كرم المهرجان القومي للمسرح في افتتاح دورته ال12، الفنان توفيق عبد الحميد ضمن كوكبة من النجوم المكرمين من بينهم سمير صبري ومحمود حميدة وسوسن بدر ولطفي لبيب. لكن لحظة تكريم عبدالحميد تصدرت محرك البحث "جوجل"، وانتشرت صفحات "فيسبوك". وترصد "الشروق" المسيرة الفنية للفنان توفيق عبد الحميد، الذي اتسمت معظم أدواره بالنبل والطيبة والدفاع عن الأخلاق والمبادئ. البداية في 18 ديسمبر عام 1956 ولد عبدالحميد، والتحق أولاً بكلية الحقوق وتخرج منها في نهاية السبعينيات وبمعهد الفنون المسرحية قرر توفيق أن يضع أولى خطواته في عالم الفن. كانت بدايته مسرحية بحتة حيث ظل سنوات يمثل على خشبة المسرح فقط ثم دخل إلى عالم الدراما التلفزيونية، أما السينما فكانت مشاركاته فيها قليلة جداً. ومن الأعمال المسرحية التي سجلت مشاركته فيها و"اقدساه" و"سالومي" و"لعبة الحب" و"عيال تجنن" و"رجل القلعة".
صعود في المسلسلات دينية في الثمانينيات لمع نجم توفيق عبد الحميد بشكل واضح في أعمال درامية مختلفة، كان أغلبها مسلسلات ذات طابع ديني أو تاريخي. ومن هذه المسلسلات "عبدالرحمن بن أبي بكر" و"سلمان الفارسي" و"الأزهر الشريف منارة الإسلام" و"محمد رسول الله" الجزء الخامس، و"الإمام بن حزم". شهرة أكبر في نهاية التسعينيات شارك توفيق عبدالحميد في عملين منحاه شهرة أكبر في عالم الدراما التلفزيونية، وهم شخصية "فتحي المنياوي" في مسلسل العائلة عام 1994 مع النجم محمود مرسي وليلى علوي وخيرية أحمد ومجموعة من النجوم، وكان من الأعمال الهامة التي تحدثت عن ظهور الجماعات الإرهابية في المجتمع المصري. وشخصية "فكري أباظة" في المسلسل الذي يتناول قصة حياة كوكب الشرق أم كلثوم، وهو من أنجح مسلسلات السيرة الذاتية التي تم تقديمها، وقامت بالبطولة الفنانة صابرين. الرجل النبيل تعددت الأدوار بين الفقير والغني الصحفي ورجل الأعمال والدكتور والملحن وظل العامل المشترك بين جميع الشخصيات هو الطيبة والخلق والدفاع عن المبادئ. في مطلع الألفية شارك عبد الحميد في المسلسل المهم والحائز على إعجاب الجمهور حتى الآن "حديث الصباح والمساء" للكاتب الكبير نجيب محفوظ وسيناريو محسن زايد. ولعب عبدالحميد دور "عزيز المصري" أحد الشخصيات الرئيسية في المسلسل، وهو رجل راضي بعيشته البسيطة ووظيفته المستقرة ككاتب في ديوان أحد الأتراك، المحب لأخيه الأصغر "داوود المصري" الشخص الأكثر جدلاً في العمل نتيجة لتقلبات شخصيته خلال الأحداث. والمسلسل من بطولة ليلى علوي وأحمد خليل ودلال عبدالعزيز وعبلة كامل وخالد النبوي وأحمد ماهر وسوسن بدر وسلوى خطاب ويسري ابراهيم.
وبعد هذا الدور قدم عبدالحميد مجموعة من الشخصيات التي مازالت في ذاكرة الجمهور حتى الآن، واتضح ذلك بعد التكريم مع بروز الكثير من المنشورات التي تتذكر أدواره وتمتدح فيها. الدكتور رياض رجل بسيط ودكتور أطفال يحب الموسيقى فيعمل عازف على آلة البيانو في إحدى المطاعم الشهيرة، لا يستغل مهنته للكسب المبالغ فيه بل يتعامل مع الطبقة الوسطى والفقيرة، يحب امرأة غنية ولكنه يرفض مساعدتها المادية له ويحاول الاحتفاظ بكرامته كرجل مستقل. وهذه الشخصية قدمها عبدالحميد في مسلسل "أين قلبي" عام 2002، العمل كان من بطولة يسرى ومحمود قابيل وحسن حسني وعبلة كامل وخيرية أحمد ومي عزالدين ونهال عنبر ورشوان توفيق.
الدكتور شلبي في حارة شعبية بمنطقة عابدين يقيم الدكتور شلبي الذي يعالج أهل الحي الذي يعيش فيه بأقل الأسعار بل ويلغي التكلفة لمن لا يستطيع دفع ثمن الاستشارة الطبية، لم يتزوج رغم كبره في السن. وهي شخصية لعبها في مسلسل "أميرة في عابدين" للفنانة سميرة عبد العزيز وحنان ترك ومحمد رياض وبسمة وفتحي عبدالوهاب وسميحة أيوب وسميرة عبد العزيز ويوسف شعبان.
حسن عوف شاب يهرب من قريته المليئة بالصراعات بحثاً عن الهدوء ولقمة العيش وحياة مستقرة في المدينة–القاهرة- ولكن مشاكل قريته تأتي وراءه حينما يحب فتاة من العائلة المعادية لعائلته. كانت شخصية حسن عوف في مسلسل "الناس في كفر عسكر" للكاتب بشير الديك والمخرج نادر جلال وبطولة صلاح السعدني ودلال عبدالعزيز وفتحي عبدالوهاب ومحمود الجندي وأحمد بدير.
الصحفي الشريف لعب توفيق عبد الحميد شخصية الصحفي في عملين هما: مسلسل فريسكا وكان من بطولة آثار الحكيم وهي فتاة فقيرة وغير متعلمة يحبها الصحفي رياض المنتمي لعائلة ثرية جدا، يقف بجوارها ويتزوجها رغماً عن عائلته ويدفعها للنجاح حتى تكمل تعليمها وتصبح أستاذاً في الجامعة.
ومسلسل حضرة المتهم أبي وكان من بطولة نور الشريف، وقدم عبدالحميد دور الصحفي المعارض كمال أبوالعزم الرافض لتغيرات المجتمع والفساد المنتشر من رجال الأعمال، ونتيجة لنزاهته وبحثه عن العدل لا يدافع عن ابنه المتهم في قضية الشروع في قتل بل يقدمه للعدالة ويقف مع أهل الضحية.
شائعة الاعتزال 9 سنوات غاب فيها توفيق عبدالحميد عن شاشة التلفزيون وسبقها مشاركات بسيطة في بعض الأعمال، ونتيجة لهذا الغياب ظن البعض أنه اعتزل التمثيل نهائياً ولكن العام الماضي ظهر في حوار صحفي وأوضح أسباب غيابه عن الشاشة. وقال في حواره موضحا سبب اختفاءه قائلاً: "ابتعدت بإرادتي، لكنني لم أعتزل الفن، وعودتي متوقفة على عمل فنى جيد أعود به للجمهور بعد كل هذه السنوات، فالتمثيل بالنسبة لي الإمتاع، وفى المرحلة دي لازم استمتع عشان أقدم العمل بجودة ويقول الجمهور عودا أحمد مش مجرد كمالة عدد".
