«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صناع العمل فى ضيافة (الشروق) : (المصراوية) يواصلون البحث عن (جذورهم) الحضارية
نشر في الشروق الجديد يوم 02 - 11 - 2009

البحث فى جذور الشخصية المصرية والتأكيد على أننا شعب أصيل، هضم كل الجنسيات وقام ب«تمصيرها».. هو محور أحداث مسلسل «المصراوية» الذى صاغه الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة، وحوله المخرج الكبير إسماعيل عبدالحافظ إلى شخوص تدور أمام الكاميرا.
الأفكار الجدلية التى يحملها المسلسل، الذى عُرض جزئه الثانى خلال شهر رمضان الماضى، أشعلت نقاشا ساخنا بين صناع العمل الذين حلوا ضيوفا على «الشروق»، حيث تمسك عكاشة بوجهة نظره التى تؤكد أن الشخصية المصرية قائمة بذاتها ولها سماتها الخاصة ولا يمكن اعتبارها عربية أو أفريقة أو قبطية، معتبرا أن القومية العربية «فكرة مشبوهة» روج لها الاحتلال الإنجليزى، مشددا فى الوقت نفسه على احترامه للثقافة العربية باعتبارها الجانب الأهم الذى يجمع العرب.
وتعمق المخرج إسماعيل عبدالحافظ فى المسلسل ليؤكد أنه بالفعل ملىء ب«الغمز واللمز» على الوضع القائم حاليا، مشيرا إلى أن «المصراوية» رسالة تحذير واضحة باحتمال حدوث فوضى «دموية» فى مصر فى حال استمر الوضع على ما هو عليه.
كعادته دائما اختار الكاتب أسامة أنور عكاشة أن يبدأ الحديث من النقطة الأكثر سخونة فى القضية، وقال: البحث عن الجذور المصرية هو شغلى الشاغل، ومن هنا جاء اسم «المصراوية»، واخترت لها فترة التنوير فى نهاية القرن ال19 وبداية القرن ال20 مع ظهور حركة المطالبة بالجلاء والإحساس بالمصرية، وحاولت فى هذا العمل أن أحفر فى جذورنا بحثا عن الحقيقه التى أؤمن بها وهى أنه لا يجب وصف مصر بأنها عربية أو أفريقية أو قبطية.. فنحن جنس أصيل لا يلحق بغيره من الأجناس فنحن شعب هضم كل الجنسيات وقام بتمصيرها ولم نصبح يوما «بزرميط».
الشروق: معنى ذلك أنك تنكر عروبة مصر تماما؟
أسامة أنور عكاشة: لا أنكر مسألة العروبه فنحن عرب ثقافة بلا جدال، لكن العرق والجنس مسألة أخرى. كما أن فكرة القومية العربية «عنصرية» وجاءت من الاحتلال الإنجليزى لمواجهة الإمبراطورية العثمانية، ثم استغل بعض المفكرين المصريين والسوريين الفكرة و«ألبسوها» للرئيس جمال عبدالناصر.. لكنى أؤكد أن القومية هى «فكرة مشبوهة».
وهنا تدخل المخرج إسماعيل عبدالحافظ فى الحديث، وأوضح: هذا الرأى يعبر عن وجهة نظر أسامة ككاتب ومفكر.. وقد دار حوار فى الثلاثينيات والأربعينيات عن الهوية المصرية وكان بطل هذا الحوار طه حسين مع سلامة موسى الذى تبنى وجهة النظر بأن مصر ستظل متخلفة لارتباطها ببدو الجزيرة العربية.. وهذا الموضوع طرح للنقاش ووجهة نظر أسامة ليست الفيصل فى ظل وجود مؤرخين ومفكرين يتحدثون فى نفس الموضوع إلى جانب أن مصر ذات طبيعة متفردة وهو ما أكد عليه المؤرخ اليونانى هيرودوت.
والتقط أسامة أنور عكاشة طرف الحديث فى محاولة لتوضيح وجهة نظره، وقال: عندما تحدثت عن فكرة القومية العربية، كان كلامى فى سياق شرحى لما قصدته من كلمة «المصراوية» بأننا كمصريين لنا شخصيتنا المختلفة وأود ألا يفهم كلامى بأننى تنكرت لفكرة القومية لكنى حاولت أن أشرح الفارق بين الرأى ورصد الواقع.
