ثارت شعبية رئيس الوزراء الايطالي جوزيبي كونتي، تكهنات بأنه قد يصبح زعيما لحركة خمس نجوم المناهضة للمؤسسة، حيث يشير استطلاع للرأي إلى أنه من الممكن أن يحول الحزب إلى القوة الرائدة في إيطاليا. وأشارت وكالة "بلومبرج" للأنباء إلى أن حركة خمس نجوم اختارت كونتي (55 عاما)، وهو محام ينحدر من مدينة فلورنسا بوسط إيطاليا، ليصبح رئيسا للوزراء في عام 2018، ولكنه مازال لا ينتمي لعضوية الحزب. وأظهر كونتي منذ ذلك الوقت صمودا مدهشا، في قدرته على النجاة من محاولة من جانب ماتيو سالفيني - الذي ينتمي لحزب "الرابطة" المناهض للهجرة - لانتزاع السلطة في العام الماضي، وتشكيل تحالف ثان، وإدارة حالة الطوارئ الأخيرة المتعلقة بفيروس كورونا المستجد. إلا أن دعم كونتي الشخصي يزيد من التوترات داخل إدارته، بقيادة حركة خمس نجوم والحزب الديمقراطي المنتمي لتيار يسار الوسط. ويتعرض كونتي لانتقادات من جانب حلفائه بسبب قيادته حملة تهدف إلى القيام بإصلاحات طموحة لتقديمها إلى الاتحاد الأوروبي. وفي حال قاد حركة خمس نجوم، سيحظى كونتي بدعم 3ر24 بالمئة من الناخبين، ليتقدم بفارق ضئيل على حزب "الرابطة" الذي يأتي في المركز الثاني بنسبة 23 بالمئة، بحسب استطلاع أجرته شركة "إيبسوس" لاستطلاعات الرأي نشرته صحيفة "كورييري ديلا سيرا" أمس الأحد. وتُقارَن تلك النسبة بنتيجة حالية في الاستطلاع نفسه، بنسبة 5ر23 بالمئة لحزب "الرابطة"، و1ر17 بالمئة لحركة خمس نجوم، بتراجع عن نسبة 32 بالمئة التي تم تسجيلها في الانتخابات التي جرت في عام 2018. ويعتبر الاقتصاد الايطالي على المحك، بسبب قرار الاغلاق - الذي تم فرضه في البلاد لاحتواء تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) - الذي انتهى في الثالث من يونيو الجاري، بالاضافة إلى من يقرر كيفية الإنفاق، والتمكن من الحصول على الحصة الإيطالية من خطة لإنعاش الاقتصاد تقترحها الكتلة الأوروبية، وتقدر قيمتها بمبلغ 750 مليار يورو (844 مليار دولار). وتتضمن مهمة كونتي إقناع المستثمرين القلقين بشأن كم الديون الايطالية الهائلة، حيث يتوقع البنك المركزي أنه من الممكن أن ينكمش الاقتصاد بنسبة تصل إلى 1ر13 المئة هذا العام، بأن الأموال لن يتم إهدارها أو تضييعها. ويتمتع رئيس الوزراء حاليا بدعم شخصي نسبته 61 بالمئة، بتراجع بسيط عن أعلى نسبة تم تسجيلها، وهي 66 بالمئة وكانت في شهر أبريل الماضي، عندما التفت جهود الدولة حوله أثناء فترة الطوارئ المتعلقة بفيروس كورونا. كما أظهر الاستطلاع أنه إذا أسس كونتي حزبا، فإنه سوف يفوز بنسبة 1ر14 بالمئة من الأصوات، حيث سيسرق الناخبين بشكل رئيسي من حلفائه في الائتلاف، مع استمرار حزب "الرابطة" في الصدارة. ورفض كونتي، الذي وصف نفسه بأنه "محامَ للشعب" عندما تولى السلطة لأول مرة قبل عامين، فكرة تأسيس حزب جديد. وتذمر نواب البرلمان بسبب عدم قيام كونتي بمنحهم أي إشعار مسبق بشأن قراره باستضافة محادثات ماراثونية تستمر لمدة تسعة أيام، مع وزراء وزعماء في الاتحاد الأوروبي وقادة من قطاعي المال والأعمال. وانطلق المنتدى في روما أمس الاول السبت، مع قيام شخصيات من أمثال رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد، ومحافظ بنك إيطاليا إجنازيو فيسكو، ومفوض الاتحاد الأوروبي للشؤون الاقتصادية باولو جنتيلوني، بالتأكيد على التحديات المقبلة. وحددت لاجارد متطلبات رفيعة، حيث قالت إن "حشد الاستثمارات في عدد من الدول - من بينها إيطاليا - يتطلب قبل كل شيء بيئة اقتصادية صديقة للأعمال، مع (توفير) خدمات عامة وخاصة فعالة وذكية، وبنى تحتية مادية ورقمية كافية، ونظام قضائي ذو أداء جيد وقطاع مالي قوي".