احتلت قضايا الوطن العربي مساحة كبيرة خلال فعاليات، اليوم الثاني للدورة ال21 لمهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة، وكانت المرأة والغربة نقطة الانطلاق لهذه القضايا، التي تعرضت لها مجموعة من الأفلام، منها فيلم "تأتون من بعيد" للمخرجة آمل رمسيس، وهو فيلم مصري لبناني وأسباني. وتدور أحداث الفيلم حول قصة غير عادية لعائلة فلسطينية، تشتت وتفرقت عن بعضها البعض بسبب الاضطرابات التي شهدها القرن العشرين بداية من الحرب الأهلية الأسبانية التي شارك فيها أب هذه الأسرة "نجاتي صدقي" في النضال السياسي، مرورا بالحرب العالمية الثانية، ثم النكبة الفلسطينية في الحرب الأهلية اللبنانية، وكانت النتيجة أخوة لنفس الأسرة لا يتحدثون نفس اللغة. وعقب عرض الفيلم أقيمت ندوة أدارها الناقد السينمائي سيد محمود، وتحدثت المخرجة أمل رمسيس عن المناضل الفلسطيني نجاتي صدقي، وعن الحالة الإنسانية لهذا المناضل الذي كان دائمًا كاشفًا للجزء الخاص بحياته السياسية فقط. وأضافت رمسيس أنها قررت السفر عام 2015؛ للتعرف على شقيقته دولت، لأنها بدأت تفقد الذاكرة ولكن كانت المفأجاة التي اكتشفتها أن ذاكرتها البصرية كانت جيدة، وهذا بعد رجوع صدقي بعد زيارتها في برشلونة. وعبرت عن حزنها أنها كانت تتمنى أن تجمع الأخوة الثلاثة لهذه الأسرة في بيروت، لكن أصيبت دولت بجلطة وتدهورت حالتها الصحية بعد جمع المال لمدة عامين. وأوضحت رمسيس أنه لا يوجد أحد مهتم بالحرب الأهلية، لذلك كان من الصعب الحصول على تمويل من البداية، ولكن في آخر عامين استطاعنا الحصول على تمويل. واستطردت أن دقيقة الأرشيف المستخدم في برشلونة ب1500 يورو لذلك "قررت أن أعمل بنفسي على مونتاج الفيلم". وأشارت إلى أنها استخدمت اللغة الأسبانية؛ لأنها الأقرب من بداية العمل، واستبعدت اللغة العربية لأنها بعيدة كل البعد عن فيلمها. ودافعت رمسيس عن الفيلم بعد سؤالها عن سبب استبعاد ترديد كلمة إسرائيل من حكايات وحوارات الشخصيات في العمل، قائلة: "إن فكرة الفيلم والرؤية الصحيحة للحكاية أن الصهيونية هي امتداد للمشروع الصهيوني، وأن الفلسطينيين لا يتحدثون سوى على جمال القدس وفلسطين، ولا ينطقون أو يرددون كلمة إسرائيل". كما أقيمت ندوة لفيلم "نحنا منا أميرات"، وهو إنتاج إنجليزي وأمريكي، ويستعرض حياة مجموعة من اللاجئات السورياتببيروت يشتركن في بطولة مسرحية "أنتيجون" اليونانية القديمة، وتنتقل الكاميرا إلى كواليس المسرحية، ثم لبيوتهن وكل واحدة تحكي ظروف حياتها ومعاناتها بسبب الحرب في سوريا. الفيلم إخراج كلا من عتاب عزام وبريدچيت أوجير بسينما دنيا، وأقيمت الندوة بحضور سارة المعموري منتجة الفيلم، وأدار الندوة كلا من الكاتبة الصحفية انتصار دردير، والناقد شريف عوض. وقالت سارة المعموري، إنها عملت هي وصديقتها مع فرقة مسرحية في بيروت وأن المخرجة عتاب عزام كانت مهتمة أكثر بالجوانب المسرحية، بينما كانت تصور بريدجيت أوجيز ما يدور خلف الكواليس واكتشفت مدى أهمية ذلك بعد الانتهاء من الفيلم. ودافعت عن فكرة استخدام الأنيميشن لو فن التحريك، في فيلم تسجيلي، وقالت إنه جاء كحل بديل بعد رفض بعض الأهالي ظهور الفتايات أمام الكاميرا.