يواكب، اليوم الاثنين، عيد الإعلاميين، في هذا السياق أجرت "الشروق" معايشة داخل إذاعة القاهرة الكبرى، إحدى الإذاعات الإقليمية الكبرى. تأسست إذاعة القاهرة الكبرى في عام 1981، ضمن خطة الدولة لإنشاء إذاعات إقليمية، التي أنشئت جميعها لتغطي محافظات مصر، وكانت إذاعة القاهرة الكبرى أولى الإذاعات الإقليمية التي أنشئت بعدها إذاعات إقليمية أخرى مثل إذاعة الإسكندرية، وإذاعة وسط الدلتا، شمال الصعيد، شمال سيناء، جنوبسيناء، القناة، الوادي الجديد، مطروح، وإذاعة جنوب الصعيد.
وتقبع إذاعة القاهرة الكبرى خارج مبنى الإذاعة والتليفزيون، في أول مبنى للإذاعة المصرية في شارع الشريفين، بجوار البورصة المصرية، حيث قضت "الشروق" يوما مع الإذاعيين، لمعرفة كواليس العمل خلف الميكروفون، داخل أول إذاعة إقليمية تغطي محافظاتالقاهرة الكبرى (القاهرة_ الجيزة_ القليوبية).
يقول حسن عابد مذيع أول في إذاعة القاهرة الكبرى إن الإذاعة لها تاريخ كبير كأول إذاعة إقليمية أنشئت في 1 أبريل عام 1981، وأنها تحولت إلى منزله، لطول الفترة التي يقضيها داخل استديوهاتها.
قضى حسن 25 عاما يعمل في الإذاعة، يقول: "أقدم برنامجان كلاهما مجتمعي أسبوعي يهتم بالمبادرات المجتمعية، الأول اسمه حوار على الهواء، وبرنامج آخر باسم أفكار جديدة، وكلاهما أيضا يهتم بعرض مبادرات الوزارات، وخاصة وزارة التضامن الاجتماعي وعرض ابتكارات واختراعات الشباب وتسليط الضوء عليها ومتابعة تحركاتهم خارج القاهرة أو خارج مصر، بالإضافة لعرض مستمر لفرص عمل الشباب التي تقدمها الوزارات المصرية أو مبادرات أخرى".
تسير الإذاعة بمنهج البرامج المسجلة وبرامج البث المباشر، وهي مكونة من عدة طوابق، بداخلها استوديوهات، مبطنة لعزل الصوت، وأبواب خشبية مبطنة سميكة وعتيقة تمنع تسرب ما يجري داخل غرف التسجيل.
إلى ذلك فإن التواجد النسوي بشكل ملحوظ داخل الإذاعة العريقة، حيث يعملن كمهندسات صوت وإذاعيات وإداريات ومقدمات برامج مسجلة وعلى الهواء.
• سيدات الإذاعة
عبير إبراهيم كبيرة المذيعين، هي أيضا جزء لا يتجزأ من الإذاعة العتيقة، بل هي تمثل نصف تاريخها، نظرا للفترة الطويلة التي ظلت تعمل خلالها في الإذاعة، تقول ل"الشروق": "أعمل في الإذاعة منذ 25 عاما حتى أصبحت منزلي الثاني وليس مكان عملي، ونشأت بيني وبين زملائي عشرة عمر، فجميعنا هنا تقريبا قضينا ما يزيد على 20 عاما سويا نعمل بجد من أجل إسعاد المستمعين".
تقدم عبير فقرة مفتوحة على الهواء، تستضيف خلالها ضيف لمناقشة قضية مجتمعية معاصرة أو حدث فرض نفسه خلال اليوم، تقول: "ليس هناك موضوع محدد للفترة المفتوحة فهي متروكة للأحداث الهامة التي تحدث على مدار اليوم، مثلا نعرض تحليلات لزيارات دبلوماسية هامة خارج الوطن أو قضايا تمس المجتمع مثل أماكن توافر لقاح فيروس كورونا، أو قضايا مجتمعية أخرى متنوعة".
أشارت عبير إلى أن شباب اليوم أصبحوا لا يستمعون للإذاعات القديمة نظرا لعدم تواكبها شيئا ما مع اهتماماتهم، وأيضا اختلاف طابعها العريق الذي يميزها عن بقية الإذاعات الحديث الأخرى، مشيرة إلى أنه يمكن للإذاعات القديمة أن تجذب الشباب عن طريق تحديث طرق التقديم مع الاحتفاظ قدر الإمكان بطابع الإذاعة المصرية العريقة.
وختمت عبير حديثها آملة أن تتواكب الإذاعة العريقة مع التكنولوجيا بضرورة استحداث بعض المعدات عوضا عن القديمة المستخدمة منذ زمن.
وعن ظروف كورونا، أشارت عبير إلى أن الإذاعة تتبع أقصى إرشادات الحماية والوقاية من الفيروس وأنها خلال عملها تستضيف الضيوف على الهواء عن طريق المكالمات الهاتفية مراعاة للتباعد الاجتماعي، وجميعهم يرتدون الكمامات بشكل دائم خلال العمل.
أيضا التقت "الشروق" بمهندس الصوت إيمان نادر، داخل أحد استديوهات التسجيل، والتي تعمل هي الأخرى منذ أكثر من 20 عاما في الإذاعة، تقول: "أعمل هنا منذ زمن طويل، نعمل بحب، لأن العمل بدون حب يكون بلا طعم، الإذاعة بيتي الثاني، وجميعنا هنا أصدقاء، نعمل سويا لإخراج أفضل ما عندنا للمستمعين وأنا سعيدة للغاية".
واختتمت حديثها قائلة: "نحن هنا نعمل من أجل عيون المواطن المصري، هنا نعشق المواطن، ونريد إسعاده، الله يديم علينا السعادة والأمان دوما".
• الخطة البرامجية الاحتفالية للإذاعة
كشف الإذاعي حسن عابد، ل"الشروق"، عن الخطة البرامجية للإذاعة، اليوم الاثنين، احتفالا بعيد الإعلاميين.
وهو مخطط لتنفيذ يوم إذاعي كامل بعنوان"أنا وأنت وساعات الهواء"، عبارة عن فترات كل فترة مدتها 90 دقيقة يقدمها أحد المذيعين ومعه في استوديو الهواء أحد الأساتذة المتقاعدين من منسوبي القاهرة الكبرى، يدلي الإذاعي بدلوه كضيف في موضوع الفترة، ثم يجري مداخلات مع عدد من ألمع الإعلاميين البارزين في موضوع محور الفترة، كما يلي:
فقرة فن التقديم البرامجي، من الساعة العاشرة إلى الحادية عشر والنصف، فقرة إعداد البرامج، ثم فقرة رسالة الإعلام الإقليمي، ثم فقرة الراديو بين زمان والآن، فقرة فن الإخراج الدرامي والبرامج، فقرة الأخبار والمراسلين في الراديو، فقرة الإعلام بين العمومية والتخصص، فقرة الإعلام الديني، فقرة الراديو واكتشاف المواهب، فقرة التقارير الصوتية، فقرة الإعداد، وأخيرا فقرة الإخراج، وينتهي اليوم في الساعة الثانية صباحا.