فوانيس خشبية زاهية الألوان تزينها عقود مضيئة، وأخرى بشخصيات كرتونية رصدتها عدسة "الشروق"، بمركز الطود بالأقصر ليس لكونها إحدى مظاهر عادات المسلمين للاحتفال بشهر رمضان فحسب، بل لأنها صنعت بأيادي قبطية في مشهد تتجلى فيه المحبة والبهجة بين عنصري الوطن. نورا تواضروس معلمة بإحدى مدارس مدينة الطود، عكفت منذ فترة كبيرة على صنع فوانيس شهر رمضان بعد أن راودتها الفكرة حبًا منها في مشاركة زملائها وأصدقائها المسلمين احتفالاتهم بقدوم الشهر الكريم، قائلةً خلال حديثها ل«الشروق»، إنها اعتادت على المشاركة والاحتفال برمضان على الرغم من عدم وجود رابط أو علاقة بين ذلك وبين أعياد الأقباط وطقوسهم الدينية. وأضافت تواضروس، أنه قبل حلول رمضان بشهرين تحول منزلها لورشة صغيرة لصناعة الفوانيس وباقي أدوات الاحتفال بشهر رمضان؛ وذلك لعرضها على أصدقائها وزملائها المسلمين ورسم البسمة على وجوههم وتبادل التهاني بحلول الشهر الكريم. وتابعت: «صنعت معظم منتجات الاحتفال بالشهر الكريم من مواد بسيطة في التكلفة ورقية وخشبية وضوئية وصممت أشكال هلال وفانوس ومسحراتي.. ومدفع والذي أحبه شخصيًا كوني أحب الأم الكرتونية التأتي عقب ضرب مدفع رمضان». وأشارت المعلمة القبطية، إلى أنها تلقت طلبات بأشكال مخصصة لمنتجات الاحتفال برمضان من جيرانها وزملائها ما جعلها تصنع كمية أكبر خلال هذا العام لإهدائها ومشاركتهم احتفالاتهم ورسم البهجة على وجوههم. وأوضحت أنها بدأت في شراء عدد من الفوانيس الصغيرة والأهلة والمساجد التي تأخذ أشكال ميداليات المفاتيح لتوزيعها على الجيران والأصدقاء والأطفال، مؤكدةً أنها لن تنسى رد فعل طفل إحدى زميلاتها الرائع ولا عامل نظافة الذي ارتسمت البسمة على وجهه وجملت ملامحه. وأكدت أن أهل مصر دائمًا ما تسود بينهم مظاهر المحبة والتسامح والرحمة والطيبة فهنا في الصعيد نتشارك الاحتفال برمضان عبر صناعة الفوانيس للناس وفي الشمال يتشارك المسلمين مع المسحيين في مزج الهلال مع الصليب في احتفالاتهم برمضان؛ لذلك الطمأنينة بأن التفرقة بين العنصرين تكاد تكون مستحيلة؛ لأننا مثل تلك المناسبات دائًما ما تثبت أن الدين لله والوطن للجميع.