يرتبط النجاح الوظيفي بالسمات الشخصية إلى حد بعيد، حيث أوضحت دراسة أجراها مجموعة من علماء نفس النمو الأمريكين بالمعهد القومي لأبحاث التقدم في العمر بمدينة بالتيمور بولاية ميريلاند أن السمات الشخصية تلعب دورا حاسما في القدرة على تحقيق النجاح في العمل شأنها في ذلك شأن العلاقات الجيدة والحظ والتفاني في العمل. وفي هذا السياق ذكرت مجلة «علم النفس اليوم» الألمانية الصادرة بمدينة فاينهايم غربي البلاد أن الأشخاص الذين يتسمون بالإخلاص والتفاني في العمل ويتمتعون في الوقت نفسه بقلة ميولهم العصابية تكون لديهم فرص أفضل للترقي وزيادة الدخل ومن ثم الشعور بالرضا عن مجال العمل. وجدير بالذكر أن العصابية هي أحد عوامل الشخصية، وهي تعني الاستعداد والميل للقلق والخوف. وتوصلت الدراسة أيضا إلى أن الشخص المنفتح هو أكثر من يحقق نجاحا في بداية تسلمه للعمل وذلك بفضل شبكته الاجتماعية الكبيرة, وفيما بعد يقل التأثير الإيجابي لشخصيته المنفتحة على نجاحه الوظيفي في المستقبل. ومن ناحية أخرى يكون للنجاح الوظيفي مردود إيجابي على السمات الشخصية, فإذا ما نجح الموظف في الترقي وزاد دخله فسوف تضمحل بالتبعية ميوله العصابية. ووفقا لتقديرات علماء النفس يرجع السبب في ذلك إلى أن زيادة الدخل تعني مزيدا من الأمان والاستقرار، الأمر الذي يساهم في التخلص من الشد العصبي وهواجس القلق والخوف، في حين يزيد انخفاض الدخل من فرص الوقوع فريسة للخوف والقلق فضلا عن الإحساس بانعدام قيمة الذات. وكان علماء نفس النمو الأمريكين قد أجروا هذه الدراسة على 302 موظف من الذين بلغ متوسط أعمارهم 50 عاما في نهاية هذه الدراسة طويلة الأمد التي امتدت لأكثر من 12 سنة. وخلال الدراسة تم طرح تساؤلات متكررة حول الوضع الوظيفي والدخل ومدى الرضا عن مجال العمل والسمات الشخصية ومقارنة النتائج مع بعضها البعض.