في مثل هذا اليوم -11 أكتوبر- ولد الفنان أنور وجدي عام 1904 لأسرة من أصل سوري هاجرت إلى مصر بعد مشاكل مادية واجهتهم، أصابه هوس الفن منذ كان صغيراً فعمل في فرق الهواة وتنقل بينها حتى سطع نجمعه، وأصبح المخرج والمؤلف والمنتج والنجم الأول لعدد كبير من الأفلام، ومثلت أمامه أكبر المطربات بداية من أم كلثوم مروراً بأسمهان وليلى مراد. بدأ أنور وجدي كممثلاً مسرحياً، ثم ممثلاً سينمائياً، ولم يلبث أن أصبح منتجاً ومخرجاً وكاتباً سينمائياً، أي يمكن منحه لقب "رجل سينما" بصورة شاملة وتخصص في تقديم نوعاً من سينما الترفيه والتسلية، ورحل عن عالمنا في مايو عام 1955. وفي ذكرى ميلاد أنور وجدي ال 115 تلقي "الشروق" الضوء على مواقف في حياة الفنان الراحل.. - وجدي والبخل كان يشتهر عن الفنان أنور وجدي أنه شخصية بخيله، ورغم سعيه الدائم لتحقيق النجاح الذي ظل متربعاً عليه لفترة بلقب دنجوان السينما كبطلها الأول ونجاحه في إنتاج الأفلام إلا أن هذه الصفة لازمته بل ويوجد مواقف طريفة تحكي عنها. وفي كتاب بخلاء يجعلونك تضحك للكاتب السيد الحراني، يروي قصة كوميدية وقعت بين وجدي وزوجته ليلى مراد، واشترك فيه الفنان كمال الشناوي، الذي كان يرتبط بعلاقة صداقة قوية معهما. يروي الكاتب أن تحدياً وقع بين ليلى مراد وكمال الشناوي، على أن وجدي لن يعطيها مستحقاتها المادية، وكان مشهور في ذلك الوقت داخل الوسط الفني أن ليلى تتهاون في أجرها رضاءً لزوجها، وأمام الشناوي طلبت ليلى مراد من وجدي أجرها على الأفلام السابقة، فقام وجدي بإخراج دفتر الشيكات وكتب لها أجر الفيلم 15 ألف جنيه، فاندهشت ليلى والشناوي، وذهبت تاني يوم للبنك لصرف المال وعندما أعطت الشيك للموظف وقع من الضحك وقال لها: "يا هانم المكتوب 15 ألف مليم"، وقابلت ليلى الموقف بموجات من الضحك. - وجدي ومسرح رمسيس كان البيت الفني الأول والكبير الذي دخله أنور وجدي، هو مجموعة كبيرة من الشباب، وأطلق هذا المسرح عاصفة من نجوم التراجيديا والميلودراما مثل حسن الإمام وإبراهيم عمارة ووجدي وفريد شوقي. وكانت قصة دخول وجدي لمسرح رمسيس - وهي فرقة مسرحية كونها الفنان يوسف وهبي وأطلق عليها هذا الاسم- من القصص الطريفة التي ذُكرت في كتاب "يوسف وهبي سنوات المجد والدموع" للكاتبة راوية راشد. تقول الكاتبة: "قصص إلتحاق النجوم بمسرح رمسيس لا تنتهي وكثير منهم دخل المسرح صدفة مثل فؤاد شفيق الذي كان يعمل موظفاً في مصلحة المساحة وجاء للسؤال عن أخيه حسين رياض فشاهده يوسف وهبي وأقنعه دخول الفرقة كممثل، أما أنور وجدي فكانت قصته طريفة جدا وشاركه فيها الفنان الكوميدي عبدالسلام النابلسي...". تروي الكاتبة: "كان أنور وجدي وعبدالسلام النابلسي يترددان يومياً لمشاهدة العروض المسرحية وحاول وجدي أكثر من مرة مقابلة يوسف وهبي دون جدوى، فقد كان العمال يمنعونه من دخول الكواليس أو الصعود لمكتب يوسف وهبي، وفي أحد الأيام تشاجر الاثنان مع عمال المسرح عندما حاولا التسلل إلى المسرح وعلت أصوات الشجار حتى وصلت ليوسف وهبي في مكتبه فطلب من السكرتير الخاص به أن يأتي بهؤلاء الشبان ليعرف ما الأمر". حضر الاثنان إلى مكتبه وهم في حالة غضب، وقال أنور وجدي لوهبي حينما شاهده: "دا أنا لو عايز أقابل الملك كنت قابلته"، فرد يوسف وهبي على حديثه بالضحك وقال: "أهو يا سيدي قابلت الملك عايز إيه؟" فقال له النابلسي: "عايزين نمثل طبعاً" وما كان من يوسف وهبي إلا أن ضحك بشدة، وقال لهم بصوته المسرحي المعروف: "بس كده روحوا مثلوا عليكم اللعنة"، والتحقا بمسرح رمسيس عام 1932.