استقبل الرئيس حسني مبارك يوم الأحد رئيس مجلس الشورى الإيراني على لاريجاني في أول لقاء على هذا المستوى الرفيع بين البلدين منذ تأزم العلاقات بينهما إبان الحرب الإسرائيلية على غزة العام الماضي. وصرح لاريجاني للصحفيين بعد اجتماع استغرق ساعتين مع مبارك بحضور رئيس البرلمان المصري أحمد فتحي سرور أن "المحادثات كانت بناءة" واصفا اللقاء بأنه كان "جيدا للغاية". وأوضح أن المحادثات تناولت عددا من القضايا المتعلقة بالعلاقات الثنائية وبالمسائل الإقليمية والدولية. وردا على سؤال حول مستوى العلاقات المصرية-الإيرانية في الوقت الراهن ، قال لاريجاني إن "نظرة البلدين إلى العلاقات المتبادلة نظرة ايجابية وتعد هذه النظرة مفتاحا رئيسيا لتطور العلاقات ودعمها بين البلدين". وأكد -ردا على سؤال- إن إيران تساند حركة حماس وحزب الله لأن الحركتين "وقفتا في وجه إسرائيل" ، غير أنه شدد في ذات الوقت على أن إيران "تشجع وتؤيد الجهود المصرية من اجل مصالحة فلسطينية". ووصلت جهود القاهرة لتحقيق مصالحة بين حركتي فتح وحماس إلى طريق مسدود بعد أن رفضت حركة حماس في أكتوبر الماضي التوقيع على صيغة اتفاق أعدته القاهرة رغم أن حركة فتح وافقت عليه ووقعته. وكانت العلاقات بين القاهرةوطهران شهدت توترا بالغا أبان الحرب الإسرائيلية على غزة في ديسمبر ويناير الماضيين. وتبادل البلدان آنذاك الاتهامات إذ أكدت مصر أن إيران تحاول فرض هيمنتها على المنطقة من خلال تحالفها مع حزب الله خصوصا بينما اتهمت طهرانالقاهرة بالمشاركة في حصار قطاع غزة لرفضها فتح معبر رفح أمام الفلسطينيين. وسئل لاريجاني عن الأزمة القائمة بين بغداد وطهران بسبب احتلال إيران لجزء من الأراضي العراقية في الجنوب، فقال أن "هذه القصية أخذت بعدا اكبر من حجمها (..) وتم احتواء هذه المشكلة". وانسحبت القوات الإيرانية يوم الأحد كليا من البئر النفطي التي كانت تسيطر عليها منذ الجمعة ، لكنها لم تنسحب من الأراضي العراقية ، كما أكد مسؤولون عراقيون. وقال علي الدباغ الناطق باسم الحكومة العراقية إن "القوات الإيرانية انسحبت خمسين مترا من البئر النفطي ، وقد انزلوا علمهم منه" مضيفا "لكننا نطالبهم الآن بالعودة إلى المواقع التي قدموا منها ، وبذلك ستبدأ المفاوضات حول تعيين الحدود". وحول موقف إيران من التمرد الحوثي في اليمن ، قال رئيس مجلس الشورى الإيراني أن "مشكلتنا مع اليمن كانت تتعلق بتدخل الأخوة السعوديين وإيران لا ترى أن هناك أي مصلحة في استمرار القتال".