«أنور وجدي».. دخل الفن من بوابة «يوسف وهبي».. وأفلامه مع «ليلي مراد وفيروز» الأبرز

« الوسيم.. فتي الشاشة الأول.. الشاب الثري المدلل.. متعدد المواهب وفيروز».. كلها كلمات تقودك إلى معنى واحد في عالم التمثيل، إلي الفنان أنور وجدي، الذي رحل في مثل هذا اليوم، 14 مايو عام 1955.
وتحل اليوم الذكري 61 على وفاته، حيث وافته المنية خلال تواجده في دولة السويد عن عمر يناهز ال 51 عاما، خلال تواجده هناك لتلقي العلاج، بعدما أبلغه الأطباء بضرورة السفر للخارج، بسبب إصابته بمرض في الكلي.
اسمه الحقيقي محمد أنور وجدي، وهو من مواليد 11 أكتوبر 1904، وينتمي إلي أسرة سورية، كانت وتعمل في تجارة الأقمشة في مدينة حلب، التي هاجرت وانتقلت للقاهرة واستقرت فيها في بدايات القرن الماضي.
وسيرة وجدي الذاتية حافلة بالكفاح الذي كلله بالنجاح والتألق، رغم الظروف المادية الصعبة التي كانت تعاني منها أسرته، التي تعرضت للإفلاس بعد أن بارت تجارتهم، وداعب الفن أنور وجدي في سن مبكر من حياته.
ووقتها قرر ترك الدراسة في مدرسة الفرير الفرنسية، لظروف أسرته الصعبة ماديًا، ولكي يتفرغ للفن، فاتجه إلي شارع عماد الدين، والتحق بعدد من الفرق الفنية والمسرحية، وكان من بينها فرقة "بديعة مصابني" وهو في الخامسة عشر من عمره، والتحق بفرقة «رمسيس»، أحد أهم الفرق آنذاك، التي أنشأها يوسف وهبي وعمل فيها ك «ريجسير» وسكرتير لوهبي، منتظرًا الفرصة للتمثيل.
وبالفعل، انطلق نحو النجومية والتمثيل من هذه الفرقة، فبدايته الفنية الحقيقية كانت مع ظهوره لأول مرة في دور ثانوي بمسرحية «يوليوس قيصر»، بعد أن قرر يوسف وهبي، منحه الفرصة، وبعدها بدأ يأخذ أدواراً أكبر في مسرحيات «فرقة رمسيس».
وبعدها توالت الأعمال الفنية عليه، فقدم أول أفلامه في السينما في فيلم «أولاد الذوات» 1932، وفي عام 1939، قام بأول بطولة له له في السينما في فيلم «بياعة التفاح».
ولم يكن أنور وجدي مجرد ممثل، بل كان فنانا شاملا، فإتجه للإخراج والإنتاج والتأليف وكتابة السيناريو، وقدم أول إنتاج وإخراج له في فيلم «ليلى بنت الفقراء» 1945مع الفنانة ليلي مراد وماري منيب.
وقدم أنور وجدي، العديد من الأفلام مع الفنانة ليلي مراد، التي تزوجها لمدة 7 سنوات، قدم خلالها أنجح الثنائيات، ثم طلقها وتزوج من الفنانة ليلى فوزى.
توالت أدوار أنور وجدي على الشاشة، ووصل إجمالي أعماله الفنية نحو 92 عمل، فقدم أكثر من 55 فيلم، وأخرج 13 فيلم وأنتج حوالي 20 فيلمًا، وشارك في فيلم «أرض النيل» باللغة الفرنسية.
الطفلة بيروز أرتين كالفيان ليكتشفها وتصبح الطفلة "فيروز"، التي لقبت باسم شيرلي تمبل المصرية، أشهر طفلة في تاريخ السينما المصرية.
واكتشف وجدي، عدد من المواهب، أبرزهم الفنانة الراحلة فيروز، الذي قدم معها العديد من الأفلام الناجحة، بعدما وقع علي عقد احتكار لها مع والدها، تتقاضي فيروز بموجبه ألف جنيه مصري عن كل فيلم تقوم بتمثيله.
وقام بتدريبها علي التمثيل وأحضر لها مدرب رقص وأدخلها معهداً خاصاً للباليه، من الأفلام التي قدمها معها «ياسمين 1950، فيروز هانم 1951 ودهب1953».
ومن أبرز الأفلام التي قدمها وجدي خلال مسيرته: «قلبي دليلي، أربع بنات وضابط، دهب، ريا وسكينة، قطر الندى، غزل البنات، عنبر ليلى، بنت الأغنياء، أمير الانتقام وليلى بنت الفقراء».
وظل أنور وجدي متربعًا علي عرش السينما العربية والمصرية، حتي توفي في عام 1955، وشيعت جنازته من ميدان التحرير وسط المئات من جمهوره، وعدد من النجوم أمثال فريد شوقي، جورج أبيض، محمد فوزي، عبد السلام النابلسي ويوسف وهبي،.