«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



طارق لطفي: رحلة «القاهرة كابول» لصالح الدين.. والإرهاب سبب تشويه الإسلام -حوار
نشر في الشروق الجديد يوم 12 - 04 - 2021

* «الشيخ رمزى» أرهق أحبالى الصوتية.. و«الثبات الانفعالى» مفتاح تجسيد هذه الشخصية
* ثقة الجمهور فى المسلسل قبل العرض أصابتنا بحالة من الرعب.. والمخرج أعاد مونتاج الحلقات الأولى أكثر من 10 مرات
* صورنا مشاهد «كابول» فى قرية مهجورة بجبال البحر الأحمر بنيت عام 1890.. واستيراد الملابس من أفغانستان كان ضرورة
* لا نقدم سيرة ذاتية لأحد.. وشخصيتى ترمز لكل متطرف يصل لدرجة الإرهاب
* المجتمع عرف حقيقة التيارات المتطرفة التى تتستر بالدين بعد ثورة 25 يناير
* لست الأعلى أجرًا ولكنى أسير على الطريق الصحيح.. والصبر هو سلاحى الوحيد
* لن أترك لأبنائى أموالًا.. ولكنى أستثمر فى تعليمهم كل ما أكسبه من عملى
* الجمهور لن يشعر بغيابك إذا قدمت فنا جيدا.. ويحيى الفخرانى خير دليل
* العبقرى وحيد حامد ناقش فى «العائلة» فكرة الاستقطاب.. وعاطف الطيب أشار إلى زيادة المتطرفين فى مصر بفيلم «دماء على الأسفلت»
بملامح تشبه مؤسس تنظيم القاعدة الإرهابى أسامة بن لادن، استطاع الفنان طارق لطفى أن يلفت انتباه الجمهور، لشخصية «الشيخ رمزى» التى يجسدها فى مسلسل «القاهرة كابول» الذى يخوض به السباق الرمضانى بعد غياب 4 سنوات تقريبا، ويتناول رحلة التحول من الوسطية التى تتميز بها العاصمة المصرية «القاهرة»، وصولا إلى التطرف والإرهاب، الذى أصبح مرتبطا بالعاصمة الأفغانية «كابول».
«الشروق» التقت طارق لطفى، لتتحدث معه، عن فترة التحضير لشخصية أحد قيادات الإرهاب، وكواليس التصوير فى جبال الأحمر الأحمر، وسبب استيراد ملابس الشخصية من أفغانستان، كما يمتد الحديث للكشف عن قناعاته فى الحياة، ولماذا لا يستثمر النجاحات التى حققها فى بطولاته السابقة ليتواجد بشكل سنوى فى موسم رمضان.
يقول طارق لطفى: ردود الأفعال القوية التى بدأت مبكرا بالتوازى مع نشر البوستر الرسمى للمسلسل، أصابتنا بحالة من السعادة والرعب فى الوقت نفسه، لدرجة أن فريق المسلسل تواصل مع بعضه البعض للتهنئة وأيضا لنتساءل إذا كان ما يحدث طبيعيا، وعندما طرح البرومو الرسمى تأكد مدى اهتمام الجمهور بالمسلسل، وزادت حجم الإشادات، وهذا أصابنا برعب أكبر، خاصة المخرج حسام على، الذى أصيب بنوبة هلع، فكلما زادت الإشادة بالمسلسل يستدعى المونتير والمنتج الفنى ومهندس الصوت مرة أخرى، ليراجع معهم الحلقات الخمس الأولى، ويجرى تعديلات عليها، كرر ذلك أكثر من 10 مرات، رغم أنه كان قد انتهى بالفعل منها، وذلك حتى يتأكد أن المنتج النهائى سيناسب حجم توقعات الجمهور وثقته الكبيرة فى المسلسل وصناعه.
