حث بابا الفاتيكان فرنسيس الأول اليوم الجمعة، "القوى السياسية والاقتصادية والاجتماعية والروحية" في رومانيا ذات الأغلبية الأرثوذكسية على العمل معا بشكل أوثق في "مواجهة مشكلات هذا الفصل الجديد من التاريخ". وقال البابا لقادة المجتمع السياسي والديني والمدني في البلاد إن: "التحرك إلى الأمام معا، كطريقة لتشكيل المستقبل، يتطلب استعدادًا للتضحية بشيء من رؤية المرء أو مصلحته العليا من أجل مشروع أكبر". وأضاف البابا أن ذلك يمكن أن "يخلق تناغمًا يجعل من الممكن التقدم بشكل آمن نحو تحقيق الأهداف المشتركة". يذكر أن رومانيا ما بعد الحرب العالمية الثانية وقعت في قبضة نظام حكم شيوعي قاس قام بقمع الحرية الدينية حتى سقوط نيكولاي تشاوشيسكو في أواخر عام 1989. وبعد مرور ثلاثة عقود، ما زالت رومانيا تكافح لإكمال المرحلة الانتقالية. ورغم أن رومانيا انضمت إلى الاتحاد الأوروبي في عام 2007، إلا أنها لا تزال واحدة من أفقر الدول الأعضاء في التكتل، ولا تزال تحت آلية خاصة ترصد سيادة القانون وتورط ساستها في معركة عاصفة للقضاء على الفساد. ووصل البابا فرنسيس إلى رومانيا صباح اليوم الجمعة في زيارة تستغرق ثلاثة أيام، حيث استقبله الرئيس كلاوس يوهانيس، ورددت حشود المواطنين هتافات الترحيب به ولوحوا بأعلام رومانيا في المطار وعلى طول طريقه إلى العاصمة بوخارست. وبعد إلقائه الكلمة أمام قادة البلاد، عقد البابا اجتماعا خاصا مع رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الرومانية، البطريرك دانيال. ومن المتوقع أن يصلي الرجلان إلى جانب بعضهما بعضا في الكاتدرائية الأرثوذكسية، في إشارة مهمة على الصداقة بينهما. يشار إلى أن البطريرك المحلي في بلغاريا لم يصل مع البابا فرانسيس عندما كان يزور بلاده. ورومانيا هي ثالث دولة أوروبية ذات أغلبية أرثوذكسية يزورها بابا الفاتيكان في أقل من شهر، حيث قام بزيارة بلغاريا ومقدونيا الشمالية في الفترة من 4 إلى 7 مايو. وتشغل رومانيا حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، وهو ما قد يجد فيه البابا فرصة للتعليق على التحديات السياسية التي تواجه أوروبا، وبينها الهجرة. ويترأس البابا غدا السبت قداسا يقام في سومولو تشوك، وهو مزار للسيدة مريم العذراء بشرق ترانسلفانيا، يقدسه الرومانيون من العرقية المجرية. وقال متحدث باسم الفاتيكان إنه من المتوقع أن يحضر القداس مئات الآلاف، يتقدمهم الرئيس المجري يانوس آدر. ومن المقرر أن يتوجه البابا فرنسيس بعد غد الأحد إلى بلاج، أيضا في ترانسلفانيا لتطويب سبعة أساقفة من الروم الكاثوليك الذين توفوا في السجن بعدما اضطهدهم النظام الروماني الشيوعي. وقبل عودته إلى روما، من المقرر أن يلتقي البابا أيضًا بأفراد من مجتمع الغجر ، الذين يقعون غالبًا ضحايا للتمييز في رومانيا وأماكن أخرى من العالم.