وجهت الولاياتالمتحدة انتقادا شديد اللهجة إلى الاتحاد الأوروبى، محذرة من أن خططه لتعزيز التعاون الدفاعى بين أعضائه قد تعرض للخطر عقودا من التعاون عبر المحيط الأطلسى وتضر بحلف شمال الأطلسى «الناتو». وانتقد مسئولان فى وزارة الدفاع الأمريكية فى رسالة موجهة إلى المفوضة العليا للسياسة الخارجية والأمن للاتحاد الأوروبى، فيديريكا موجيرينى، بشدة المعايير المعتمدة لتمويل المشاريع الأوروبية، والتى تحرم الشركات الأمريكية من الاستفادة من هذا التمويل، وفقا لما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية، أمس. وقال المسئولان الأمريكيان فى رسالتهما المؤرخة فى الأول من مايو الجارى، إن المعايير المقترحة «لن تضر فقط بالعلاقات البناءة بين حلف شمال الأطلسى «الناتو» والاتحاد الأوروبى والتى بنيناها معا خلال السنوات الأخيرة»، بل من شأنها أن تقصى دولا ثالثة حليفة للاتحاد، مثل الولاياتالمتحدة، عن المشاريع الأوروبية. وأرفقت الرسالة الأمريكية بتحذير وجهه السفير الأمريكى لدى الاتحاد الأوروبى، جوردون سوندلاند إلى موجيرينى يطالبها فيه بالرد على الرسالة بحلول العاشر من يونيو المقبل تحت طائلة اتخاذ الولاياتالمتحدة جراءات عقابية مماثلة. من جهتها، قالت موجيرينى للصحفيين إن الاتحاد الأوروبى يعد «ردّا واضحا وكاملا» على الرسالة الأمريكية، مشددة على أن السوق الأوروبية ستظل مفتوحة أمام شركات الدفاع الأمريكية. وأضافت موجيرينى أنه «فى الواقع فإن الاتحاد الأوروبى هو حاليا منفتح (على الصادرات الدفاعية الأمريكية) أكثر بكثير مما هو عليه انفتاح السوق الأمريكية على الشركات والمعدات الأوروبية». وأوضحت موجيرينى أن «الاتحاد الأوروبى ليس فيه قانون (اشتر صناعة أوروبية)« وحوالى 81 % من العقود الدولية فى أوروبا اليوم تذهب إلى شركات أمريكية». وجاءت الرسالة التحذيرية الأمريكية بعد قرار بروكسل إنشاء صندوق أوروبى للدفاع بقيمة 13 مليار يورو لتمويل مشاريع صناعية عسكرية خلال الفترة الممتدة بين عامى 2021 و2027. وفى حين تخشى الولاياتالمتحدة من أن يغلق هذا الصندوق أبوابه أمام الشركات الأمريكية، يقول مسئولو الدفاع الأوروبيون إن هناك سوء فهم أمريكى لخططهم، مصرين على أن التعاون وثيق مع حلف الناتو لضمان توافق المشروعات الدفاعية الأوروبية مع أولويات الحلف.