خرج آلاف الطلاب في نيوزيلندا وأستراليا إلى الشوارع صباح اليوم الجمعة في بداية يوم عالمي للإضرابات المدرسية ضد التقاعس في مواجهة التغير المناخي. وتجمع أطفال وشباب في نيوزيلندا وهم يرفعون لافتات تحمل شعارات مثل: "لا تكن أحمق يؤيد لستخدام الوقود الأحفوري" و"اعثروا على حل ولا تسببوا تلوث" و"كفاكم كلاما، اتخذوا إجراء الآن!"، وذلك في أكثر من 30 تجمعا في مدن وبلدات من كيريكيري في أقصى شمال البلاد إلى إنفركارجيل جنوبا. وقالت زازي- ريا تايلور (11 عاما) أمام أكثر من ألفي شخص احتشدوا خارج البرلمان في العاصمة ولنجتون إنها لم تشارك في الاحتجاج من أجل أن تتغيب عن اليوم الدراسي بل لأن مستقبلها يعتمد على اتخاذ خطوات لمواجهة التغير المناخي. وأضافت تايلور: "من الأفضل استخدام العلم والتكنولوجيا لحماية الكوكب بدلا من استغلاله". وألقي وزير التغير المناخي جيمس شو خطابا أمام الطلاب وقد ظهرت كدمة على عينه اليمني في أول ظهور عام له منذ تعرضه لهجوم أثناء توجهه إلى العمل أمس الخميس. وتساءل شو: "لماذا ما زلتم تشعرون بأنكم ملزمون بالتواجد هنا للكفاح من أجل مستقبلكم بعد مرور أربع سنوات على اتفاق باريس بشأن المناخ؟". وقال مجيبا: "لأن السياسيين يتحدثون عن التغير المناخي منذ 30 عاما. لقد حان وقت توقف الكلام وبدء الأفعال". وأضاف الوزير أن حكومة ولنجتون ملتزمة بتمرير تشريع بشأن التغير المناخي خلال العام الجاري، وهو من شأنه أن يضع نيوزيلندا على الطريق كي تحقق محايدة الكربون بحلول عام 2050. والتقت رئيسة الوزراء جاسيندا أردرن بالشباب المشاركين في الاحتجاجات في نيو بلايموث /250 كيلومترا شمال ولنجتون/، وقالت أمام نحو 200 طالب: "رسالتي بسيطة، نحن نستمع إليكم وسنباشر رسم طريق لتحقيق محايدة الكربون". وأضافت رئيسة الوزراء: "من فضلكم، استمروا في جلب المزيد من الأشخاص معكم قدر استطاعتكم لأننا ببساطة لن نتمكن من تحقيق أهدافنا بمفردنا". واحتشد مئات التلاميذ أيضًا في كيرنز، وهي مدينة تقع بالقرب من الحاجز المرجاني العظيم في أستراليا، في إضراب مدرسي من أجل اتخاذ خطوات لمواجهة التغير المناخي في البلاد. وقالت إيما ديمارتشي، وهي واحدة من منظمي الفعالية في مدينة ملبورن في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن الاحتجاج العالمي يحدث في 56 مدينة وبلدة في أنحاء البلاد، حيث "خرج ما بين 50 إلى 60 ألف طالب من صفوفهم الدراسية اليوم". وأضافت إيما (16 عاما): "لم أنم جيدا. كنت متحمسة للغاية... قررت أن أتغيب عن المدرسة اليوم لأني أهتم بمستقبلنا. ما فائدة المدرسة إذا لم يكن هناك كوكب نعيش فيه؟". واحتشد اليوم في أجواء احتفالية بساحة "جاريما بلاس" بالعاصمة الأسترالية كانبرا حوالي ثلاثة آلاف طفل ومئات البالغين. وردد المحتشدون شعارات وأغنيات، ووجهوا مناشدات للساسة، كما وضعوا مئات الملصقات واللافتات الإبداعية.