس الأمريكى باراك أوباما وعواصم دولية أخرى لاستعادة التفاوض الفلسطينى الإسرائيلى فى أقرب فرصة ممكنة. وحسب المصدر نفسه فإن زيارة مدير المخابرات المصرى عمر سليمان إلى إسرائيل أمس الأول شملت ضمن أمور أخرى إبلاغ حكومة بنيامين نتنياهو بالحاجة للتحرك سياسيا نحو المفاوضات بصورة أو أخرى لتفادى تقوية شوكة حماس والإضعاف المتزايد للرئيس الفلسطينى محمود عباس. وقال المصدر المصرى: «هناك أفكار يجرى النقاش حولها بين القاهرةوالرياض على وجه الخصوص وسيتم التشاور حولها عربيا بصورة أوسع عندما تنضج»، دون الإفصاح عن تفاصيل هذه الأفكار. وكان وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف قد ألمح أمس بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة عقب استقبال الرئيس مبارك له إلى تحرك فى نفس الاتجاه، مشيرا إلى أن النقاش حول هذا التحرك يتم بالأساس بين الدول العربية. وتأتى جولة مبارك الخليجية بعد أقل من 24 ساعة من استقباله فى القاهرة لرئيس الوزراء العراقى نورى المالكى فى اجتماع لم يتسم بالحرارة بالضرورة، حسب مصادر، وإن كان اتسم بالبراجماتية والرغبة الواضحة فى التواصل. وقال مصدر عراقى وزارى ل«الشروق» إن هناك تباينات فى داخل الحكومة العراقية حول مدى أهمية مصر بالنسبة للعراق فى الوقت الراهن ولكن الأمر محل الاتفاق هو أنه لا يمكن إغفال مصر من أجندة الاهتمامات العراقية بأى حال. كما قال مصدر وزارى مصرى ل«الشروق» إن مصر، وبالرغم من تحفظها على التوجهات المتأثر بالتوجه الدينى للحكومة العراقية أكثر من التوجه العروبى، فإنها تدرك فى الوقت نفسه أن حكومة المالكى ليست حكومة تابعة لإيران وتدرك أن المالكى نفسه ليس رجل إيران فى العراق بالمعنى التقليدى. وربط المصدر نفسه بين هذا الاهتمام المصرى وقرار مبارك استقبال رئيس البرلمان الإيرانى على لاريجانى أمس الأول. وقال المصدر «إن مبارك ينظر إلى لاريجانى على أنه شخصية عاقلة يمكن التفاهم معها ويمكن أن يبقى من خلالها صلة ما مع مؤسسة الدولة فى إيران بغض النظر عن الخلافات العديدة بين وجهات النظر المصرية والإيرانية حول مجمل القضايا الإقليمية من العراق إلى غزة».