يتوجه ناخبو جنوب أفريقيا، اليوم الأربعاء، إلى مراكز الاقتراع للتصويت فيما ينظر إليها على أنها انتخابات محورية بعد سنوات من فضائح الفساد التي ابتليت بها "أُمة قوس قزح" متعددة الأجناس . وبينما تنافس عشرات الأحزاب في الانتخابات، هناك ثلاثة منافسين رئيسيين: حزب "المؤتمر الوطني الأفريقي" الحاكم، وحزب "مقاتلون من أجل الحرية الاقتصادية" اليساري المتطرف و"التحالف الديمقراطي" . ويكاد يكون من المؤكد أن حزب المؤتمر الوطني الإفريقي سوف يفوز مجددا، لكن الحزب تضرر في العقد الماضي من سلسلة من الفضائح في عهد الرئيس السابق جاكوب زوما. وأُجبر زوما على الاستقالة العام الماضي، وهو حاليا قيد المحاكمة بتهم فساد. ويتمتع بديله، سيريل رامافوسا، بسمعة أفضل فيما يتعلق بالنزاهة وطهارة اليد، لكنه فقد الأصوات في السنوات الأخيرة لصالح حزب "مقاتلون من أجل الحرية الاقتصادية" وزعيمه جوليوس ماليما، الذي يعد بإعادة توزيع الأراضي المملوكة للبيض وتأميم البنوك. وفي الوقت نفسه، أخذ التحالف الديمقراطي من حصة حزب المؤتمر الوطني الإفريقي من الأصوات، والتي كانت مهيمنة ذات يوم، وفي الانتخابات البلدية الأخيرة، فاز التحالف الديمقراطي في مدينتين رئيسيتين: جوهانسبرج وكيب تاون. وسوف يواجه حزب المؤتمر الوطني الأفريقي -وهو حزب التحرير الذي وضع نهاية لنظام الفصل العنصري ومنح حق الاقتراع لذوي البشرة السمراء في جنوب أفريقيا- تحديا بشأن ما إذا كان بإمكانه استعادة الناخبين الحضريين المحبطين. ووفقا للنظام الانتخابي لجنوب أفريقيا، لا يصوت المواطنون بشكل مباشر لاختيار الرئيس، لكن التصويت لصالح حزب المؤتمر الوطني الإفريقي هو في الأساس تصويت لصالح رامافوسا. ويستمر التصويت من الساعة السابعة صباحا (0500 بتوقيت جرينتش) حتى الساعة التاسعة مساء (1900 بتوقيت جرينتش)، ويقترب عدد الناخبين المدرجين على قوائم الانتخابات من 27 مليون شخص . وسوف تحدد نسبة فوز حزب المؤتمر الوطني الأفريقي في النهاية مدى قوة قبضة رامافوسا في التعامل مع الفساد في حزبه المتصدع – وسط رغبة المجموعة المتبقية من أعوان زوما في إخفاق رامافوسا. وحثت مجلة "إيكونوميست" جنوب أفريقيا على دعم حزب المؤتمر الوطني الإفريقي، قائلة: "لوقف الفساد في جنوب إفريقيا، ادعموا سيريل رامافوسا"، في عددها الصادر في 25 أبريل. وتوقع استطلاع للرأي أجراه "معهد العلاقات بين الأجناس "هذا الأسبوع أن يحصل حزب المؤتمر الوطني الأفريقي على أقل من 55% من الأصوات، وأظهر أن "مقاتلون من أجل الحرية الاقتصادية" قد حصل على دعم كبير، حيث توقع أن يحصل على نحو 14% من الأصوات. وفي الانتخابات الوطنية السابقة في عام 2014، حصل حزب "المؤتمر الوطني الإفريقي" على نحو 62% من الأصوات، بينما حصل "مقاتلون من أجل الحرية الاقتصادية" على ما يزيد قليلا عن 6% من الأصوات. وكان التحالف الديمقراطي قد حصل على نحو 22% من الأصوات في انتخابات عام 2014، ويتوقع أن يحصل على النسبة نفسها تقريبا في هذه الانتخابات، وفقا لاستطلاع معهد العلاقات بين الأجناس.