والحقيقة أن المسلسل كان مرهقا جدا فى كل مراحله، والمخرج خطط لكل شيء جيدا منذ اللحظة الأولى، لكن الجميع شعر بحالة من الرعب، احتراما للجمهور الذى منحنا ثقته وأحب المسلسل وتوقع نجاحه حتى قبل أن يراه، لذلك كل ما نتمناه أن تكون الحلقات على قدر حجم توقعات الجمهور، وما صوره له خياله منذ أن رأى البوستر والبرومو.
* وصف البعض النجوم الذين تصدروا الأفيش بأنهم منتخب مصر فى التمثيل.. فكيف كانت الأجواء بينكم أثناء التصوير؟
هناك عامل مشترك بين النجوم الذين يشاركون فى بطولة المسلسل، أنهم جميعا يحبون المهنة ويحترمونها، والحقيقة أن الجمهور لديه كل الحق أن يعجب بهم؛ لأننى شخصيا فى اليوم الأول للتصوير قلت لهم إننى جئت هذا المسلسل لأستمتع وليس لأمثل، فعندما أقدم مشهدا أمام الأستاذ نبيل الحلفاوى، أو الأستاذ خالد الصاوى، أو الأستاذ فتحى عبدالوهاب، أو الأستاذة حنان مطاوع، فهذه بالنسبة لى حالة استمتاع، والحقيقة أن هذا الانطباع لم يكن لدى أنا فقط، فقد كانت هناك حالة غريبة جدا تحدث أثناء تصوير مشاهد هذا المسلسل لا تتكرر بهذا الشكل فى أى عمل آخر، وهى، أننا عندما نبدأ التصوير تجد كل من بداخل اللوكيشن من عمال وفنيين يقف ويركز مع المشهد، فتحول كل من يعمل بالمسلسل إلى جمهور فى اللوكيشن، فكانت كل أجواء المسلسل ممتعة، ونحن فيما بيننا كلما قدم أحدنا مشهدا جيدا، الآخرون لا يبخلون عليه بإعلان إعجابهم، فنقول له: «الله، ويا سلام»، واستمر ذلك حتى آخر يوم تصوير.
* هل كان تصميم الملابس صعبا لدرجة الاستعانة بالسفارة المصرية بأفغانستان لترسلها من هناك؟
الحقيقة أن مساعدة السفير المصرى فى أفغانستان، لم تقتصر على تكليف أحد أفراد السفارة بشراء الملابس الخاصة بالشخصيات، ولكنه أرسل لنا مرجعية لكل أشكال الحياة والبيوت والشوارع والملابس والمزيكا، حتى نستفيد منها فى فترة التحضير والاستعداد للتصوير.
وفيما يتعلق بالملابس، فكانت هناك ضرورة لإرسال الملابس من أفغانستان، لأن «الطاقية الأفغانية» مثلا لن تجدها تباع فى أى مكان بالعالم إلا فى أفغانستان، ومن المستحيل تفصيلها، لذلك بعد انتهاء التصوير استأذنت الإنتاج واحتفظت بواحدة، وكذلك فتحى عبدالوهاب، أما فى باقى الملابس فأرسل لنا من كل شيء 5 قطع تقريبا من هناك، وعندما رأتها المصممة على أرض الواقع صنعت مثلها، لكنها كان لابد أن تحصل على نسخ أصلية، لأنه لا أحد يمكن تصور أن البنطلون الأفغانى ضخم جدا لدرجة أن عرض «وسط البنطلون» حوالى متر ونصف، ثم من يرتديه يضيقه على مقاسه بحزام.
* صورتم مشاهد أفغانستان فى جبال البحر الأحمر.. هل كان هذا هو البدل المناسب لعدم قدرتكم على السفر؟
الحقيقة أن المخرج وفريق المعاينات فى الغردقة، بذلوا مجهودا كبيرا حتى وصل إلى قرية وسط المناطق الجبلية ستكون مفاجأة، لأنها موجودة منذ 1890، ولكنها مهجورة ولا يسكنها أحد، وهى من تم استخدامها فى التصوير بعد إجراء تعديلات من مهندس الديكور، ومن سيشاهدها لن يستطيع تحديد إذا كانت فى مصر أم فى أفغانستان.
