عبدالعظيم حماد : ثورتا 1919 و1952 متكاملتان ومتناقضتان أيضا أبو غازي : ثورة 1919 نتاج قرن من النضال الوطني لكنها بلورت مفهومي الاستقلال والمددنية تواصل وزارة الثقافة فعاليات الاحتفال بمئوية ثورة 1919، في ثالث أيام مؤتمرها الدولي "ثورة 1919 بعد مائة عام" عبر طرح مجموعة من الدراسات وعقد مجموعة من اللقاء والنقاشات، بحضور لفيف من الباحثين والأكاديمين على المستويين العربي والغربي. وفي ثالث أيام المؤتمر الذي انطلق السبت الماضي، افتتح الدكتور أحمد الشربيني، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة القاهرة ثاني جلسات اليوم، قائلا: إن ثورة 1919، عملت على تهديد عرش إنجلترا في مصر، وهو ما جعل الاحتلال يقاوم جميع حركات المقاومة المصرية ضد الاحتلال، وذلك خشية أن ينتشر هذا التهديد لباقى الدول التابعة للحماية البريطانية". ثم تناول الدكتور عماد أبو غازي كيف كانت ثورة 1919 نتاج قرن من سعي المصريين نحو النهضة والاستقلال، بدءًا من بادرة المطالبة بالاستقلال ووضع دستور للبلاد، مع ظهور إرهاصات المواطنة وظهور اللائحة الوطنية في عهد سعيد باشا ووضع برنامج للإدارة الذاتية مع الاحتفاظ بالتباعية للدولة العلية، ثم ظهور جمعية اتحاد مصر الفتاة في الإسكندريةً، مرورا بظهور مشروع محمد عبده الداعي لخروج الإنجليز من مصر، الذي اشتمل على 10 بنود نادت بالاستقلال وشملت على حق المصريين انتخاب قائدهم، ثم ظهور مفهوم المدنية، وأن مصر للمصريين على يد محمد فريد في العام 1914، حتى تحولت شعارات ثورة 1919 إلى المناداة بالاستقلال التام، وفصل الدين عن الدولة ما يفيد بأن ثورة يوليو لها الفضل في بلورة مفهومي الاستقلال والمدنية التي بدأت بأسباب الأزمة المصرية كاجتماع السلطة في يد رجل واحد وعدم وجود حقانية، وهي بذرة وضع دستور. وتناول الدكتور جمال شقرة مستشار السياسي بجامعة عين شمس، خطورة إقحام السياسة في التأريخ للتاريخ النضالي لمصر قائلا: "إقحام وتدخل السياسة في التاريخ لحقب مهمة في التاريخ النضالي أدى إلى إغفالها أو المغالطة في التوثيق لها؛ إذ شهدت حقبة الرئيس جمال عبدالناصر طمس نجاحات ثورة 1919 وهو ما بدى جليا من خلال خطبه وأفكاره وأحاديثه التي وصف بها ثورة 1919 بأنها فشلت، ما أدى لمهاجمة كوادر حزب الوفد العائد لقادة ثورة يوليو؛ إذ ردوا لهم الصاع صاعين بالإغفال طارة والتشويه طارة أخرى". حماد: 25 يناير ثالث حركات النضال الوطني الذي بدأ بثورة 1919 مرورا بثورة يوليو وتناول عبدالعظيم حماد، رئيس تحرير الأهرام، جدلية العلاقة بين ثورتي 1919 و1956، قائلا: "ثورتي 1919 و1952 متكاملتان لكنهما متناقضان، فثورة ضباط 1952 التي حققت الجلاء، لم تكن لتجلي الاحتلال من دون تمصير وتوطين قيادات هذا الجيش"، ويكمن التناقض بينهما في أن كلاتاهما وطنية، لكن1952 ثورة وطنية سلطوية عسكرية، في حين كانت ثورة 1919 ثورة وطنية مدنية اجتماعية. وعن موقع ثورتي 1919 و1952 من ثورة الشعب في 25 يناير 2011، قال حماد: تعد ثورة يناير امتداد لنضالات 1919 و1952 وثلاثتهم حراك وطني اجتماعي، وعدم إنتاج ثورة يناير 2011 لقامات وقيادات تحقق ذلك التكتيك الوطني الاجتماعي لا يعني انفصالها عنهما بل يعني أن النضال الوطني سيستمر حتى يبلغ مبتغاه. وانطلقت صباح السبت، بدار الأوبرا المصرية، فعاليات المؤتمر الدولي "ثورة 1919 بعد مئة عام"، والذي يستمر حتى 18 مارس الجاري؛ احتفالا بمرور مئة عام على ثورة 1919، بحضور عدد كبير من المفكرين والمثقفين. ويناقش المؤتمر عدداً من المحاور أبرزها: (ثورة 1919 وتأسيس الوطنية المصرية بين الهوية المصرية والهوية العثمانية، خطاب ثورة 1919 وإعادة صياغة هوية مصر البصرية، صراع الهويات في مصر ما بعد الثورة، ثورة 19 والقطيعة مع تقاليد العصور الوسطى مصر بين الرعوية والمواطنة، الدين لله والوطن للجميع الشعار والدلالات، ثورة 1919 بين الثورات المصرية، ثورة 19 وثورات العالم المعاصرة لها – التأثيرات المتبادلة، ثورة 19 والثورات العربية). كما يلقي المؤتمر الضوء على جذور ثورة 1919 من خلال بعض النقاط أهمها: مصر في مطلع القرن العشرين (الحراك المجتمعي والنهوض الوطني)، القوى السياسية في مصر قبل الحرب العالمية الأولى، المواقع السياسية والفكرية لقادة الثورة، علاقة ثورة 19 بالموجة الثانية من الحركة الوطنية (1900-1914)، وكذلك على وقائع الثورة في كل المواحي سياسيا واجتماعيا وفنيا وثقافيا. ً