وتابع: لست ضد العرب فالثقافة العربية أهم شىء فى حياتنا وخصوصا فى الفنون والآداب وهى الوحدة الوحيدة التى جمعت العرب تحت مظلة واحدة بعد فشل الوحدة السياسية والاقتصادية والعسكرية والسوق العربية المشتركة.
الشروق: إذا تحدثنا بشكل مباشر عن المسلسل.. لماذا اختفى البطل فى ظروف غامضة بالحلقة الأخيرة فضلا عن حالة الفوضى التى سادت بالأحداث؟
يقول المخرج إسماعيل عبدالحافظ: لا ننكر أن المسلسل ملىء ب«الغمز واللمز» وهناك الكثير يوجد ما بين السطور.. ومن هنا نجد أنه عندما اختفى العمدة فتح الله، شاهدنا صراعا بين كل التيارات التى تسعى للكرسى وصل إلى حد استخدام السلاح وعمت الفوضى ونحن لم نكن نقدم إسقاطا مباشرا على الأحداث الجارية لأن هذا خطأ درامى لكننا لا ننكر فى الوقت نفسه أن هناك ارتباطا بين ما جاء فى العمل وبين توقعاتنا لما يحدث فى مجتمعنا فأنا أرى أنه على الرغم من مساحة الحرية التى اتيحت لنا جميعا إلا أننا لا نجد تغييرا ملموسا على أرض الواقع فنجد النظام عازم على تنفيذ مخططاته، وأرى أن النيران قد تشتعل فى البلاد خلال فترة قريبة إذا استمر الوضع القائم.
والتقط عكاشة طرف الحديث، وقال مازحا: أشم من أسئلتكم رائحة الرقابة عندما وجهوا لنا مثل هذه الأسئلة!.. فاختفاء فتح الله يعيد الى الأذهان اختفاء الحاكم بأمر الله الذى بنى له الشعب «مقاما» وهو ما سيحدث لفتح الله فى الجزء الثالث وسيكون هناك مولد سيدنا فتح الله الطاير ظنا من الناس أن فتح الله طار فى السماء وهو معنى أسطورى بعض الشىء خاصة عندما جعلت «نوران» تقوم برحلة بحث عن زوجها مثل إيزيس التى بحثت عن أشلاء زوجها أوزوريس وتكون نهر النيل من دموعها كما تقول الأسطورة الفرعونية.
وهنا تدخل الفنان محمود الحدينى ليتحدث عن وجهة نظره فى اللجوء إلى الإسقاط فى الأعمال الفنية،قائلا: أنا ضد استخدام الإسقاط فى الفن، كما أن هذا العمل سخى وعلى المشاهد أن يفسره كيفما يشاء ف«المصراوية» يحتمل أكثر من معنى وتحجيمه فى إسقاط واحد مرفوض.
الشروق: هل تعمدت اختيار بطل العمل حاكما؟
أسامة أنور عكاشة: كنت أحاول أن أجيب عن سؤال لماذا تم بتر مرحلة انفتاح المصريين على العالم.. فهناك فترة أطلق عليها «الربيع الليبرالى» توقفت فجأة وتوقف معها هذا الربيع وتم منعه من التدفق والاستمرار حينما تحالفت السرايا مع الإنجليز.. وكنت أريد أن أقول كيف أثرت الديكتاتورية فى الشخصية المصرية.. وكيف تحولت إلى شخصية سلبية لا تملك إلا ردود الفعل السلبية.
وأضاف: أردت أن أشرح كيف يتحول الحاكم إلى ديكتاتور.. ففتح الله ليس ديكتاتورا نمطيا بل هو إنسان يحب ويندم ويدوس على اعتبارات عديدة بحجة أنه يحمى البلد وقد أردت من هذا العمل أن أقدم ملخص تجربة بلد فى عصر معين واستخدمت الرمز الذى يعد أحد جماليات الفن حيث أشير ولا أصرح.. ولا أعتبر ذلك هروبا أو تحايلا على الرقابة لأنه دراميا التلميح أفضل من التصريح.