وخلال فترة التصوير، كان يرافقنا أحد أبناء المنطقة، وهو «الشيخ عبدالله» الذى يحفظ الجبال، وكان يساعدنا فى الوصول إلى مكان التصوير، والذى كان يبعد عن الطريق الرئيسى حوالى 45 دقيقة وسط الجبال، وكان هذا يحدث بشكل يومى لمدة 15 يوم، وكانت هذه أكثر فترة مرهقة، لأن التصوير كان فى مغارة منتصف الجبل تقريبا، ولكى تغير ملابسك يتطلب أن تنزل من الجبل وتتحرك بسيارة إلى مكان تجمع فريق العمل، ثم تتسلق الجبل مرة أخرى لتعود إلى التصوير، وهكذا، وكان فى ذلك خطورة شديدة جدا، والحمد لله أن هذه الفترة مرت بسلام.
وبشكل عام نحن لم نصور خارج مصر إلا فى صربيا، لأنها تقريبا كانت البلد الوحيدة التى لم تغلق بعد تفشى فيروس كورونا، وكانت هى الأقرب للمواصفات التى نبحث عنها لتصوير المشاهد الخاصة بانجلترا.
* لماذا الربط فى المسلسل بين «القاهرة» عاصمة الدين الوسطى و«كابول» العاصمة التى احتضنت تنظيم القاعدة الإرهابي؟
اسم «القاهرة كابول» يشير إلى الرحلة بين العاصمتين وليس الربط بينهما، رحلة بين الوسطية إلى التطرف والإرهاب، فالمسلسل يطرح سؤالا مهما، هو كيف يمكن لشخص يعيش فى مجتمع مثل مصر وسطى فى كل شيء، ثم يصل به الحال إلى التطرف ثم الإرهاب. المسلسل يناقش هذه الأسباب ويدق ناقوس الخطر، لأنه من السهل ومن الممكن أن يزرع أحد فى طفل أفكار خاطئة تؤدى به فى النهاية إلى التطرف، عكس طبيعة مجتمعنا الوسطى فى تدينه وأفكاره، فالمصريون حتى فى غضبهم وكراهيتهم وسطيون وليسوا متطرفين، وبالتالى فالمسلسل محاولة لفهم المشكلة ويبحث عن علاج لها، ونتمنى أن ينجح فى تحريك المياه الراكدة، لأن هذا الملف يحتاج مجهودا كبيرا للحفاظ على هوية المجتمع المصرى، وتظل كما هى وسطية فى كل شيء بعيدة عن التطرف، ومن يشاهد المسلسل سيكتشف أن هناك أشياء من كثرة سماعها دون مناقشة أصبحنا نعتقد أنها الصح، والحقيقة غير ذلك.
* المسلسل لا يكتفى بثنائية الإرهابى ورجل الأمن ولكن يقدم رباعية (الضابط والفنان والإعلامى والإرهابي).. فإلى أى مدى يبرز دور الفن والإعلام فى مواجهة التطرف والإرهاب؟
المسلسل لا يقدم رباعية، ولكن وجهة نظر الكاتب عبدالرحيم كمال، أنه يقدم المجتمع من خلال شخصيات مؤثرة، فالإعلامى مؤثر والفنان مؤثر، ومن يستخدم الدين أيضا مؤثر، وقصة المسلسل بشكل عام تدور حول 4 أصحاب، وهى محاولة للفهم، لماذا أحدهم تحول إلى التطرف وسلك طريق الإرهاب.
* شكل الشخصية التى تقدمها وهيئتها أسامة بن لادن لكن الاسم «رمزى».. فهل مزجت بين (بن لادن ورمزى بن الشيبة) خاصة أن البرومو أبرز قصة السيجارة التى أشار إليها يسرى فودة فى كتابه «طريق الأذى» عندما التقى قيادى القاعدة «رمزى بن الشيبة وخالد شيخ محمد» فى باكستان؟
الحقيقة أن شخصية «رمزى» هى مزيج من قصص وملامح 4 شخصيات مختلفة لا أحب أن أسميها، وسيشعر المشاهد فى كل مرحلة أنه يشاهد شخصية مختلفة عن الأخرى، ولذلك كان ذكاء من الكاتب عبدالرحيم كمال أن يسميها «رمزى»، لتكون رمزا لكل شخص متطرف وصل لدرجة الإرهاب، فلا نستطيع أن نجزم بأنه «بن لادن» أو غيره من الشخصيات، لكن فى كل مرحلة يمكن أن ترى فيه إحدى هذه الشخصيات. حتى على مستوى الشكل ستجده فى كل مرحلة يتغير ويشبه إحدى الشخصيات الإرهابية، والجمهور سيتعرف على كل منها.
