تأهل السويسري المخضرم روجر فيدرر إلى الدور ثمن النهائي من دورة شنجهاي الصينية للتنس، ثامن دورات الأساتذة للألف نقطة، فيما ودع البريطاني أندي موراي العائد تدريجيًا من عملية جراحية، من الدور الثاني. وعانى فيدرر للفوز على الإسباني ألبرتو راموس فينولاس بمجموعتين دون رد، جاءتا بواقع 6-2 و7-6، محققًا ثأره من الأخير لأنه خرج على يده من الدور الثاني لهذه الدورة عام 2015 حين كان السويسري يدافع عن لقبه.
وخاض فيدرر أولى مبارياته منذ انسحابه من ربع نهائي بطولة فلاشينج ميدوز الأمريكية لأوجاع في ظهره وعنقه مطلع سبتمبر الماضي، ولم يقدم أداءً مقنعًا حيث سيطر على مجريات اللعب في المجموعة الأولى قبل أن يتراجع مستواه كثيرا في المجموعة الثانية.
واضُطر فيدرر بطل شنغهاي عامي 2014 و2017 إلى خوض شوط فاصل في المجموعة الثانية تقدم فيها منافسه 2-صفر ثم 4-1 قبل أن تلعب خبرة السويسري دورا في قلب نتيجة المباراة في صالحه.
وعلق صاحب الألقاب العشرين في بطولات الجراند سلام وال 28 في دورات الألف نقطة للماسترز، آخرها هذا الموسم في دورة ميامي، على مباراته مع راموس فينولاس، بالقول: «خضت مجموعة أولى جيدة جدا، ركزت وتمتعت بالطاقة، حين تتنقل حول العالم تفتقد إلى بعض الطاقة، هذه المباريات الأولى قد تكون صعبة أحيانًا، لذلك أعتقد أن الأمور جرت بشكل جيد بالنسبة لي».
واستطرد: «لكن فجأة في المجموعة الثانية وجدت نفسي مضطرا إلى اتخاذ قرارات مختلفة، واللعب بوتيرة مختلفة، حصل على فرصة، لكن عودتي كانت جيدة، أنا سعيد جدًا».
وأقر السويسري أنه راجع أحداث المباراة التي خسرها عام 2015 أمام منافسه الإسباني، موضحًا: «كنت أفكر بتلك المباراة، راجعت بعض اللقطات، تذكرت ما خالجني من مشاعر، حصلت في حينها على فرصي، فزت بعدد أكبر من النقاط مما فعلت الآن، لكني خسرت».
وتابع: «أن ألعب ضده في الظروف ذاتها، كنت مدركا بأنه خطير، ولهذا السبب أنا سعيد لتمكني من السيطرة على المباراة اليوم».
ويلتقي فيدرر في الدور التالي البلجيكي دافيد جوفان الذي فاز الثلاثاء في الدور الأول على الفرنسي ريتشارد جاسكيه بمجموعتين، أو الكازاخستاني ميخائيل كوكوشكين.
في المقابل، احتاج الروسي دانييل ميدفيديف الرابع عالميًا إلى 54 دقيقة لكي يتخطى البريطاني كاميرون نوري بمجموعتين نظيفتين، بواقع 6-3 و6-1.
ويقدم ميدفيديف أفضل عروضه هذا الموسم بدليل بلوغه النهائي في المشاركات الخمس الأخيرة، حيث فاز في اثنتين وخسر ثلاثا بينها بطولة فلاشينج ميدوز الأمريكية أمام الإسباني رافايل نادال.
وأعفي ميدفيديف من خوض الدور الأول على غرار لاعبي النخبة في هذه البطولة وسيلتقي الكندي فاسيل بوسبيسيل في الدور التالي.
وأظهر البريطاني أندي موراي أنه بدأ يستعيد لياقته البدنية بعدما صمد لثلاث ساعات و10 دقائق قبل أن يسقط في الدور الثاني على يد الإيطالي فابيو فونييني العاشر بالخسارة أمامه بمجموعتين مقابل واحدة، جاءت بواقع 7-6 و2-6 و7-6.
كاد موراي يقصي فانييني بعدما أرسل مرتين لحسم اللقاء لصالحه، لكنه فشل في استغلال الفرصتين في طريقه للعودة إلى استعادة مستواه السابق الذي منحه الفوز بثلاثة ألقاب في بطولات الجراند سلام، علما أنه لم يفز في مباراتين على التوالي في دورات الألف نقطة منذ دورة باريس عام 2016.
وشهدت المباراة مشادة كلامية بين البريطاني والإيطالي، إذ طلب موراي من منافسه أن يسكت عندما كان يشرح للحكم أن فونييني صرخ في وقت كان يستعد لضرب الكرة «على الطائر». اقرأ أيضًا: العائد من الإصابة.. أندي موراي يشارك في «أستراليا المفتوحة» وضرب فونييني موعدًا في الدور الثالث مع الفائز بين الأمريكي تايلور فريتز والروسي كارن خاتشانوف المصنف سابعًا في الدورة.
وعلق فونييني على فوزه «إنه بطل كبير ومحارب كبير، لقد حالفني الحظ ولكني أرسلت بشكل أفضل».
وعن الإشكال الذي حصل في المباراة قال: «هذه الأمور تجري في الملعب، وعليها أن تبقى هنالك».
إلا أن موراي لم يوافق الإيطالي الرأي بإبقاء ما حصل في حدود الملعب، إذ تطرق الى تفاصيل الإشكال في مؤتمره الصحفي، قائلًا: «أحدهم أحدث ضجة، لم أعلم من فعل ذلك، أنا نظرت إلى الاتجاه الذي جاءت منه الضجة، لكنه نظر إليّ وقال، توقف عن النظر إليّ، لماذا تنظر إليّ؟».
وتابع: «قلت له كنت أهم لضرب الكرة وأحدهم أحدث ضجة، فرد عليّ بأن أتوقف عن النظر إليه. الصوت جاء منه، وهذا غير مسموح، إنه مخالف للقوانين، لا يجب القيام بذلك، فابيو أراد الاشتباك معي، كان من الأفضل ألا أتصرف بتلك الطريقة، لكني لن أقبل بأن يتحدث إليّ بهذه الطريقة في الملعب».
وعن إهداره فرصتين على إرساله لحسم اللقاء، قال موراي: «إنها المرة الأولى في مسيرتي التي يحصل معي أمر من هذا النوع، أعتقد أنها المرة الأولى في مسيرتي التي أرسل فيها مرتين للفوز بالمباراة وأفشل في حسمها».
وتأتي خسارة موراي بعد ساعات عدة من إعلانه مشاركته في بطولة أستراليا المفتوحة، أولى البطولات الأربع الكبرى، في يناير المقبل، بعد عام من خضوعه لعملية جراحية في الفخذ أبعدته لفترة طويلة عن ملاعب الكرة الصفراء.