بمبادرة ثقافية جديدة، أعادت مؤسسة «آرت ديجيبت» بالمشاركة مع منظمة اليونسيكو، ودعم مجموعة من رجال الأعمال المصريين، فى الأيام القليلة الماضية إلى عوالم التاريخ المصرى الذى تحمله شوارع القاهرة الإسلامية الفريدة. من خلال تنظيمها لمعرض «سرديات معاد تخيلها» الذى يقام فى أربعة مواقع آثرية فى شارع المعز لدين الله الفاطمى، ويستمر المعرض فى نشر طاقته الإبداعية حتى التاسع من نوفمبر الحالى، حيث يفتح أبوابه من الساعة التاسعة صباحا حتى الخامسة مساء. شهد المعرض حضور فنى وثقافى ودبلوماسى وأثرى، خلال أيامه الممتدة من 17 أكتوبر الماضى، حيث حضر الافتتاح الدكتور خالد العنانى وزير الآثار، والدكتور زاهى حواس، والفنان حسين فهمى، والفنان آسر ياسين، وعدد من السفراء فى مصر وممثلون عن منظمة اليونسكو، إلى جانب عدد من كبار الشخصيات العامة. و«سرديات معاد تخيلها»، هو ثالث معرض تتعانق خلاله الفنون المعاصرة مع الآثار القديمة، حيث جاء المعرض الأول تحت اسم «الضوء الخالد، ليلة فى المتحف المصرى»، المقام بقاعات المتحف المصرى فى ميدان التحرير، بينما جاء المعرض الثانى يحمل عنوان «لا شىء يختفى، كل شىء يتلاشى»، وكان فاعلياته داخل أروقة قصر الأمير محمد على بالمنيل. ويشارك فى المعرض هذا العام، 28 فنانا مصريا معاصرا، يقدمون إبداعهم الفنى داخل ثنايا شارع المعز الذى يتعدى عمره الآف السنين، ليكون شاهدا على إبداع الفنان المصرى على مر العصور. وتعرض أعمالهم فى «بيت السحيمى، بمجمع قلاوون، ومقعد ماماى، وقاعة محب الدين» لتتحول هذه الأماكن لمتاحف مفتوحة للفن المصرى المعاصر متعانقة مع العمارة الإسلامية التاريخية. وأشاد عدد من الشخصيات العامة البارزة فى مجالات السياسة والاقتصاد والفن، الذين قاموا بزيارة المعرض فى دورته الثالثة، فى فيديو بثته «آرت ديجيبت»، عبر موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، ظهرت فيه نادين عبدالغفار، مؤسسة «أرت ديجيبت» تصف المعرض بأنه نهضة ثقافية، تهدف إلى تغيير عقلية المشاهد من خلال استحضار الفن إلى الشارع. وفى كلمته أعرب الدكتور خالد العنانى، وزير الآثار، عن إعجابه من تقديم فن معاصر للجمهور، داخل مبانى أثرية، وفى مناطق يمارس فيها الناس حياتهم اليومية بشكل طبيعى. بينما تحدث الدكتور زاهى حواس، عالم الآثار المصرى، عن مشاهدته لأعمال إبداعية رائعه من فنانين لم يسمع عنهم من قبل، ولكنهم نجحوا فى جذب اهتمامه، من خلال ما قاموا به من تحويل جدران المعابد الحجرية إلى كائنات حية تتحدث، مما ساعدهم على تحقيق المجد لأنفسهم. أما المدير الإقليمى لمكتب منظمة اليونسكو بالقاهرة، غيث فريز فأكد على أن وجود التراث القديم بجانب التراث الحديث هو ما أعطى لهذه التجربة عمق تاريخى، وأنار الطريق للمستقبل». وبدوره أعرب رئيس المشاركة الثقافية العالمية التابعة لمجموعة «بى إم دبليو»، توماس جريست، عن دهشته من قيام العديد من الفنانين بعرض أعمالهم بالقرب من المبانى الأثرية، مما أطفى عليه شعور بالمتعة استمر حتى بعد مغادرته للمعرض. حيث تكونت لديه صورة ذهنية قوية عن أعمال فنية رائعة. كما أعرب الفنان آسر ياسين، عن سعادته بوجود مثل هذه المبادرة، ووجود أشخاص يفكرون فى دمج التراث القديم بالفن المعاصر، وربط مسيرة الإبداع لفنانين معاصرين، مع مبدعى الأماكن التراثية الرائعة، التى استمرت فى جذب اهتمام الناس على مر التاريخ. وتهدف سلسلة معارض «أر ديجيبت» إلى دعم التراث المصرى والترويج له عالميا من خلال إقامة معارض للفنانين المصريين المعاصرين يقدمون خلالها مجموعة فريدة من أعمالهم الفنية المركبة وذلك فى الأماكن الأثرية الهامة فى أنحاء مصر وتسليط الضوء على الفن المصرى المعاصر وربطه بالإرث الثقافى والتاريخى لمصر، ما يحمل رسالة للعالم بامتداد وتواصل عبقرية الفنان المصرى على مر العصور، وامتداد وتنوع الفنون على أرض مصر. والمهرجان تعتمد فكرته على المزج بين عراقة وروعة الحضارة المصرية القديمة واستمرار العبقرية المصرية فى مجال الفن، وذلك من خلال عرض الأعمال الفنية الحديثة للفنانين المصريين واظهار استمرار مصر فى لعب دور هام فى الحياة الفنية والثقافية المعاصرة، ما يتيح للعالم فرصة للنظر للفنون المصرية من زاوية جديدة، ويتخذ المهرجان شكل المتحف المفتوح ويعرض المقتنيات داخل شارع المعز فى احتفالية لتسليط الضوء على المواقع التراثية. جدير بالذكر أن المعرض يضم 28 فنانا من بينهم «ياسمين المليجى، طارق نجا، محمد شكرى، مدحت شفيق، إسلام شبانه، إبراهيم خطاب، هانى راشد، فتحى حسان، أحمد الشاعر، أمير يوسف، أبراهيم الدسوقى، إبراهيم أحمد...»