* ظهور «الشيخ رمزى» فى الأحداث شاعرا يشير أيضا إلى أن شكرى مصطفى قاتل الشيخ الذهبى هو جزء من الشخصية؟
الحقيقة كما أشرت سابقا، أن شخصيات المسلسل كلها رمزية، وليست مأخوذة من حكاية أحد بعينه، فالمسلسل لا يقدم سيرة ذاتية لشخصيات محددة، ولكن فيما يتعلق بمصطفى شكرى، وبعيدا عن الدخول فى تفاصيل، فالحقيقة أنه نموذج يوضح كيف يتحول الشخص من الوسطية إلى التطرف ثم الإرهاب، كيف يتحول الشاعر المثقف رقيق المشاعر، إلى قاتل؟.
بالمناسبة، ليس شخصية «الشيخ رمزى» فقط التى تقدم مزيجا لشخصيات مختلفة سلكت طريق التطرف والإرهاب، وإنما أيضا الشخصية التى يقدمها فتحى عبدالوهاب، هى مزيج لأكثر من إعلامى وليس فقط يسرى فودة كما يتصور البعض، وفى كل مرحلة سيرى فيه الجمهور إعلاميا مختلفا.
* وهل كان سهلا تجسيد شخصية بمواصفات «الشيخ رمزى»؟
منذ اللحظة الأولى اتفقت مع المخرج، أننا سنبنى شخصية جديدة لا تشبه أى عمل تم تقديمه من قبل، ولذلك قررت أنسى أى عمل تناول شخصية الإرهابى، لذلك ستجد صوت «الشيخ رمزى» مختلفا عن طبقتى الطبيعية، وهذاا الصوت كان مرهقا جدا لأحبالى الصوتية أثناء التصوير، ولا يمكننى من قول جمل طويلة بسهولة.
وعندما بدأت مذاكرة الشخصيات التى خرج منها «الشيخ رمزى»، ورغم أن المتاح عنهم كان قليلا جدا للأسف، لكنى اكتشفت أن صفاتهم متشابهه بدرجة كبيرة مثلما أسباب تطرفهم متشابهه، فمثلا وجدت أنهم يتمتعون بثبات انفعالى غير طبيعى، وكأنهم مدربون على ذلك، وهذا كان أحد أسباب صعوبة تجسيد الشخصية، ولكنه فى الوقت نفسه كان مفتاح تجسيدها، لأنك عندما تقرأ المشهد فى السيناريو، ستعتقد أنه يتطلب انفعالا وغضبا، ولكن ردود أفعالهم تكون على العكس تماما، لذلك حاولنا أن نقدم الشخصية من هذا المنطلق.
* تقديم شخصية «الشيخ رمزى» قد تضعك فى صدام مع تنظيمات إرهابية.. ألم تفكر أو تتردد قبل الموافقة على المسلسل خوفا من استهدافك؟
مسألة المتاعب التى قد تأتى من وراء هذه الشخصية هامشية جدا بالنسبة لى ولم أفكر فيها ولا ثانية قبل قبول المسلسل؛ لأننى شخص قدرى جدا، ولا أخاف ولا أقلق من شيء على الإطلاق، فأنا مؤمن أن كل ما يحدث لى، هو تنفيذ لإرادة الله، وليس لأن أحدا قرر حدوث ذلك، وبالتالى مهما كنت حريصا على حياتى، فلن أكون حريصا من القدر، فالله هو الخالق والرازق والحامى، وما أحرص عليه فقط فى حياتى هو التأدب فى حضرة قضاء الله وقدره.
