صدرت الترجمة الكردية من رواية «النبيذة» للكاتبة والروائية العراقية إنعام كجه جي، من ترجمة الكاتب شيرزاد هيني. واحتفت «كجه جي» عبر صفحتها الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، بترجمة الرواية التي نافست على القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية، قائلة: «روايتي «النبيذة» صدرت بالكردية ، ترجمة الأستاذ شيرزاد هيني. الصورة من مکتبة رهند في السليمانية. ليتني أحصل على نسخة». في «النبيذة» ثلاث شخصيّات، امرأتان ورجل، لكل منها صوتها وقصّتها الخاصّة، تلتقي في رواية يجتمع فيها الحبّ مع الموسيقى، والشّعر مع الجاسوسيّة. تاج الملوك عبد المجيد، الصّحافيّة المتحرّرة صاحبة مجلّة الرّحاب التي رعاها نوري السّعيد في أربعينيّات بغداد. منصور البادي، زميلها الفلسطينيّ في إذاعة كراتشي الذي هاجر إلى فنزويلا وأضحى مستشارًا لرئيسها هوغو شافيز. ووديان الملاح، عازفة الكمان في الأوركسترا السمفونيّة العراقيّة التي يُثْقِلُ أُذنَيها صَمَمٌ عوقبت به لانّها تمرّدت على نزوات «الأستاذ». سالفةٌ إثر سالفةٍ، تغزل النبيذة خيوطَ الوقائع بمغزل الخيال، حين تحرف مصائر البشر عن مساراتها الطبيعيّة، عابرة ثمانين عامًا من تاريخ بلد مُعَذَّبٍ ومُعَذَّب. ومن أجواء الرواية نقرأ: «ذات صباح غائم من أوئل تسع وأربعين، ومن راديو كراتشي النّاطق بالعربيّة، أذاعت تاجي عبد المجيد خبَر إعدام الشّيوعيّ العراقي سلمان يوسف، المعروف بفهد. صوتُها عميق مُحايدٌ غريب على أذنيها. خلعت عن حنجرتها رنينها الطّبيعيّ وقرأت الخبر بدون روح،بنبرة خشنة مثل حبل مشنقة. نفرت دمعتها بعد انطفاء الميكروفون. مسحتها قبل أن تخرج من الاستوديو. التّأثّر شُبهة وشُبهاتها تكفيها. مضت إلى المغسلة وصوبنتْ كفّيها عدّة مرّات من دماء لا تُرى بالعين المجردة.» أربعون عامًا قضتها الكاتبة والإعلامية العراقية إنعام كجه جى، فى العمل الإعلامى، أغلبه كان فى بلاط صاحبة الجلالة «الصحافة» كتبت خلالها عن «المجتمع والناس وهومهم وقضاياهم، كما كتبت عن الفن والجمال والموسيقى والكتب والغناء، معبرة عن رأيها ورؤيتها للحياة، قبل أن تُدرك بأن هذا الفضاء الإعلامى على رحابته، لم يتسع لما يموج فى صدرها، وبخاصة بعدما اعتصرالغزو العراقى لبلدها قلبها، لتُقرر أنه لا مفر من البحث عن عالم أكثر اتساعًا ورحابة، تعبر فيه عن مشاعرها ومخاوفها وحزنها وغضبها، لتدق باب فن الرواية، وتكتب أولى رواياتها «سواقى القلوب» ثم تتبعها برواية «الحفيدة الأمريكية»، وهى الرواية التى رُشحت لجائزة البوكرالعربية عام 2009، وتناولت فيها الجريمة التى ارتكبت فى حق بلدها، واحتلال الجيش الأمريكى له تحت مسمى الحريات، قبل أن تتبعها برواية «طشارى»، والتى وصلت أيضًا إلى القائمة القصيرة للبوكر2014، لتستكمل حديثها حول العراق المشتّت بعد الحرب، وأهله الذين يبحثون عنه وعن مكان جديد ينتمون إليه، لتضيف إلى هذه الروايات الثلاث روايتها الأحدث «النبيذة»، والتى وصلت أيضًا إلى القائمة القصيرة فى «البوكر 2019».