- أستاذ الإعلام: الإعلام واجه بحسم ووطنية الاستغلال السياسي للجائحة من أعداء الوطن وفى مقدمتهم الإخوان.. قال الدكتور محمود علم الدين أستاذ الإعلام، والمتحدث الرسمي باسم جامعة القاهرة، إدارة جامعة القاهرة لجائحة كورونا كانت علمية وسباقة واستراتيجية للحدث حيث بادرت الجامعة في منتصف يناير 2020، ووضعت خطة استراتيجية لمواجهة جائحة كورونا على كافة الأصعدة تضمنت مجموعة من السيناريوهات التي تتعامل مع التطورات المتوقعة للظاهرة، وبدائل المعالجة على المستوى الصحي الوقائي، وعلى المستوى العلاجي، وعلى مستوى العنصر البشرى، والعملية التعليمية، والجوانب اللوجستية. وأضاف خلال مؤتمر كلية الاعلام جامعة القاهرة "الاعلام وأزمة كورونا: الأبعاد والتداعيات"، أنه تم اللجوء إلى أسلوب التعلم الإلكتروني كبديل للتعليم الحضوري المنتظم مستفيدة من المراحل التي أنجزتها في التحول الرقمي لمنظومة التعليم والإدارة في جامعة القاهرة حيث تم تحميل 6784 مقرر دراسي لطلاب البكالوريوس والدراسات العليا على المنصة الرقمية لجامعة القاهرة استفادة منها حوالى 190 ألف طالب. وأشاد بالأدوار التي مارستها وسائل الاعلام المصرية في تغطية اندلاع جائحة كورونا وتطورها في مصر والعالم أخبارا وتحليلا وتفسيرا وشرحا وتوجيها وتعليما فضلا عن مساهمتها في بث الأمان والطمأنينة في نفوس الجمهور المتلقي من المصريين. وأضاف أن الاعلام المصري واجه مثل غيره من أنظمة الإعلام في العالم مجموعة من التحديات في تغطيته لتطورات جائحة كورونا وخاصة تحدى ما أطلق عليه العالم الوباء المعلوماتي Infodemic والمتمثل في كم المعلومات المغلوطة وغير الحقيقية التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي والتي اتسمت إما بالتهويل الشديد من الجائحة مما ساهم في زيادة الهلع والرعب منها، أو التهوين الشديد الأمر الذى انعكس في حالة التراخي وعدم الإلتزام بالتعليمات، أو تقديم علاجات غير دقيقة، وذلك من خلال الشائعات والاخبار الزائفة والآراء والمعلومات الطبية غير الدقيقة. وتابع: "واجه الإعلام المصري بحسم وشده ووطنية الاستغلال السياسي للجائحة من أعداء الوطن وفى مقدمتهم جماعة الإخوان الإرهابية وكذلك الجماعات المتشددة والمتطرفة من خلال قنواتها الفضائية ومواقعها الإلكترونية وميليشياتها الإلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي التي حاولت استغلال الجائحة في نشر الشائعات والأكاذيب مستهدفة التأثير في قوة وتماسك الدولة المصرية ودف الأسافين بين الشعب وقيادته الرشيدة وترويع المواطنين المصريين، ولكن هيهات، فالاصطفاف الوطني كان الاقوى والأشدان مؤامراتهم". وأكد أن وسائل الإعلام في العالم نجحت في مواجهة تحدى جائحة كورونا من خلال معالجات إعلامية رشيدة ودقيقة وموثقة ومدققة، الأمر الذى مكنها من ومواجهة الوباء المعلوماتي لمواقع التواصل الاجتماعي، ونجحت في إعادة الاعتبار للوسائل التقليدية من صحف مطبوعة ورقمية ومحطات راديو وتليفزيون حيث عاد الجمهور لها مجددا وحرص على متابعتها ثقة فيها مقارنة بمواقع التواصل الاجتماعي، ولكن للأسف هذه العودة لم تترجم في عوائد اقتصادي حتى الآن فما زالت وسائل الاعلام التقليدية تعانى اقتصاديا نتيجة لتراجع عائدات الاعلان وإيرادات التوزيع بسبب لتوقف الأنشطة الاقتصادية وحالات الإغلاق والحظر والتباعد الاجتماعي التي أثرت على توزيع الصحف وإقبال المعلنين والرعادة على وسائل الإعلام. وأوصى بتفعيل دور الإعلام المصري في معالجة جائحة كورونا باستثمار المصداقية والثقة التي بدأ الاعلام المصري التي يحصل عليها مجددا من خلال تغطيته لفيروس كورونا ، في تحقيق المزيد من الثقة والمصداقية من خلال تطوير شامل للمحتوى الصحفي والإعلامي بحيث يكون جاذبا وملبيا لاحتياجات الجماهير ومقدما بشكل احترافي متطور. كما أوصى استغلال الواقع الجديد الذى فرضته الجائحة على العمل الإعلامي من ضرورة الالتزام بمتطلبات التباعد الاجتماعي، والعمل عن بعد، والافادة من التقنيات التكنولوجية المتطورة، في احداث تحول رقمي حقيقي للصحافة والاعلام المصري يبدأ بتحديث البنية الاساسية للمؤسسات الاعلامية المصرية ويرتقى بها لتصبح مؤهلة لعمليات التحول الرقمي الشاملة التي يشهدها الاعلام في العالم الآن، بالإضافة إلى ضرورة الاهتمام بتطوير معارف ومهارات وقدرات الصحفيين والاعلاميين المصريين فيما يتعلق بتغطية الاوبئة والازمات الصحية بعامة وفيروس كورونا، والإعلام الصحي بصفة خاصة، من خلال ورش عمل ودورات تدريبية ومحاضرات وتبادل للخبرات مع المؤسسات الدولية. وطالب بضرورة الاهتمام بتوظيف البحوث الإعلامية لتقييم الأداء الإعلامي من خلال توظيف دراسات وبحوث تحليل المضمون والخطاب الإعلامي، وتوجهات المحتوى وأشكال الابداع الإعلامي، وكذلك البحوث الميدانية التي تقيس اتجاهات الجمهور نحو محتوى الاعلامية وشكلها وتوجهاتها، مثلما تفعل مؤسسات الاعلام في العالم لتوفير قاعدة من البيانات والمعلومات لترشيد اتخاذ القرار الإعلامي من حيث المحتوى والشكل والتمويل. ولفت إلى أهمية القضاء على تعددية المصادر الاعلامية والطبية التي تقدم معلومات جديدة وتحليلات عن فيروس كورونا، التي قد تخلق حالة من التشويش والارتباك، من خلال تحديد مصادر رسمية لاعلان التطورات الجديدة، ومراعاة عدم التناقض في رؤى وتحليلات وتوقعات مسئولي وزارة الصحة فيما يتعلق بواقع فيروس كورونا وتطوراته المستقبلية.