ترك "أحمد نمس" عمله في القاهرة، وعاد لتوه إلى مسقط رأسه في أسيوط؛ ليبدأ مشروعه الخاص سائقا على "توكتوك". كان العائد المادي من التوكتوك ليس كبيرا بالنسبة ل"نمس"، لكن السائق الثلاثيني وجد ضالته مع انطلاقة الموسم الدراسي الجديد، في مشروع توصيل الأطفال إلى المدارس: "جاب نتيجة كويسة ونفعني ماديا". وحددت وزارة التربية والتعليم 21 سبتمبر الجاري موعدا لانطلاق العام الدراسي الجديد في مرحلة التعليم الجامعي وقبل الجامعي، وفيما يخص مراحل الروضة والابتدائي فقد بدأت قبل هذا الموعد بنحو 10 أيام. كان "نمس" يعمل طباخا في القاهرة، ولضيق العيش؛ قرر الاستفادة من رأس ماله المحدود في شراء توكتوك والعمل عليه: "في الأول كان عدد الزباين قليل، لكن وجدت إن مشروع أطفال المدارس هو الأفضل"، فعرض "نمس" توصيل الأطفال للمدارس على جيرانه وأصدقائه وعلى موقع "فيسبوك"، تاركا رقم هاتفه: "الشغل اليومي على التوكتوك غير مربح ليّ بشكل كبير، لكن مع بدء الموسم الدراسي بدأ التوكتوك يدر ربحا ماديا مقبولا". حدد "نمس" -بالاتفاق مع عملائه من أهالي الأطفال- تسعيرة التوصيل ب400 جنيه في الشهر على المجموعة الواحدة من الأطفال، وغالبا ما يحمل التوكتوك 6 أطفال، يتحصل منهم على ال400 جنيه موزعة عليهم: "الأجرة الشهرية بتكون على حسب المسافة بين المدرسة والبيت، وغالبا يتفق الجيران مع بعضهم على تقسيم الأجرة الشهرية عليهم، فمثلا إذا كان هناك 4 أطفال، يدفع كل فرد 100 جنيه وهكذا".