الشروق: الشروق: لماذا كان اختيار قرية «بشنين» لتكون محور الأحداث.. وهل هناك ثمة رمزية فى أسماء الأبطال؟
يقول أسامة أنور عكاشة: بكل تأكيد هناك دلالات واضحة ف«بشنين» هو اسم زهرة برية نقول عنها إنها زرع شيطانى واخترت أن تكون على الساحل لأنها كانت محطة انتظار القادمين من المغرب العربى للحج فكان معظمهم يندمج فى هذا الساحل ولهم تأثير بالغ على الريفيين بالساحل الشمالى فى مصر.. أما اسم «فتح الله» فهو إحالة للجذور الصوفية المتأصلة فى المصريين.. وهناك شخصية صابر وهو الرجل الذى يشعر بأحقيته فى الحكم ولكنه يصبر انتظارا للحظة حاسمة ونجده بالفعل أول من يجلس على الكرسى بعد أن يختفى فتح الله وهكذا نجد دلالات مع معظم أسماء العمل تقريبا.
الشروق: على ذكر شخصية «صابر».. ألا يرى الفنان وائل نور الذى يجسد الشخصية تحولا غير منطقى فيها خلال الجزء الثانى؟
وائل نور: هذا الدور لو لم يكن فى عمل للكاتب أسامة أنور عكاشة والمخرج إسماعيل عبدالحافظ، فإننى بالتأكيد كنت سأفكر طويلا قبل أن أقبله خاصة أن شخصية صابر فى الجزء الثانى مغايرة تماما لشخصيته فى الجزء الأول وغير متوقعة.. فصابر الجزء الأول كان ثورجيا ردود أفعاله عنيفة ومتسرعة لكنه فى الجزء الثانى أصبح شخصية غامضة هادئة وصابرة وليس لها عصب أو بلغة الفن «عضم» أستطيع كممثل أن أمسكها.
وأضاف نور: كنت أود أن أخوض مرحلة قوية وجديدة للتوقف عن «اللخبطة» التى أوقعت نفسى فيها فى بعض الأعمال السابقة، وسعدت بالتعاون مع هذا الثنائى الفنى الكبير لأن اسميهما يمثل ضمانا للنجاح وحاولت أن أتعلم منهما فكنت ألجأ إلى أستاذى أسامة أنور عكاشة أو أستاذى إسماعيل عبدالحافظ لأستوضح بعض خيوط الشخصية لأسير على خطى سليمة.
ويقول أسامة أنور عكاشة: التحول الذى طرأ على شخصية صابر مقصود لأن الشخصية لو استمرت فى خط واحد نكون أمام دراما «واقفة» وبدايتها مثل نهايتها لكن عندما رافق صابر إحدى الشخصيات وابتعد قليلا عن القرية ثم عاد، كان لابد أن تتغير فيه أشياء كثيرة مثل أن يكون أكثر ذكاء ولباقة ولذا نجده يقفز على الكرسى فور أن أصبح شاغرا وهذا هو مبدأ التعامل مع كرسى الحكم فصابر يرى أنه الأحق بالعمودية لأنه ابن العمدة المتوفى.. لكننا بصراحة لم نتطرق لمسألة التوريث فى هذا العمل.
الشروق: لما اختار المؤلف أن يكون «شاهر» شقيق العمدة مترصدا له بهذه الصورة؟
يرد أسامة أنور عكاشة بسرعة: نقصد التمرد على سلطة الأب ف«فتح الله» بالنسبة لأهل القرية هو العمدة ويمثل لشاهر تحديا بعد أن سحب منه الأضواء.. وأنا هنا أبحث عن جذور التمرد، وهناك وقائع حدثت فى قصور السلاطين العثمانيين وبعض بيوت الحكام العرب كلها تدور حول شهوة الحكم، وكثيرا ما شاهدنا كيف يقفز الأخ على أخيه للفوز لأن الجائزة كبيرة وهى الحكم والعرش.
