كدت وزيرة الداخلية الإيطالية لوتشيانا لامورجيزي اليوم الجمعة أن التونسي المشتبه بتنفيذه هجوم إرهابي استهدف كنيسة في مدينة نيس الفرنسية وصل إلى فرنسا عبر إيطاليا. ومع ذلك، رفضت لامورجيزي أي تلميح إلى أن السلطات الإيطالية تتحمل مسؤولية ما حدث. وردا على دعوات المعارضة لها بتقديم استقالتها، أوضحت وزيرة الداخلية الإيطالية في تصريحات للصحفيين:" أقول إنه لا توجد مسؤولية من جانبنا". وأضافت لامورجيزي: "لقد حان الوقت للتوقف عن هذه المجادلات والاقتراب من الشعب الفرنسي والدول الأوروبية الأخرى لأن هذا هجوم على أوروبا". وأضافت وزيرة الداخلية الإيطالية أن المشبته به وصل إلى جزيرة لامبيدوسا الواقعة بأقصى جنوبإيطاليا على متن قارب للمهاجرين يوم 20 أيلول/سبتمبر الماضي، مشيرة إلى أنه تجاهل أمر الطرد من البلاد الذي صدر بحقه في 9 تشرين أول/أكتوبر. وتابعت لامورجيزي قائلة إن السلطات التونسية أو أجهزة الاستخبارات الإيطالية لم تصنف المشبته به على أنه يشكل خطرا كبيرا. من جهته، انتقد بشدة زعيم حزب الرابطة اليميني المعارض ماتيو سالفيني، وزيرة الداخلية الإيطالية، وألقى باللائمة عليها في ارتفاع أعداد المهاجرين الوافدين عن طريق البحر وفي أعمال الشغب الأخيرة في إيطاليا احتجاجا على فرض قيود لمكافحة انتشار فيروس كورونا. وقال سالفيني في منشور على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "تدوين عمليات إنزال، وتمرد في الشوارع... والآن لدينا قاتل تونسي جاء إلى لامبيدوسا، تم تركه حرا ليهرب إلى فرنسا ليقتل ويقطع الرقاب". أضاف سالفيني موجها حديثه إلى لامورجيزي: "ماذا يجب أن يحدث أيضًا؟". وأوضح زعيم حزب الرابطة قائلا إن نفي لامورجيزي بتحملها أي مسؤولية، قد تركه "عاجزًا عن الكلام"، مستغربا بشأن دفاعها أيضًا عن قرار إلغاء قوانين الهجرة القاسية التي قدمها هو عندما كان وزيراً للداخلية. ويوم أمس الخميس، نفذ تونسي يحمل سكينا هجوما على كنيسة في مدينة نيس، ما خلف ثلاثة قتلى وجرح آخرين. ووصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الهجوم بأنه "هجوم إرهابي إسلامي". وكان رئيس الإدعاء الفرنسي المختص بمكافحة الإرهاب جان فرانسوا ريكارد قد صرح أمس الخميس إن منفذ الهجوم كان يحمل أوراقا من الصليب الأحمر الإيطالي باسم مواطن تونسي من مواليد عام 1999. ووفقًا لبيانات وزارة الداخلية الإيطالية، فقد وصل 27190 مهاجرًا عبر البحر خلال الفترة ما بين الأول من كانون ثان/يناير إلى 29 تشرين أول/أكتوبر 2020، مقارنة ب 9533 مهاجرًا في نفس الفترة من العام الماضي.