قال العلماء إن التجميد المتأخر في بحر لابتيف في القطب الشمالي، قد يكون له آثار غير مباشرة عبر المنطقة القطبية. ووفقا لجريدة "الجارديان" البريطانية، يقول علماء المناخ الذين حذروا من الآثار الجانبية المحتملة في المنطقة القطبية، إن التجميد السنوي المتأخر في بحر لابتيف نتج عن الدفء الذي طال أمده بشكل غريب في شمال روسيا يغلغل مياه المحيط الأطلسي. وارتفعت درجات حرارة المحيط في المنطقة مؤخرًا إلى أكثر من 5 درجات مئوية فوق المتوسط ، في أعقاب موجة الحر القياسية والانحدار المبكر غير المعتاد للجليد البحري في الشتاء الماضي. وتستغرق الحرارة المحبوسة وقتًا طويلاً لتتبدد في الغلاف الجوي، حتى في هذا الوقت من العام عندما تزحف الشمس فوق الأفق لمدة تزيد قليلاً عن ساعة أو ساعتين كل يوم. ويبدو أن الرسوم البيانية لمدى الجليد البحري في بحر لابتيف، والتي عادة تظهر نبضًا موسميًا صحيًا لارتفاعه، أصبحت رسما ذو خطوط مسطحة، ونتيجة لذلك أصبح هناك كمية قياسية من البحار المفتوحة في القطب الشمالي. يقول زاكاري لاب، باحث ما بعد الدكتوراه في جامعة ولاية كولورادو، إن عدم وجود تجمد حتى الآن، هذا الخريف غير مسبوق في منطقة القطب الشمالي السيبيرية، مضيفا أن ذلك يتماشى مع التأثير المتوقع لتغير المناخ الذي يسببه الإنسان. ودون خفض منتظم في غازات الدفيئة التي تسبب سخونة الجو، ستكون احتمالية خلو الجليد في الصيف الصيف الأول مستمرة في الزيادة بحلول منتصف القرن الحادي والعشرين. وأظهرت دراسة سابقة أن موجة الحر في سيبيريا هذا العام زادت 600 مرة على الأقل بسبب الانبعاثات الصناعية والزراعية. ولا تعد درجة حرارة الهواء الأكثر دفئًا، العامل الوحيد الذي يبطئ تكوين الجليد، حيث يدفع تغير المناخ أيضًا مزيدًا من التيارات الأطلسية المعتدلة إلى القطب الشمالي ويفكك التقسيم الطبقي المعتاد بين المياه العميقة الدافئة والسطح البارد، وهذا يجعل أيضا من الصعب تكوين الجليد. يقول والت ماير، كبير الباحثين في المركز القومي الأمريكي لبيانات الجليد والثلج، إن السنوات ال 14 الماضية، من 2007 إلى 2020، هي أقل 14 عامًا في سجل الأقمار الصناعية بدءًا من عام 1979. ويوضح أن الكثير من الجليد القديم في القطب الشمالي يختفي الآن، تاركا الجليد الموسمي أرق ومتوسط السمكة، ليصبح بشكل عام نصف ما كان عليه في الثمانينيات. ويضيف ماير أنه من المرجح أن يستمر الاتجاه التنازلي حتى يشهد القطب الشمالي أول صيف خالٍ من الجليد، حيث تشير البيانات والنماذج إلى أن هذا سيحدث بين عامي 2030 و2050، لافتا إلى أنها مسألة وقت ليس إلا. ويشعر العلماء بالقلق من أن تأخير التجمد يمكن أن يؤدي لتضخيم ردود الفعل التي تسرع من تراجع الغطاء الجليدي، حيث من المعروف بالفعل أن كتلة جليدية أصغر تعني مساحة أقل بيضاء لتعكس حرارة الشمس مرة أخرى في الفضاء، لكن هذا ليس السبب الوحيد لارتفاع درجة حرارة القطب الشمالي بأكثر من ضعف معدلها العالمي.