تقدم منصة الكتب الصوتية «Storytel»، لمستخدمى التطبيق الخاص بها، بشكل أسبوعى ترشيحا لكتاب من أفضل الكتب المتاحة على منصتها والأعلى مبيعا، وتنصحُ بالاستماع له، مع تعريف بعدد الساعات التى يستغرقها كل كتاب، وأسماء الراوين للنص. وتنصح Storytel هذا الأسبوع برواية «ناقة صالحة»، وهى خامس أعمال الروائى الكويتى سعود السنعوسى، صدرت فى سبتمبر 2019، عن الدار العربية للعلوم ناشرون بالشراكة مع منشورات ضفاف فى مدينة بيروت، بينما طُبعت فى مصر عن مكتبة تنمية وطُبعت فى العراق عن دار الكتب العلمية. و«ناقة صالحة»، رواية تتخذ من بادية الكويت مكانا جغرافيا فى مطلع القرن العشرين، قبل قيام الدولة وتزامنا مع معركة الصريف إذ ترفض القبيلة زواج «صالحة بنت أبوها» بابن خالها دخيل بن أسمر، وتُجبرها على الزواج من ابن عمها صالح ابن شيخ قبيلة آل مهروس. يَرِد خبرٌ لصالحة أن ابن خالها قد غادر الصحراء إلى إمارة الكويت بعد الحيلولة بينه وبين زواجه منها، ليقيم فى الإمارة التى تناصب قبيلته العداء متنكرا باسم جديد وعازما على بدء حياة جديدة فى الحاضرة الساحلية، يعمل فى رعى الأغنام. فى ربيع 1901 يترك صالح آل مهروس زوجته وابنة عمه صالحة فى الصحراء بصحبة ولدها الرضيع وناقتها «وضحى» ليلتحق بصفوف الهجانة ضمن رجال الكويت فى غارتهم على إمارة حائل، ويمتطى جمله «سارى» إلى منطقة الصريف حيث النزاع والمعركة التى تتخاصم فيها قبيلة ابن العم وقبيلة ابن الخال. وجاءت الرواية على لسان دخيل ووضحة؛ لذلك اتبعت ستوريتل Storytel نهجا فى إنتاج الكتاب عبر راويين؛ هما قصى حمود وعائشة الخراط. تبدأ أحداث الرواية حين يجلس الشيخ محمد فى السوق ممسكا ربابته ينشد أبياتا من قصيدة الخلوج التى لا يمل من تكرارها، الأمر الذى يضع خادمه «طلال» فريسة بين أنياب الحيرة والفضول؛ فما هى حقيقة ذلك التاجر ولأى العالمين ينتمى، للمدينة أم للصحراء، ومن هم أصحاب الحكايات التى ينشدها فى القصائد؟! من خلال حوار داخلى كما ذكرت الزميلة إيمان صبرى خفاجة فى تقرير سابق لها يشتعل فى نفس الشيخ محمد للإجابة على تلك التساؤلات، ينتقل الكاتب بالأحداث من صخب المدينة إلى هدوء الصحراء يعود أربعين عاما للخلف؛ فإذا بالقارئ أمام حكاية أخرى هى قصة الشاعر دخيل أبن أسمر الذى هجر قبيلته حين تزوجت محبوبته صالحة من رجل آخر رغما عنها. و«دخيل» هو رمز لرجال القبيلة المحكومين بقوانينها ومن يخالفها منهم يكون الطرد أو الهجرة مرغما مصيره الأكيد، و«صالحة» هى الفتاة البدوية التى تحمل كل مواطن القوة والصلابة بداخلها، لكنها لا تخلو من الضعف الأنثوى الذى لا يملك من أمره شيئا أمام العادات والتقاليد. جاء الكاتب بتلك القصة ليتحدث من خلالهم عن أهم قوانين القبائل التى طالما حكمت سكان الصحراء، وبنظرة سريعة على الحاضر يظهر السؤال الخفى بين السطور؛ هل تحررنا من التحكمات القبلية القديمة الخاطئة، أم ما زلنا نحتفظ بها خفية فى أعماقنا نستعين بها فى اللحظة المناسبة؟! كانت العادات والتقاليد التى تسببت فيما بعد فى نهاية مأساوية لقصة دخيل بن أسمر وصالحة، حربا أشد شراسة من الحرب المشتعلة بين القبائل وحكام إمارة الكويت فى تلك الفترة. تلك الحروب جعل منها الكاتب خلفية تاريخية لحكايات الأبطال فكانت بمثابة موسيقى تصويرية للأحداث، لا يستطيع القارئ تجاهل قوة وضرورة حضورها وفى نفس الوقت لا تشوش على الحدث الرئيسى، لكنها حتما تدفعه للبحث فى تاريخ دولة الكويت وصراع الوجود المرير الذى عاناه الخليج العربى بأكمله فى تلك الفترة. وبالوصول إلى هذا الجزء من الحكايات يستطيع القارئ أن يقف على مجموعة العوامل التى تميز بها هذا العمل الأدبى، فالرواية لم تتعد صفحاتها 173 صفحة وبالرغم من ذلك تشعبت الحكايات والموضوعات المطروحة للمناقشة دون لحظة تشتت أو ملل واحدة أثناء القراءة. الرواية مطبوعة متوفرة للشراء فى فروع مكتبات الشروق وعبر موقعها الإلكترونى: == خاص للموقع https://www.shoroukbookstores.com/books/view.aspx?id=698055ed4fd8440cb224ab360244af58