قال الدكتور عبدالحليم قنديل، المنسق العام لحركة كفاية، إنه سيطلب النظر فى عضوية الدكتور أيمن نور، مؤسس حزب الغد، فى الحملة المصرية ضد التوريث، فى حال سفر الأخير للولايات المتحدةالأمريكية، يأتى ذلك فى الوقت الذى أكد فيه نور تمسكه بالزيارة، معتبرا تصريحات قنديل خروجا على العمل الجبهوى. ومن المنتظر أن تعقد الحملة المصرية ضد التوريث اجتماعا فى 5 نوفمبر المقبل بمقر حزب الجبهة لاتخاذ موقف من زيارة نور للولايات المتحدة. وينتظر نور موافقة النائب العام على سفره لأمريكا فى الفترة من 8 إلى 21 نوفمبر المقبل، لحضور مؤتمر «هل هناك ربيع آخر للديمقراطية فى الشرق الأوسط» الذى تنظمه «الوقفية الوطنية للديمقراطية» بواشنطن، ويستكمل برنامج الزيارة بعقد محاضرات فى مركز أبحاث وجامعات أمريكية ويلتقى أفرادا من الجالية المصرية، وأعضاء بالكونجرس. وقال قنديل ل«الشروق»: إنه فى حالة قيام نور بتلك الزيارة ببرنامجها المعلن فإن أعضاء الحملة لن يقبلوا العمل المشترك معه، مشيرا إلى أن هناك مشاورات بين أعضاء الحملة سواء الإخوان أوالاشتراكيون الثوريون أوحزب الكرامة.. لاتخاذ موقف حيال عضوية نور بالحملة. وأكد قنديل أن الحملة أقرت إعلان نوايا يحدد الإطار السياسى الذى تعمل فيه، وهو ينص على مبادئ محددة، على رأسها أن رفض التوريث مرتبط برفض التمديد للرئيس مبارك، وارتباط الموقف من النظام القائم بالموقف من أمريكا، لأن أمريكا تدعم إسرائيل العدو الأول لمصر. وقال «هذه الزيارة بمثابة خروج سافر على الميثاق، ولا يليق أن يستمر نور بعد زيارته لأمريكا ضمن حملة وطنية ضد التوريث». وبرر قنديل رفض العمل المشترك مع نور فى ظل زيارته لأمريكا بقبوله دعوة «الوقف القومى للديمقراطية» وهى منظمة ممولة من الكونجرس مباشرة. وأكد قنديل أن وجود نور منذ البداية كان موضع خلاف بين أعضائها، لعدة أسباب أولها إطلاقه بشكل منفرد اسم «مايحكمش» على الحملة، وإنشاء موقع إلكترونى للحملة بدون الرجوع إلى باقى الأعضاء، والطامة الكبرى هى زيارة أمريكا. وقال: «نحن نعارض جمال مبارك ووالده لأن السياسة التى اتبعها أذلت مصر وجعلتها تابعا، وإذا كان النظام تابعا لأمريكا، فلا يتفق أن اشترك فى حمله تناهضه وفى نفس الوقت يقيم أحد أعضائها علاقة مع أمريكا». وأضاف: «إذا رفض أيمن نور الزيارة فسنضع ذلك فى اعتبارنا هذا خلال اجتماع الحملة أما إذا أصر عليها، فالذى يذهب إلى أمريكا لا يأتى إلينا، عليه أن يختار إما أن يكون ابن الحركة الوطنية المصرية المعادية للاستعمار الأمريكى الصهيونى، وإما أن يصبح الوجه الآخر لجمال مبارك». وهو ما أكد عليه النائب الإخوانى محمد البلتاجى عضو الحملة وقال ل«الشروق»: تم التأكيد فى الاجتماعات التأسيسية على أن الحملة تخص المصريين فى الداخل وليس لها علاقة بأى جهة خارجية ولو كانت مصرية، رافضا ربط قضية الاستقلال الوطنى بأى أجندات خارجية. وأضاف البلتاجى: «أن رفضنا للتوريث هو رفض للتوافق مع المشروع الصهيونى الأمريكى الذى يهدف إلى تفكيك الأمة وتركيعها». من جانبه، وجه الدكتور أيمن نور اللوم للدكتور عبدالحليم قنديل لإثارته الأمر فى الإعلام، ورفض التعليق على اتهامات قنديل له، وقال ل«الشروق»: كان الأجدر بالدكتور قنديل أن يطرح مثل هذه