وبالمناسبة حتى هذه اللحظة لم يصلنى أى تهديد، ولكن فقط شتائم، على مواقع التواصل، بالإضافة إلى جمل مثل «حسبى الله ونعم الوكيل واتقوا الله»، رغم أن أيا من الذين فعلوا ذلك لم يشاهدوا المسلسل ليحكموا عليه.
* عادة يتهم الملتزمون دينيا، الممثل الذى يقدم شخصية إرهابى فى عمل فنى بأنه يشوه الدين نفسه وليس الإرهاب كما حدث مع الفنان عادل إمام بعد «الإرهابى».. بما ترد عليهم؟
لا أخشى أن أتهم بذلك، لأن قناعتى أن الذى شوه شكل الملتزم هو المتطرف، بل إن الإرهابى أيضا هو الذى شوه صورة الدين، فالمشاهد يعرف جيدا من الذى صدَّر صورة خاطئة وغير حقيقية عن ديننا الوسطى، وبالتالى المسلسل لصالح الدين، فعندما تقدم عملا يدق ناقوس خطر، ليأخذ المجتمع حذره، ولا يصل إلى مرحلة التطرف والإرهاب، فهذا فى صالح فى ديننا الوسطى، وعندما تناقش أفكارا قد يعتقد البعض أنها مسلّمات رغم أنها ليس لها علاقة بالدين، فهذا أيضا لصالح الدين الصحيح.
وبالمناسبة ما حدث بعد ثورة 25 يناير، كشف حقيقة كثير من التيارات التى تتستر بالدين، فحالة الوضوح التى حصلت قامت بتعرية أفكارهم المتشددة أمام المجتمع، فربما كان هناك من هو مخدوع لفترة فى بعض الشخصيات، لكن بعد عام 2011، الفروق أصبحت واضحة تماما للجميع، والمشاهد العادى بل وحتى الملتزم دينيا، أصبح يعرف جيدا الفرق بين المتدين والمتطرف، وبناء عليه، لدى قناعة كاملة، أن الذى سيعترض على تقديم الإرهابى على الشاشة، ينتمى إلى تيارات متطرفة.
* قدمت شخصية إرهابى فى مسلسل «العائلة».. ما أوجه الشبه والاختلاف بينه وبين الشخصية التى تقدمها فى القاهرة كابول؟
عبقرية الأستاذ الراحل وحيد حامد، جعلته يناقش مبكرا فى «العائلة» الأسباب والعوامل التى تسهل استقطاب بعض الأشخاص، وأشار إلى الفقر وغياب العدالة الإجتماعية والضغوط والإحباط، لكن فى «القاهرة كابول» نناقش فكرة أخرى، وهى ما الذى يدفع شخص لا يعانى من ضغوط اجتماعية يتحول من الوسطية إلى التطرف ثم الإرهاب.
بالمناسبة فى فيلم «دماء على الأسفلت»، اختار الأستاذ عاطف الطيب، أن يظهر فى خلفية أغلب المشاهد شخصان متطرفان يقودان موتوسيكل، رغم أنهما غير موجودين فى السيناريو، حينها سألت الأستاذ عاطف الطيب، ما الهدف من ظهورهما فى معظم المشاهد، رغم أن الفيلم يناقش موضوعا آخر، فقال لى: «المتطرفون أصبحوا جزءا من الشارع وموجودين بكثرة، وبالتالى لابد من التنبيه وتوعية المجتمع بوجودهم، لأنهم لا يشبوهوننا، لا فى شكلهم ولا ملابسهم ولا طباعهم ولا تدينهم».
* بعد تثبيت أقدامك فى الدراما التلفزيونية لأربعة مواسم متتالية توقع الجمهور أن تحرص على المنافسة سنويا فى موسم رمضان ولكنك على العكس تغيب بالسنوات.. لماذا؟
ضحك قائلا: الصبر هو السلاح الوحيد الذى أمتلكه.
