تحل اليوم الذكرى الخمسين بعد المئة على وفاة المؤلف الموسيقى الفرنسي هيكتور بيرليوز، أعظم شخصية موسيقية فرنسية فى العصر الرومانتيكي، فهو علم من أعلام ذلك العصر البارزين، والذي نال شهرة واسعة في أوربا، لتميز أعماله بقوة الحس الدراماتيكي وثراء النص الأوركسترالي. وفي الأسطر التالية تستعرض «الشروق» نبذة عن حياة المؤلف الموسيقي هيكتور بيرليوز. ولد لويس هيكتور بيرليوز، بمقاطعة كوتاسنت اندرية بجنوب فرنسا، في 11 ديسمبر 1803، ونشأ بحبه للموسيقى، فتلقى تعليما موسيقيا ضئيلا فى صباه. التحق بيرليوز بكلية الطب في باريس، عام 1822، لرغبة والده الطبيب في دفعه لخلافته في مهنة الطب، ولكنه تركها بعد عامين، والتحق بالمعهد الموسيقي في باريس، الأمر الذي أثار غضب والده فقطع عنه نفقات المعيشة، فاضطر بيرليوز للعمل بأحد المسارح الليلية ليستكمل دراسته الموسيقية، وعمل مدرسا لنظريات الموسيقى بأحد المدارس. عندما بلغ السابعة والعشرين من عمره، حاز على جائزة روما في التلحين عام 1830، وتوجه بعدها إلى إيطاليا للدراسة لمدة 3 سنوات، ثم عاد إلى باريس، ليقدم أولى ثمرات بعثته لإيطاليا وهي افتتاحية الملك لير وسيمفونية البعث التي تحرر خلالها من القوالب المعروفة حينها. اتسمت معظم أعماله بالطابع المسرحي والأوبرالي، وكان يعتقد أنه خليفة بيتهوفن، ولكن المصدر الحقيقى لقوته الفنية جاءت من قدرته على التصوير السيمفوني، الذي يرتبط بموضوع أدبي أو تعبير عن أحاسيس شخصية، وظهر ذلك جليا في العديد من أعماله مثل هارولد في إيطاليا، وروميو وجولييت. قام بيرليوز برحلات متعددة في أوروبا بداية من عام 1840، وقدم في ألمانيا خمسة عشر حفلاً، وكان قد ترك أثراً كبيراً على تاريخ الموسيقى في كل أوروبا، خاصةً أساتذة الموسيقى الروسية، الذين تأثروا بأعماله كثيراً، وخاصةً بمؤلفاته الأوركسترالية. قدم بيرليوز العديد من الأعمال المسرحية، والموسيقى الدينية، والموسيقى السيمفونية، والإفتتاحيات الأوركسترالية، بالإضافة إلى الأعمال الأدبية والنقدية الكبيرة، ومن أبرز أعماله روميو وجولييت، والسيمفونية الخيالية، وقُداس الموتى الكبير، وطفولة المسيح، والطراوديون. تدهورت حالة بيرليوز الصحية في سنواته الأخيرة، إلى أن قضي عليه موت إبنه الوحيد بالصفراء، وتوفى بيرليوز في 8 مارس 1869، عن عمر يناهز 65 عاماً، بعد أن ترك كثيرا من الأعمال الموسيقية المتميزة.