الشروق: وكيف تعامل الفنان محمد عبدالحافظ مع الشخصية؟
محمد عبدالحافظ: منذ الجزء الأول وشاهر يشعر بقهر وظلم أخيه له، حتى الفتاة التى ذهب فتح الله ليخطبها له طمع فيها فتزوجها فكان رد شاهر عليه أنه أراد أن يتزوج مطلقة أخيه وهذا فى التقاليد المصرية «عيب» كبير خاصة فى الأرياف.. لكنه يأتى فى ظل ترصد شاهر لأخيه ومحاولاته المستمرة أن يستفزه إلى أن تتغير الأوضاع ويسعى فتح الله لمد يد العون لشقيقه ويستخدمه فى الانتخابات ضد حماه.
وأضاف: أتصور أن هذا العام هو عام حظى.. فشخصية شاهر حققت ردود أفعال جيدة لدى المشاهدين وتزامن معها نجاح دورى فى «الباطنية»، لأؤكد للجميع أننى لم أصبح ممثلا لأننى ابن المخرج إسماعيل عبدالحافظ.. وهذا الاتهام يغضبنى كثيرا ويحبطنى لأنه يهدم كل الخطوات التى أحققها ولكن يكفينى نصيحة والدى أن أعمل وأجتهد وأترك كل واحد يقول ما يشاء.
الشروق: الفنانة منال سلامة.. ألم تخشى المقارنة مع الفنانة روجينا التى قدمت دور «الجازية» فى الجزء الأول؟
منال سلامة: تعاملت مع الجزء الثانى من المصراوية على أنه مسلسل مستقل تماما لأن ملامح الشخصية اتضحت أكثر ولم أتذكر الجزء الأول نهائيا فالشخصية واضحة و«بترقص» على الورق ومفاتيحها سهلة وكان على فقط أن أمثل وكل مشهد فيه «ماستر سين» واستمتعت بهذا الدرو لأبعد الحدود.
وأضافت: الجازية هنا هى زوجة تريد السلطة والحكم وتصارع على السلطة فى الدار وترفض أن تنصاع لحماتها «ست اخواتها» وهى الشخصية التى لعبتها الفنانة سميحة أيوب وعلى الرغم من أن والدها «باشا» إلا أنها تحتاج الى ترجمة ثراء أبيها ومركزه إلى شىء ملموس على أرض الواقع وأن تكون هى صاحبة الأمر والنهى ويشاء القدر أن تنجب طفلا معاقا من فتح الله وتنجب له زوجته التركيه «نوراى» ولدا عفيا فيكون إنجاب طفل بالنسبة للجازية هدفا للحكم وليس تحقيقا للأمومة وهذه أكثر الأشياء التى استفزتنى فى هذه الشخصية.
الشروق: هل هناك علاقة بين صفات الجازية.. وشخصية والدها المتسلقة؟
يقول الفنان محمود الحدينى، الذى يجسد دور الوالد: علاقة الحاج عزام بابنته كانت محور حياته بدليل أنه لم يتزوج مرة ثانية رغم إمكاناته، وفعلا عندما تقدم لها فتح الله ساندها وأصبح ظهرها، وأتصور أنه إذا لم يكن فى حياة «الجازية» أب مثل عزام لن تكون بهذه العصبية والعنف.. فقد وصل الأمر إلى أن قام الأب ببناء قصر خاص لها لتكون مثل الأميرة التركية.
وأضاف: كما ظهر خط جديد للحاج عزام فى نهاية الجزء الأول بظهور ابنه الذى يحمل توجهات سياسية ضد الإنجليز وهو ما يتعارض مع طموحات الحاج عزام السياسية والتى ظهرت بشكل كبير فى الجزء الثانى، وهى شخصية واقعية تماما وتتمع بصراع نفسى كبير.. فنحن أمام شخصية منقسمة ما بين طموحه السياسى والرغبة فى التقرب من السلطة والانشغال بصراع أبنائه خاصة الابنة فى مواجهة ضرتها التركية.
