عالمة محيطات متقاعدة تصور «سديم الوردة» من فناء منزلها على امتداد خمس ليال، راقبت عالمة المحيطات المتقاعدة جان دين، 60 عاما، النجوم من الفناء الخلفى لمنزلها، الواقع على جزيرة جيرنزى، إحدى جزر القنال الإنجليزى، ولحسن الحظ كانت السماء مظلمة ونقية ما سمح لتلسكوبها أن يعكس لها صورة نقية لجماليات الكون. وبحسب موقع «sciencealert»، كل ما رأته «دين» عبر تلسكوبها كان جميلا ولكنها لم تلتقط صورا، وبعد 13 ساعة من المراقبة، التقطت «دين» صورة ل«سديم الوردة Rosette Nebula»، وهو سحابة غبار ضخمة بين النجوم يقع على بعد 5000 سنة ضوئية. وعبر موقع صورة الفلك اليوم «APOD»، الذى يديره كل من وكالة ناسا للفضاء، وجامعة متشيجان التكنولوجية، والذى يعتبر موردا يوميا للصور الملتقطة للفضاء؛ عرضت وكالة ناسا صورة «دين»، ضمن أفضل مجموعة من الصور الفلكية. كانت «دين» بعد إلحاح من أحد أصدقائها، قد أرسلت الصورة إلى ناسا، فى 12 من هذا الشهر، وقبل أن تظهر الصورة على الموقع الرسمى لوكالة الفضاء، كانت ناسا قد أرسلت إليها رسالة بريد إلكترونى تخبرها بأن صورتها سوف تظهر. وقالت دين لصحيفة جيرنزى برس، «بصفتى هاوية، فإن اختيار الصورة التى التقطتها من قبل «APOD»، هو شرف عظيم بالنسبة لى، وكانت مفاجأة رائعة». وبصفتها عضوا فى قسم علم الفلك فى جمعية علم الفلك فى جيرنزى، كانت دين شغوفة بمراقبة النجوم منذ أن كانت طفلة، ويرجع ذلك فى جزء منه إلى نشأتها فى منطقة نائية، والتى عادة ما تكون مظلمة فى الليل ما مكنها من متابعة النجوم؛ وبمعنى آخر، إنه المكان المثالى لالتقاط صورة للسماء ليلا. ويبلغ حجم سديم الوردة نحو خمسة أضعاف حجم البدر المكتمل فى سماء الليل. وهو مشهد عندما تراه غالبا ما تبدو الصورة وكأنها زهرة حمراء جميلة تقترب من شكل الجمجمة. ويشرح الفلكيون على موقع «APOD »، بجانب الصورة، أن «بتلات هذه الوردة الكونية» هى فى الواقع حضانة نجمية ضخمة، تعد موطنا لآلاف النجوم الشابة الناشئة منذ بضعة ملايين من السنين فقط. وإذا ما اعتبرنا ما يظهر أمامنا فى الصورة هو بالفعل وردة، فسوف يكون المنتصف هو عضو التأنيث فى الزهرة، وبحسب ما يشرح الفلكيون فإن هذا الجزء فى السديم هو بعض النجوم الشابة الحارة للغاية، تحتفظ كل واحدة منها بدرجة حرارة كبيرة جدا بحيث تحافظ على بقية الغبار. وأوضحت دين أن «هذه المناطق تسمى الغيوم الجزيئية العملاقة وهى مهمة للغاية لأنها مهد النجوم الجديدة التى تؤدى إلى إنشاء أنظمة الطاقة الشمسية مع الكواكب والأقمار وإمكانية الحياة». وأهدت دين الصورة لصديقها الذى اقترح عليها المشاركة بالصورة، والذى توفى أخيرا.