الموضوعات على اللجنة خلال اجتماعها فى 5 نوفمبر، مؤكدا أن زيارته لأمريكا لا علاقة لها بالحملة، ولا بتبعية مصر لأمريكا، هى زيارة للمصريين بالخارج، وليس من بنودها أى لقاءات بمسئولين فى الإدارة الأمريكية، وإنما بأعضاء الكونجرس، وهم ممثلون لشعوبهم، كما كنت عضوا بالبرلمان». وقال: «القوى السياسية الأعضاء بالحملة ليست بصدد اندماج سياسى، وسعى أى شخص لفرض رؤيته الخاصة على الآخرين هو أمر يتناقض مع العمل الجبهوى، فكل القوى الأعضاء فى الحملة تعمل وفق رؤيتها». وأكد نور أن الذى يتحدث باسم الحملة هو الدكتور حسن نافعة، ولا أحد غيره، مشيرا إلى أن نقل الحوارات إلى الإعلام هو سلوك معيب، إلا إذا كان البعض يسعى إلى تخريب الحملة لصالح مشاريع أخرى، وقال: «أنا أقدم نفسى بديلا لهذا النظام وبديلا لهذا الوريث، ودائما ما يؤخذ على البدائل أنهم ليست لهم علاقات فى القضايا الخارجية، وجزء من حملتنا أن نكون على علاقات مع كل الأطراف وخصوصا المصريين بالخارج الذين يقدر عددهم ب7 ملايين مصرى من خيرة أبناء هذا الوطن، من ذوى الدخول المرتفعة ولهم تأثير على أسرهم بالداخل وعلى المجتمعات التى يعيشون فيها، ومخاطبة هؤلاء والحوار حول حقوقهم السياسية أمر ليس بالهين ولا يمكن أن ندير ظهورنا لهم، ونتجاهلهم، لأنهم بمثابة قوة لنا. وأضاف: «ليس لدى ما أخافه ولا أخشى أى شكل من أشكال الابتزاز، فإذا كان قنديل يتهمنى بزيارة أمريكا فهناك آخرون يروجون إلى أنى معاد للسامية». وتابع: «كون إحدى الجهات الداعية تدعو المصريين لتغطية نفقات إقامة المؤتمر فهذا شىء يشرفنى، والمفترض أن نسأل بدلا من ذلك الذين يسافرون على حساب الدولة أن يعلنوا برامجهم ونكتشف مصادفة من الإعلام ألأمريكى أنهم التقوا برئيس المخابرات الأمريكية». وأكد نور أنه فى حالة موافقة النائب العام على السماح له بالسفر فلن يتراجع عن الذهاب، مشددا على أنه فى حالة منعه من السفر فسوف يعقد جميع اللقاءات التى كان مدعوا إليها من خلال شبكة الفيديوكونفرنس من منزله. وحول جمع تبرعات لتغطية تكاليف زيارته قال: «سأتحمل نفقات سفرى وإذا لم أستطع تحملها فلن أسافر». وأضاف: «لا أنتظر تبرعا من أحد على الرغم من أنه ليس لدى دخل فى ظل منعى من ممارسة المحاماة ومنعى من التصرف فى ممتلكاتى، وعلى الرغم من كل ما أعانيه فلن أجمع تبرعات لنفسى». من جانبه، قال سعد الدين إبراهيم ردا على قرار الحملة المصرية ضد التوريث استبعاد نشطاء الخارج «ائتلاف المنظمات المصرية بأمريكا الشمالية يعمل ضد التوريث منذ أكثر من 10 أشهر قبل تأسيس الحملة فى الوقت الذى كانوا فيه نايمين فى العسل ومبسوطين». وأضاف: «حين نسمع بمبادرة تصب فى اتجاه مناهضة التوريث نباركها ونؤيدها، وإذا كانوا لا يريدون انضمامنا إلى الحملة فلن نفرض أنفسنا ونتمنى لهم التوفيق، ولن ندخل فى معارك جانبيه»، داعيا «بارك الله لهم فى مزايداتهم ووفقهم فى سعيهم». وقال إبراهيم: «أول ما تيجى سيرة الخارج تجد الكل يزايد بطريقة غوغائية»، مؤكدا أن ائتلاف المنظمات المصرية بأمريكا الشمالية هو الذى يتبنى حملة جمع التبرعات لتغطية زيارة نور. وقال: «كل واحد تبرع بالمبلغ اللى يقدر عليه، وتبرعت كغيرى بجزء من التكلفة» ورفض إبراهيم الكشف عن المبلغ الذى تبرع به.