رئيسة الوزراء النيوزيلندية تدعو العالم إلى مكافحة التطرف.. و33% زيادة في طلبات الهجرة للبلاد شارك عشرات آلاف الأشخاص وممثلون عن 59 دولة، اليوم الجمعة، في مراسم تأبين 50 شهيدا سقطوا في الهجوم الإرهابى الذى استهدف مسجدين في مدينة كرايست تشيرش النيوزيلندية قبل أسبوعين. وبث التلفزيون الوطني مراسم التأبين التي جاءت تحت عنوان "نحن متحدون"، حيث التزم الحضور الصمت وهم وقوف في متنزه هاجلي قرب مسجد النور، أثناء تلاوة أسماء الخمسين شهيدا الذين قتلوا بالرصاص في الهجوم على مسجد النور ومسجد لينوود بمدينة كرايست تشيرش. وحضرت المراسم رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أرديرن ونظيرها الأسترالي سكوت موريسون. وكان بين الحضور أيضا المغني يوسف إسلام المعروف أيضا باسم كات ستيفنز والذي شدا بأغنية "قطار السلام"، وفقا لوكالة رويترز. وقالت آرديرن، فى كلمة خلال مراسم تأبين الضحايا إن بلادها "لا تستطيع وحدها مواجهة التطرف الذي يغرق فيه العالم"، مضيفة أن "العالم يغرق في حلقة مفرغة من التطرف، وهذا الأمر يجب أن ينتهي". وتابعت: "لا أحد منا يمكنه مواجهة هذه القضية (التطرف) بمفرده، الحل يكمن في مفهوم بسيط، لا علاقة له بالحدود الداخلية، ولايستند على الأعراق أو قواعد السلطة، بل هو يكمن في الإيمان بإنسانيتنا"، بحسب موقع "راديو نيوزيلندا". ولفتت آرديرن إلى أن نيوزيلندا "ستظل تتذكر دموع شعبها، والعزيمة الجديدة التي تم تشكيلها (عقب المجزرة)"، مشيرة إلى أن "العنصرية موجودة في كل مكان، لكن غير مرحب بها في نيوزيلندا". من جانبها، قالت رئيسة بلدية كرايست تشيرش، ليان دالزيل، إن هذه المجزرة "كانت هجومًا ضدنا جميعًا"، مضيفة أن "هذه الأفعال المستوحاة من الكراهية كانت تهدف إلى تفريقنا وتمزيقنا. لكن على العكس من ذلك، فإنّها وحّدتنا في التعاطف والحب الذي نشعر به تجاه بعضنا البعض، بغض النظر عن أماكن ولادتنا". من جهته، قال فريد أحمد الذي كانت زوجته حسنة من بين الشهداء فى الهجوم الإرهابى إنه "كرجل مؤمن سامح القاتل لأنه لا يريد أن يحمل قلبا يغلي كالبركان". وأضاف أحمد وسط تصفيق الحضور: "أريد قلبا مليئا بالحب والحنان.. مليئا بالرحمة ومتسامحا، لأن هذا القلب لا يريد فقدان أرواح أخرى"، داعيا إلى العمل من أجل السلام وأحيطت المراسم بإجراءات أمنية مشددة فيما لا تزال نيوزيلندا في حالة تأهب أمني مشدد. وقال مفوض الشرطة مايك بوش إنها أحد أضخم عمليات التأمين التي نفذتها الشرطة على الإطلاق. في سياق متصل، كشفت دائرة الهجرة النيوزيلندية، عن ارتفاع نسبة المهتمين بالعيش والعمل في البلاد، خلال العشرة أيام التي أعقبت الهجومين الإرهابية، مقارنة بالعشرة أيام السابقة على الهجومين. وقال مساعد مدير دائرة الهجرة في نيوزيلندا، بيتر إلمس، إن "الدائرة تلقت نحو 6457 طلبا للهجرة بعد الهجوم على المسجدين، في حين كان هذا الرقم في الأيام العشرة التي سبقت العملية لا يتجاوز 4844"، أي أنها سجلت زيادة بنسبة 33%، وفقا لموقع قناة "الحرة" الأمريكية. وكانت أكبر زيادة في تعداد الطلبات من الولاياتالمتحدة ثم بريطانيا، وبعدها جنوب أفريقيا، كما ارتفع عدد الطلبات من الدول الإسلامية عقب الهجوم، وجاءت باكستان في المقدمة ب 333 طلبا، وماليزيا ب 165، وبنجلادش ب 82، والمغرب ب 66، وإندونيسيا ب 63، ومصر ب 59، وتركيا ب 59 أيضا. من جهته، أشار رئيس اتحاد الجمعيات الإسلامية النيوزيلندية، مصطفى فاروق، إلى أن هذه الزيادة لم تمثل مفاجأة بالنسبة له، بفضل التجاوب الحكومي الإيجابي مع الهجوم، وهو ما جعل كثيرين يتطلعون للعيش في هذه البلاد.