وتابع: فكرة أن الجمهور رحب بوجودى فى رمضان بعد غياب 3 سنوات تقريبا هذا أسعدنى جدا ويرضينى، ويعوضنى عن السنوات التى لم أقدم فيها مسلسلا رمضانيا، فكل من كتب كلمة إيجابية، ترك أثرا طيبا فى نفسى، وأسعدنى جدا، وأكد لى أننى ماشى صح.
ربما لا أكون الأعلى أجرا بين الفنانين، وربما لا أملك أغلى سيارة، ولكننى مؤمن أننى اخترت طريقى صح.
وهناك من يقول لى: «ما تعمل فلوس بقى علشان ولادك، هو انت لسه هتشتغل كام سنة»، والحقيقة ردى عليهم، أننى «أعمل عيالى ولا أعمل لهم»، فأى من أبنائى إذا طلب شيئا من أجل التعليم لا أرد طلبه، فأنا لن أترك لأبنائى أموالا، ولكنى أستثمر كل ما أكسبه من مال فيهم، حتى يكون كل منهم؛ مواطنا متعلما جيدا، مفيدا لنفسه وأسرته وبلده.
أما بالنسبة للغياب، فهناك عوامل مختلفة تؤدى إليه، فمثلا الرغبة فى التواجد كل سنة، تجعلك أحيانا توافق على تقديم أعمال متوسطة، لأنك بعد انتهاء رمضان، تبدأ رحلة البحث عن سيناريو جديد، وحتى تجد الفكرة ويتم كتابتها، إذا كنت محظوظا سيستغرق ذلك على الأقل 6 أشهر، وحتى تبدأ التحضيرات وتبدأ التصوير تكون وصلت لرمضان.
الأمر الثانى الذى جعلنى غير حريص على التواجد الفترة الماضية، أن الصناعة كانت تشهد تغيرات وتحولات ضرورية للسيطرة على المحتوى، بعد حالة الانفلات التى حدثت، ووجود أفكار هدامة فى الدراما، لدرجة أن التريند أصبح أهم من البراند، فلم يكن أحد يهمه تأثير ما يقدم على المجتمع، كما كانت ميزانية الإنتاج تذهب لأى شيء بعيدا عن المحتوى، لكن هذا تغير على الأقل فى الموسم الرمضانى الحالى، أتصور أنه تم الإنفاق بشكل جيد على الإنتاج، وعلى مستوى «القاهرة كابول» أدعى أن كل طلبات المخرج تم تلبيتها، ليخرج العمل فى أفضل صورة، وهذا شيء مبشر جدا فى الصناعة، أن يكون الجزء الأكبر من ميزانية الإنتاج لصالح المحتوى.
* ولكن ربما يعتبر البعض أن غيابك متعمد أحيانا هو عدم استثمار للنجاح الذى حققته فى أعمالك السابقة؟
سأجيب على هذا السؤال بالإشارة إلى نموذج الأستاذ يحيى الفخرانى، الذى لم يعمل منذ 3 سنوات تقريبا، ورغم ذلك أنا شخصيا منتظره مع جمهوره الكبير، فهناك أشياء إذا غابت عن عينيك تنساها، وهناك أشياء لن تنساها أبدا حتى لو غابت، فكلما حرصت على تقديم فن جيد، الجمهور سينتظرك، وهذا ما أؤمن به وأسعى إليه.
ولكنى قبل أن أختم حديثى، أريد أن أوضح، بأننى قبل 3 سنوات وجدت سيناريو وبدأت العمل عليه بالفعل، ولكننى بعد فترة اكتشفت أنه غير مناسب، فاعتذرت عنه، والعام التالى، وجدت سيناريو فيلم «122»، فرفضت أن أقدم فيلما ومسلسلا فى عام واحد، والحمد لله أن نجاحه فى دور العرض، أثبت لى وطمأننى أن الجمهور يحبنى لدرجة أنه نزل من بيته وذهب لفيلمى فى السينما، والعام الماضى كان من المقرر أن أقدم «القاهرة كابول»، ولكن بسبب كورونا تأجل إلى هذا العام.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.