رفض وزير الداخلية الألماني، هورست زيهوفر، الاتهام الموجه للحكومة الاتحادية بأنه ليس لديها استعداد لاستقبال لاجئين من سفينة الإنقاذ التابعة لمنظمة الإغاثة الألمانية غير الحكومية "سي ووتش". وقال زيهوفر لصحيفة "أوجسبورجر ألجيمانيه" في عددها الصادر اليوم الخميس: "لا أحد بحاجة لاتهامنا بانتهاج سياسة غير إنسانية". وأكد أن ألمانيا استقبلت لاجئين من كل سفينة إنقاذ وصلت إلى إيطاليا حتى الآن، وقال: "بشكل إجمالي يأتي إلى ألمانيا أشخاص مما يعادل عشر سفن كل يوم". يذكر أن حزبي الخضر واليسار المعارضين بصفة خاصة انتقدا الحكومة الاتحادية. وحملت رئيسة حزب الخضر أنالنا باربوك وزير الداخلية بشكل شخصي مسؤولية وضع قبطانة السفينة الألمانية كارولا راكيته، موضحة أن رفض زيهوفر للسماح لمدن باستقبال لاجئين بشكل إضافي، دفع راكيته لتصرفها بالدخول للمياه الإقليمية الإيطالية. وقالت زعيمة الخضر الألماني لصحيفة "راينيشه بوست" الألمانية في عددها الصادر اليوم الخميس إنه ليس هناك إلزام على المستوى السياسي فحسب أن تتخذ الحكومة الاتحادية إجراء، ولكن ذلك ضروري على المستوى القانوني أيضا. وتابعت: "اتفاقية جنيف للاجئين والحق في الحماية مستمدان مباشرة من القيم الأساسية لأوروبا". يذكر أن راكيته أبحرت إلى ميناء لامبيدوسا بالسفينة "سي ووتش3" وعلى متنها 40 مهاجرا يوم السبت الماضي على الرغم من حظر الحكومة الإيطالية للدخول، وتم احتجازها ووضعها تحت الإقامة الجبرية إثر ذلك، ولكن المحكمة لم تؤكد ضدها الاتهام بمقاومة رجال إنفاذ القانون، إلا أنها لا تزال متهمة بالمساعدة على الهجرة غير الشرعية في قضية أخرى. وأفادت وكالة الأنباء الإيطالية "أنسا" أول أمس الثلاثاء، بأنه تم إطلاق سراح راكيته، وأن قاضية ألغت أمر الإقامة الجبرية الذي صدر ضدها يوم السبت الماضي، وذلك قبل المحاكمة في مدينة أجريجينتو بجزيرة صقلية مساء أول أمس. وأضاف زيهوفر: "نحن نسارع دائمًا إلى إخبار الدول الأخرى بما يرتكبونه. القرار الذي سيتم اتخاذه مع القبطانة، يجب أن يتخذه القضاء الإيطالي... لكن الفضيحة الكبرى في هذه الحالة هي أن الاتحاد الأوروبي أخفق بشكل كارثي في سياسة اللجوء، لا مجال للشك أنه يجب إنقاذ أشخاص من الغرق. ... ولكن لا يمكننا حل المشكلة بمفردنا".