قال الدكتور محمد طه إن اسم كتابه الأحدث «ذكر شرقي منقرض»، الصادر عن دار الشروق، مستوحي من الأوضاع الحالية بخاصة مع تفشي ظاهرة الذكورة الشرقية «الرجولة المزيفة»، في مجتمعاتنا، في الوقت الذي زاد فيه الوعى النفسي لدى المرأة وطريقة تفكيرها ورفضها للعديد من المفاهيم البالية ومنها: «ضل راجل ولا ضل حيطة» أو «الراجل ميعبهوش إلا جيبه». وأضاف خلال حفل توقيع ومناقشة «ذكر شرقي منقرض» اليوم بمكتبة ديوان مصر الجديدة، أن الكتاب يفرق بين مفهوم الذكر الشرقي بما يحمله من صفات تكبر ونرجيسيه وأنانية وغرور، والرجل الشرقي بشيمه من شهامة ورجولة وجدعنة ومرؤه والغيرة الطيبة على أهل بيته واستعداده لبذلم الغالي والنفيس في سبيل إسعادهم. وأكد صاحب «ذكر شرقي منقرض»، أن ما تناوله في الكتاب جاء نتيجة خبرته وعمله كطبيب نفسي لمدة 20 عام، مشيرًا إلى أن هناك بعض النماذج الحية التي لم يستطع الكتابة عنها، وأن المجتمع مليء بما هو أصعب في العلاقات بين الناس. هذا الكتاب ليس عن «الرجل الشرقي»، الذي سمعنا عنه وعرفناہ قديمًا، بل هو عن «الذَّكَر الشرقي» الذي تسلل إلينا مؤخرًا، وعاش بيننا بديلًا عنه، تلك النسخة الباهتة في ألوانها، والمُشوَّهة في ملامحها. فيه فرق كبير بين الرجولة والذُّكورة، الذُّكورة هى النوع، الرجولة هي الفِكر، الذُّكورة هى الجنس، الرجولة هي السلوك، الذُّكورة هي البيولوجيا، الرجولة هي الموقف. «الذُّكورية الشرقية» - بهذا الشكل وذلك السلوك - مرض صعب جدًّا، مش بس مرض، دي مُتلازمة مَرضية كاملة، تبدأ من تربية الآباء والأمهات لأبنائهم وبناتهم، وتنتهي نهايات مأساوية مُجحِفة للجميع. الكتاب دہ هيحاول يقرب ويستعرض ويحلِّل ويفهم أعراض وأنواع وأسباب ومُضاعفات «الذُّكورية الشرقية»، ويقدم رؤى واقعية لتغيير وعلاج هذہ المُتلازمة المَرضية المستعصية. والحقيقة إن هذا التغيير، لو مابدأش يحصل من الآن فتأكدوا إن هذا الديناصور البشري الضخم لو لم يُدرِك ويفهم ويتطورويقوم بتفكيك وإعادة تركيب نفسه من جديد فلن يكون له أي مكان، سوى ركن بعيد مُختَفٍ، في أحد متاحف العالم، تحته لافتة صغيرة مكتوب عليها بخط غير واضح: «ذكر شرقي منقرض». الدكتور محمد طه، أستاذ مساعد الطب النفسي بكلية الطب جامعة المنيا، ونائب رئيس الجمعية المصرية للعلاج النفسي الجمعى سابقا، وعضو الجمعية العالمية للعلاج النفسي الجمعى. مؤلف الكتب الأكثر مبيعا خلال السنوات الخمس السابقة (الخروج عن النص- علاقات خطرة- لا بطعم الفلامنكو).