وقع اختيار الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، على آفريل هينز لتولي منصب مديرة المخابرات الوطنية؛ لتصبح بذلك أول امرأة تشغل هذا المنصب في التاريخ الأمريكي. ويوصف هذا المنصب بأنه الأرفع في أجهزة المخابرات الأمريكية، حيث يشرف مدير المخابرات الوطنية على 12 وكالة مخابرات وترفع إليه تقاريرها، وفقا لهيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي". ويقول مراقبون إن وجود هينز، فضلا عن مديرة وكالة المخابرات الأمريكية "سي آي أيه" الحالية جينا هاسبل، في مثل هذه المواقع القيادية يمثل تحولاً واضحاً لصالح عمل المرأة في أجهزة المخابرات الأمريكية. وعلى الرغم من تولي هينز عدداً من المناصب الرفيعة بالمخابرات، إلا أنها لم تأت أصلا من ذلك الوسط أو تتلقى تدريبا مباشرا كضابطة مخابرات للعمل فيه. فهينز -51 عاما- تنحدر من أسرة من الطبقة الوسطى في مدينة نيويورك، تتألف من أم رسامة وأب عالم كيمياء حيوية، وقد اختارت في بداية حياتها دراسة الفيزياء في جامعة شيكاغو وتخرجت حاملة شهادة البكلوريوس في هذا التخصص، لكنها انتقلت لاحقا لدراسة القانون وحصلت على الدكتوراة عام 2001. وعملت هينز في عدد من الوظائف القانونية قبل أن تنتقل للعمل في مكتب المستشار القانوني في وزارة الخارجية. كما عملت في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ بين عامي 2007-2008 خلال رئاسة بايدن لها في هذه الفترة في منصب نائب كبير مستشاري الأغلبية الديمقراطية في المجلس. وبعد عام 2010، عملت في عدة مناصب في مجال الأمن القومي في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، وشغلت منصب نائب مستشار الأمن القومي والنائب السابق لمدير وكالة المخابرات المركزية وكانت أول امرأة تتولى هذا المنصب. وقد تعرضت لانتقادات في تلك الفترة لما وصف بدورها في برنامج الهجمات بالطائرات المسيرة الذي اعتمدته إدارة أوباما، والذي تقول جماعات حقوقية إنه تسبب في مقتل المئات من المدنيين، كما تتهمها بالتواطؤ في استخدام وكالة المخابرات المركزية لأساليب التعذيب أو ما أطلق عليها "أساليب الاستجواب المعززة" في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001. وقد وصف اختيار هينز بأنه عودة إلى تولي خبراء لقيادة وكالات المخابرات، بعد أن عمد الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب في السنوات الأربع الماضية إلى تعيين حلفاء سياسيين له في المناصب القيادية بالمخابرات.
