جابت النمور الفارسية جبال بيرا ماغران شمالي العراق لعقود، بينما بدأ الأهالي ومراقبو الحيوانات يفتقدون وجودها منذ التسعينيات والذي تزامن مع تجريف نصف الغطاء الشجري من غابات البلوط من الجبل لغرض جمع الحطب. وتقول هنا رازا عالمة الأحياء في منظمة طبيعة العراق، لصحيفة "الجارديان" البريطانية، إن البلوط هي الملاذ الآمن للنمور وباختفائها يختفي النمر. وتضيف رازا، أن ما تبقي من النمور هو نحو 1000 حيوان بعد قطع قرابة 900 ألف هكتار من الغابات. ويقول دليفة عبد الله عمدة منطقة قرة داغ القريبة من سلسلة جبال "كوبي قرة داغ" إن معظم ال900 نوع نباتات في المنطقة بدأ بالتلاشي لزيادة قطع الأهالي للأشجار لتوفير مصدر للتدفئة، مضيفا أن أزمة شح البنزين وانقطاع رواتب حراس الغابات تحول دون تسيير دوريات لإيقاف التحطيب الجائر. ويتابع دليفة أن الصيادين من الأهالي يستنزفون موارد النمر الغذائية من غزلان وخنازير بينما يقدم بعضهم على قتل النمور تجنبا لهجومها. وتقول رازا إن 31 نوعا من الطيور مهددة بالانقراض بسبب قطع غابات البلوط بينما انقرضت حيوانات فعليا من المنطقة مثل الأسد الآسيوى والغزلان الفارسية السمراء. ويقول سمان أحمد مدير منظمة نباتات كردستان إنه فى غياب القبضة الحكومية لحماية الغابات فإن الفضل يعود ل260 كيلو متر مربع من حقول الألغام في حماية الغابات من أيدي الحطابين والصيادين. وستقوم الحكومة الإقليمية الكردية بعمل حديقة وطنية في سلسلة جبال قرة داغ التى تضم 8 أودية تمر عبرها النمور لحمايتها وذلك بعد فشل مشروعين سابقين لحدائق وطنية أفسد ألهما ظهور تنظيم داعش وأفسد الثاني اتهام الحكومة الإيرانية للقائمين على المشروع بالتجسس عليها.