بعد البداية الكارثية للفريق في تصفيات قارة أمريكا الجنوبية المؤهلة لبطولة كأس العالم 2018 ، وضع المنتخب الفنزويلي لكرة القدم ثقته في المدرب الوطني رافاييل دوداميل ليقود مرحلة إعادة البناء والتجديد في صفوف الفريق. وتولى حارس المرمى السابق دوداميل مسؤولية الفريق في النسخة الماضية من بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوباأمريكا 2016) بالولايات المتحدة. ونجح دوداميل في الاختبار الأول والحقيقي له مع الفريق حيث خاض فعاليات الدور الأول للبطولة ضمن مجموعة صعبة ضمت معه منتخبات المكسيك وأوروجواي وجامايكا واحتل الفريق المركز الثاني في المجموعة بفارق الأهداف فقط خلف المكسيك ومتفوقا بفارق أربع نقاط على أوروجواي. ولكن الحظ العاثر أوقع المنتخب الفنزويلي في مواجهة نظيره الأرجنتيني في دور الثمانية بالبطولة ليودع الفريق البطولة من دور الثمانية بعدما اكتسب احتراما كبيرا. وكان الفريق حصد نقطة واحدة فقط من أول ست مباريات خاضها بالتصفيات لكن دوداميل نجح في تصحيح أوضاع الفريق نسبيا في التصفيات وحصد 11 نقطة في آخر 12 مباراة بالتصفيات وإن احتل المركز الأخير بهذه التصفيات. وفي أكتوبر 2017 ، أعلن الاتحاد الفنزويلي للعبة أنه جدد تعاقده مع دوداميل حتى 2022 .. وأكد رئيس الاتحاد الفنزويلي أن تجديد التعاقد بمثابة تأكيد على ثقة الاتحاد في العمل الذي يقوم به المدرب. وأوضح : "نعمل مع رافاييل دوداميل منذ 2015 ، وهذا ليس بالخبر الجديد، عملنا معا في برنامج تجهيز المنتخب تحت 16 عاما في 2016 ثم تولى دوداميل قيادة المنتخب الأول وقاده خلال بطولة كوباأمريكا المئوية وما تبقى من التصفيات المؤهلة للمونديال". كما رفض الاتحاد الفنزويلي استقالة دوداميل في آذار/مارس الماضي. وقال مانويل الفاريز السكرتير العام للاتحاد أن الاتحاد بأغلبية "قرر التصديق على احتفاظ دوداميل بمنصب المدير الفني للمنتخب الوطني". وبالفعل ، تراجع دوداميل في مطلع نيسان/أبريل الماضي عن الاستقالة التي تقدم بها بعد الانتقادات التي وجهت إليه لأنه التقى في إسبانيا مع مبعوث زعيم المعارضة خوان جوايدو الذي نصب نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد. وذكر دوداميل أن الفريق استقبل أنطونيو أكاري الذي عينه جوايدو سفيرا لدى إسبانيا، قبل المباراة أمام الأرجنتين. وأضاف المدير الفني أن الفريق استقبل أكاري "تماما مثلما استقبلنا سفير الرئيس مادورو في السابق، لكنهم قاموا بتسييس ذلك بطريقة مشينة".. واستطرد أن الفريق اعتقد أن الزيارة ستكون فقط تحية "للترحيب بلاعبي كرة القدم، لكنهم قاموا بتسييس ذلك في وسائل التواصل الاجتماعي، وتسييس الزيارة. وكان ذلك أمرا غير أخلاقي ومشين ". والآن، تبدو الفرصة سانحة أمام دوداميل لترك بصمة أفضل مع الفريق في البطولة القارية خاصة مع عملية التجديد التي أجراها في صفوف الفريق. وكان مستوى المنتخب الفنزويلي شهد طفرة جيدة منذ بداية القرن الحالي بقيادة المدرب ريتشارد بايث الذي تولى مسؤولية الفريق من 2001 إلى 2007 ثم واصل المدرب سيزار فاريس المسيرة من 2007 إلى 2013 ولكن تراجع مستوى الفريق بدأ عقب اعتزال النجم الكبير خوان أرانجو الذي قضى 16 عاما في صفوف الفريق. وكان جزءا من عملية تجديد الفريق معتمدا على البحث عن قائد جديد في الملعب لاستكمال دور أرانجو خاصة وأن دوداميل تعهد بالتزام الهدوء على مقعد المدير الفني. واستقر دوداميل على استمرار شارة القيادة مع توماس رينكون نجم فريق جنوه الإيطالي سابقا ونجم تورينو الإيطالي حاليا. وكان دوداميل /46 عاما/ حارسا متألقا لمرمى المنتخب الفنزويلي كما سبق له تدريب منتخبي الناشئين (تحت 17 عاما) والشباب (تحت 20 عاما( وقال دوداميل سابقا : "لا أحتاج في فريقي لقائد وإنما أحتاج لقائد رائع يتفهم دوره ويتعاون مع زملائه وطاقمه التدريبي. قائد يعرف دوره القيادي داخل وخارج الملعب. قائد عظيم يمكنه التأثير إيجابيا في زملائه ويقودهم نحو تنفيذ الهدف الجماعي للفريق". وحقق المنتخب الفنزويلي أفضل نتائجه في بطولات كوباأمريكا خلال نسخة 2011 بالأرجنتين حيث احتل المركز الرابع في البطولة. ولم يسبق للفريق أن تأهل لبطولات كأس العالم. وتبدو الفرصة سانحة أمام المنتخب الفنزويلي (العنابي) حاليا لتكرار هذا النجاح لاسيما وأنه يعتمد على مجموعة متميزة من اللاعبين الذين ينشط معظمهم في الأندية الأوروبية مثل رينكون وروبرتو روزاليس مدافع اسبانيول الإسباني وسالومون روندون مهاجم نيوكاسل الإسباني. ورغم أن معظم الترشيحات في المجموعة الأولى تصب في صالح المنتخبين البرازيلي والبيروفي وأن المنتخب الفنزويلي تبدو فرصه متوقفة على المنافسة مع بوليفيا على المركز الثالث في المجموعة والتأهل للدور الثاني ضمن أفضل فريقين يحتلان المركز الثالث في المجموعات الثلاث، فإن الفريق الفنزويلي بقيادة دوداميل يبدو قادرا على تفجير المفاجآت في البطولة.