• قدمت شخصية منفرة بأسلوب جاذب.. وأشفق على أسرة «عويس» من عار الخيانة لفت الفنان أحمد شاكر عبداللطيف الأنظار إليه بقوة على شاشة دراما رمضان من خلال أداء شخصية الضابط الخائن «محمد عويس» ضمن أحداث مسلسل «الاختيار 2»، والذى يعود به إلى الأضواء من جديد بعد سنوات من الغياب انشغل فيها بالعمل الإدارى فى المسرح القومى، ولكن تأتى ردود الأفعال القوية على أدائه لتلك المشاهد القليلة التى قدمها فى «الاختيار» لتزيح فترة السكون، وتدخله عالم «التريند» على مواقع السوشيال ميديا. وفى حديثه ل«الشروق» عبر أحمد شاكر عن مشاعر الفخر بالمشاركة فى عمل وطنى كبير مثل «الاختيار»، مؤكدا سعادته بردود الأفعال واهتمام الجمهور الذى وضعه على قمة التريند لمدة ستة أيام على محرك جوجل رغم ظهوره فى عدد قليل من المشاهد، فضلا عن أنه أول ظهور له على شاشة الدراما بعد سنوات من الغياب، والتى كان يجب أن تجعله يتلمس طريق عودته، ولكن دور «عويس» دفع به لمغامرة أعادت له الحماس للعمل. وقال إن المخرج بيتر ميمى عندما رشحه للدور استفذ قدراته بقوله «إنه دور مركب ويحتاج ممثلا صاحب قدرات خاصة، وأنه يراه أقدر فنان على تقديمه بالشكل المطلوب»، وهو ما اعتبره شاكر مسئولية كبيرة جعلته يقوم بدراسة وتحليل معمق للشخصية، والتركيز على أدق التفاصيل، والتى استعان فيها بمقاطع فيديو ل«محمد عويس»، والتى استشف منها تركيبة الشخصية وملامحها النفسية، وهو ما فعله من قبل مع تجسيده لشخصية فريد الأطرش بمسلسل «أسمهان»، والذى قام بتحليل أدائه من خلال أفلامه ليستخلص ملامح شخصيته الحقيقية. وأشار إلى أن الممثل الدارس لعلم التمثيل تكون لديه القدرة على أن يقرأ الشخصيات، ويعرف كيف تفكر من ملاحظته لطريقة كلامها ودلالاتها الإشارية، ومن هنا كانت هناك صفات ركز عليها لرسم ملامح «عويس» على الشاشة، فهو شخص بائس يشعر بالفشل والدونية، ويحقد على زملائه اعتقادا منه أنه فى مكانة أقل، فضلا عن أنه شحص لا مسئول بطبيعته لا يبالى إلا بمكاسبه وملزاته. وأضاف أنه استدعى مفردات من مخزون ذاكرته وشخصيات قابلها فى الحياة فيها تلك الصفات ليخرج فى النهاية بشخصية على الشاشة من لحم ودم. وعن الصعوبات التى واجهته فى أداء الشخصية قال أحمد شاكر عبداللطيف إن دوره لم يحتاج لتدريبات خاصة مثل الزملاء الذين قدموا مشاهد العمليات، والتحقيقات داخل أجهزة الأمن، ولكنها احتاجت تدريبا أكثر على الأداء التمثيلى. وشدد على أن أداء مثل هذه الشخصيات السلبية تحتاج أداء شديد الحساسية، فكيف يكون شخصية منفرة وفى نفس الوقت يتم تقديمها بشكل جاذب للمشاهد، وهى المعادلة الصعبة التى حاول الحفاظ على تحقيقها طول الوقت. وعلق على صورة حقيقية للخائن «محمد عويس» بملابس الإعدام فى نهاية الحلقة بأنها عبرة، وقال إنه يشعر بالأسى لهذا المصير الذى وصل إليه هذا الضابط، والذى بالضرورة عاش ساعات ندم عصيبة، وأعرب شاكر عن مشاعر الأسى تجاه أهل الضابط الخائن، والذى يلاحقهم عار كبير ليس لهم ذنب فيه. وقال إن ردود الأفعال التى أثارها دوره بين جمهور المسلسل، والرفض الواسع لهذه الشخصية إنما يؤكد على نبذ المصريين لصفة الخيانة والخونة، وأن أكبر جريمة يرفضها شعب مصر هى خيانة تراب هذا الوطن، وهو أحد المحاور الرئيسية التى يدور حولها المسلسل. وعن فترة غيابة عن التى استمرت لفترة ليست قصيرة قال أحمد شاكر إن الأعمال الدرامية التى تم إنتاجها بعد ثورة يناير اتخذت خطا لا يجد أمثاله من الفنانين مكانا فيها، ولذلك آثر الابتعاد والاحتفاظ بقيمة ما قدمه من مقبل على شاشة الدراما، والاحتفاط بتاريخ صنعه فى سنوات طويلة. وردا على سؤال حول إن كان ظهوره فى «الاختيار 2» قد حرك المياه الراكدة، وفتح أبوبا جديدة، قال إنه ظل سجين الشخصية الإيجابية لسنوات طويلة، وذلك لأن كثيرا من المخرجين يرون أن ملامحه تضعه فى منطقة معينة وصعب أن يتقبل الجمهور منه تقديم دور لشخصية سلبية، ولكن المخرج بيتر ميمى برؤيته النافذة أخذ هذه المبادرة وفتح له مساحة جديدة لاكتشاف قدراته كممثل، كما أشار إلى طبيعة السيناريو المحكم الذى كتبه هانى سرحان، والذى رسم شخصياته بعناية كبيرة تحاكى الواقع بدقة شديدة. عن مشروعاته التى ينتظر أن ترى النور فى المستقبل، قال إنه يعمل الآن على عمل سينمائى ضخم مثل الاختيار، وأنه ما زال فى مرحلة ترتيب الأوراق، مشيرا إلى أنه ينتظر أن يفتح له هذا العمل أبواب السينما، خاصة وأن اهتمامه منذ بداياته انصب على الدراما التليفزيونية، وكان ينتظر طول الوقت عمل كبير يقدمه لجمهور السينما بالشكل المناسب.