الشروق: الفنانة عبير منير.. ألا ترين حالة تناقض فى شخصية «قسمت» الأميرة التركية خالة «نوران» وانتقالها السريع من حالة الغضب الى التسامح ثم الكبرياء والتنازل؟
عبير منير: هذه هى الشخصية التركية المعروف عنها أنها متقلبة المزاج و«قسمت» هنا رمز لسقوط الدولة العثمانية هذه الإمبراطورية الكبيرة، والتى قبلت النسب من فلاح مصرى كنوع من الخضوع للواقع الى جانب حب «قسمت» الشديد لابن وابنة شقيقتها مما يضطرها لتقديم تنازلات عديدة من أجلهما فتخلت عن قصرها للإقامة مع ابنة اختها فى بلد زوجها ولكنها لم تستطع التخلى عن عصبيتها الشديدة.. ورغم أنها شخصية طيبة جدا لكن عصبية الشخصية التركية تتجلى دوما فى تصرفاتها، حتى لا تشعر أنه تعرضت للقهر، مع حالة انحسار السلطة عنها.
الشروق: إذا انتقلنا لعنصر الإضاءة.. هل بالفعل استخدم المهندس علاء جودة «لمبات الجاز» فى تصوير المشاهد؟
علاء جودة: هذا صحيح لأننا نعمل فى قريه تم بناؤها خصيصا لهذا العمل وهى معدومة من كل التجهيزات وقد كنا نعمل فى أجواء غاية فى الصعوبة خاصة أن المخرج إسماعيل عبدالحافظ ليس من المخرجين الذين قد «يفوتون الصغائر».. فهو دقيق فى كل شىء فى المشهد وخلفياته ودوما طلباته تحمل قدرا من الصعوبة وهو ما يمثل لنا تحديا كبيرا.. ولأننا لا نملك أدوات حديثة فكنا نلجأ إلى كل الوسائل مثل «لمبات الجاز» لنقدم تصورات العمل وقد حققت رد فعل غير عادى لدى الجمهور والنقاد.
الشروق: إلى أى حد تعيش الدراما التليفزيونية مرحلة ازدهار؟
إسماعيل عبدالحافظ: التقنية الجديدة جعلت الدراما تبقى، ونحن نعيش زمن التليفزيون وليس السينما والدراما التليفزيونية المصرية نحتت فى الصخر حتى تصل إلى هذا المستوى رغم أن ال10 سنوات الأخيرة شهدت «مهزلة درامية» كبيرة عندما بدأت الأعمال الحقيقية تخبو والسطحية تطفو وبدأنا نسمع عن المخرج والمؤلف الملاكى وسيطرت الإعلانات على الدراما.. وأصبحنا فى سوق تجاربة حتى الدولة دخلت المضمار فوجدناها هذا العام تدفع الملايين لشراء مسلسلات نجوم الاعلانات بغض النظر عن مستوى ما يقدمون.
وقال عكاشة: للأسف نحن فى عصر العملة الرديئة تطرد الجيدة، ولكننا نبذل قصارى جهدنا.. وهناك مسلسلات عرضت هذا العام وأراهن أن يتذكرها أحد فهى تلاشت لكن بعد سنوات سيتذكر المشاهد «المصراوية» و«هدوء نسبى» الذى يعد أحد المسلسلات التى ضاعت فى الهوجة.
الشروق: قبل أن ينتهى النقاش ما مصير الجزء الثالث؟
أسامة أنور عكاشة: تم تأجيله هذا العام لأسباب إنتاجية، كما أنه طرأت فى ذهنى فكرة جديدة وهى «تنابلة السلطان» وهى محاولة للتطرق للقاهرة القديمة فى عصر المماليك وهو عمل لايزال فى مرحلة الكتابة ولم أرشح لبطولته أى أحد مع الاحترام الكامل للأسماء التى اجتهد البعض ورشحوها للعمل إلى جانب أن هناك مشكله تواجهنى مع «المصراوية».. فأنا مشدود بين أمرين: هل أسير وفقا للتدرج الطبيعى للزمن وبالتالى أتعرض لأحداث تطرقت لها فى «ليالى الحلمية» و«الشهد والدموع» أم أقوم بقفزة زمنية وهو ما سبب حالة قلق للجهة المنتجة ومن هنا جاء قرار التأجيل لأننا لا نعمل تحت ضغوط أو وفقا لأجندة ولكن وفقا لضمائرنا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.