فادت مصادر فلسطينية بمقتل فلسطينيين اثنين وإصابة العشرات، اليوم السبت، برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي شرق قطاع غزة الذي شهد تظاهرات حاشدة في ذكرى مرور عام على انطلاق مسيرات العودة. وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن فلسطينيين اثنين قتلا برصاص الجيش الإسرائيلي أحدهما شاب يبلغ (20 عامًا) قبيل انطلاق التظاهرات والأخر فتى يبلغ (17 عامًا) خلال التظاهرات. وذكرت الوزارة أن 245 متظاهرًا أصيبوا خلال مواجهات اليوم بينهم 50 بالرصاص الحي وصفت حالة 10 منهم على الأقل بالخطيرة، فيما أصيب الآخرون بالرصاص المطاطي وحالات اختناق. وجرت مواجهات اليوم تحت شعار (مليونية الأرض والعودة وكسر الحصار)، ورفع المشاركون فيها الأعلام الفلسطينية ولافتات مكتوبة تطالب برفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة. وتخلل التظاهرات فعاليات فنية متنوعة أقيمت داخل خيام مسيرات العودة بحضور ممثلي الفصائل الفلسطينية وهيئات أهلية وشعبية. وعم إضراب شامل في قطاع غزة شمل تعطيل المدارس وعمل المؤسسات الرسمية والخاصة وإغلاق المحلات التجارية بمناسبة حلول ذكرى يوم الأرض. وتم الترويج بكثافة عبر مكبرات المساجد وسيارات متنقلة للدعوة إلى أكبر حشد شعبي في المشاركة في تظاهرات اليوم. وأعلنت وزارة الداخلية التابعة لحركة حماس نشر ثمانية آلاف عنصر من كافة الأجهزة الأمنية والشرطية والخدماتية في محافظات قطاع غزة قبيل وخلال التظاهرات . وعمل مئات الشبان يرتدون سترات بلون برتقالي في مناطق التظاهرات على محاولة إبقاء المتظاهرين بعيدا عن السياج الفاصل مع إسرائيل. وقالت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية إن نحو 40 ألف فلسطيني تظاهروا قرب السياج الفاصل وقاموا برمي الحجارة، وإشعال الإطارات المطاطية فيما ألقى بعضهم القنابل والعبوات الناسفة باتجاه السياج الفاصل. وذكرت الإذاعة أن قوات الجيش الإسرائيلي استخدمت وسائل تفريق المظاهرات وإطلاق العيارات النارية لتفريق المتظاهرين. وقد توجه الوفد الأمني المصري الذي يتواجد في غزة منذ يومين إلى مخيم العودة شرق غزة للاطلاع عن كثب على تطورات الأوضاع في ظل توسطه لتعزيز تفاهمات التهدئة. ومنذ ساعات الصباح، حذر جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيانات متتالية له الفلسطينيين من الاقتراب من السياج الفاصل ونشر صور لتعزيزات عسكرية له قرب السياج الفاصل تشمل مدرعات ودبابات وعشرات القناصة. من جهتها أكدت الهيئة العليا لمسيرات العودة في بيان في ختام احتجاجات اليوم، أن "المقاومة لن تترك مسيرات شعبنا السلمية بلا حماية"، مشدّدة على استمرار المسيرات حتى تحقيق أهدافها. وقالت الهيئة إن "المقاومة التي تجسدت وحدتها في غرفة العمليات المشتركة ستظل حاضنة وحامية لمسيرات الشعب الفلسطيني وأمينة على تطلعاته بحياة كريمة". وثمنت الهيئة الجهود المصرية الهادفة لاستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية وكسر الحصار عن قطاع غزة، معتبرة أن كسر الحصار "انتزاع لحقنا من أنياب هذا العدو (إسرائيل)". وجدّدت مطالبتها الأمتين العربية والإسلامية بضرورة "تصحيح المسار والانحياز للقضية الفلسطينية وإلى القدس وحق العودة ورفض كل أساليب وأشكال التطبيع مع هذا الاحتلال"، معتبرة التطبيع بمثابة "غطاء" لممارسات إسرائيل. وأكدت الهيئة العليا استمرار فعاليات مسيرة العودة وكسر الحصار، داعية الجماهير للمشاركة في مسيرة يوم الجمعة المقبل تحت عنوان "جمعة انتصار الكرامة". ويوم أمس الجمعة أعلنت حركة حماس الإسلامية عن تقدم في وساطة مصر للتهدئة مع إسرائيل في قطاع غزة. وقال عضو المكتب السياسي لحماس خليل الحية للصحفيين عقب لقاء الوفد الأمني المصري مع أعضاء الهيئة العليا لمسيرات العودة في غزة إنه "تم تقدم رزمة مطالب بعنوان كسر الحصار وهذا حق وليس منة". وأضاف الحية "استمعنا من الوفد المصري لجملة إيجابية ومهمة وكبيرة من مطالبنا، والاحتلال الإسرائيلي سيكون تحت الاختبار لتنفيذ وتطبيق ما استمعنا له من إيجابية في اللقاء". وقُتل 268 فلسطينيًا وجُرح أكثر من 30 آلف آخرين بحسب مصادر فلسطينية رسمية منذ انطلاق مسيرات العودة قبل عام للمطالبة برفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة المفروض منذ منتصف عام 2007.