* تطوعت بفكرة تأجيل عرض فيلم الافتتاح ولم أعلم بانسحاب صناعه من منتصف الحفل * أرى أن نسبة النجاح معقولة مقارنة بالسنين الماضية وسأكرر التجربة إذا توفرت الإمكانيات المادية * تعرضت للتخاذل من بعض المنظمين والممولين الذين سحبوا بعض التبرعات فى اللحظات الأخيرة * أعتذر بالنيابة عن المنظمين والممولين وأعد بتدارك الأخطاء الدورة القادمة * كنت متوقعا وقوع أزمات بسبب قلة التمويل ولكن ما حدث فاق تصوراتى فى تجربته الأولى لرئاسة مهرجان فنى، تعرض المخرج مجدى أحمد على، رئيس مهرجان شرم الشيخ للسينما الآسيوية، منذ حفل الافتتاح الذى أقيم يوم 2 مارس للكثير من الانتقادات بسبب سوء التنظيم، وعدم عرض فيلم الافتتاح «THE CREW» الذى كان مقررا مما أدى لانسحاب صناعه وتحرير محضر ضد إدارة المهرجان، وانتقادات الصحفيين والإعلاميين بسبب قلة الإمكانيات المادية وصعوبة الوصول إلى أماكن عرض الأفلام لبعد المسافات بين أماكن الإقامة وقاعات العروض وغيرها من الأزمات التى تصاعدت مع الوقت وسببت الكثير من الجدل. اعترف رئيس المهرجان الذى يختتم فعالياته الجمعة 8 مارس، بوجود بعض المشكلات فى التنظيم والتوقيتات سواء فى حفل الافتتاح أو خلال الفاعليات ولكنه يرى أن كل ذلك كان من الممكن تداركه إذا توفرت الإمكانيات المادية التى كانت أقل بكثير من طموحه، وفى الحوار التالى حاولنا توضيح الصورة كاملة كالتالى: ما تقييمك للدورة الحالية من مهرجان شرم الشيخ؟ المهرجان لم ينته، ولكننى أرى أن الدورة الحالية مشجعة، تعرضنا لبعض المشكلات التى لا يمكن إنكارها، ولكنها مجرد البداية لمهرجان جاد يتعامل مع قضايا مهمة، وثقافة مختلفة، ولدينا طموح لطرح فكر مهم وجديد، وهو جذب أكبر عدد ممكن من الضيوف لزيادة الاهتمام بالمهرجان، تعرضنا لأزمات تتعلق بالتمويل والتنظيم وسنعمل على حلها الدورات القادمة. هل كنت متوقعا حدوث أزمات بسبب ضعف التمويل؟ بالطبع كنت أعلم ذلك.. ولكن كنت متصورا أنها ستكون أقل مما ظهرت عليها، وكان طموحى أكبر من الواقع والإمكانيات، خاصة بعدما تخلى عنا الكثيرون، على رأسهم الممولون فمنهم من سحب حجرات فندقية، وطائرات لنقل الضيوف، أو تخفيض مبلغ مالى كبير متحججين بالظروف فأصبحنا أمام تحد كبير. صممت على استضافة الجميع لتدعيم ثقافة المهرجانات والتظاهرات الثقافية، ولكن هذه الثقافة ليست قوية، لا يوجد دعم من المجتمع المدنى، أو الدولة رغم المساعدات إلا أن الدعم هزيل. ما هى صورة الدعم الذى قدمته الدولة فى ظل غياب المحافظ عن حضور فاعليات المهرجان؟ اللواء خالد فودة، محافظ جنوبسيناء، ووزيرة الثقافة إيناس عبدالدايم لم يحضرا حفل الافتتاح لظروف حادث محطة مصر، ورغم رغبتهما فى الحضور، إلا أنهما تواصلا معى بالاعتذار ولكن هناك قرارا أن الدولة كلها تتجه لتقليل مظاهر الاحتفالات حدادا على أرواح الضحايا، وعرضت عليهم إلغاء المهرجان إلا أنهما رفضا ذلك. أما حفل الختام عادة لا يحضره الوزير، واللواء خالد فودة خارج مصر حاليا، غيابهما عن الحضور ليس معناه غياب الدعم، والمحافظ وفر لنا قاعة المؤتمرات وأماكن فى فنادق، وفى الإعلانات التى قدمتها وكالة الأهرام، ولكن الدعم كان فى إطار الإمكانيات المتاحة وفى أدق التفاصيل. هل خذلك أحد ممن اعتمدت عليهم وسبب ذلك كثير من المشكلات؟ «كثير خذلونى».. سواء كانوا منظمين أو ممولين، عدد العاملين معنا قليل، ولكن خبرتهم قليلة أيضا، معظمهم شبه متطوعين، وأردت توفير كوادر جديدة بهم، وهذا كان طموحا زائدا، والمهرجان كان كبيرا عليهم، وأعتذر بالنيابة عنهم عن أى أخطاء، والعام المقبل سنتدارك كل ذلك. هل طموحك الزائد كان سبب فى مشكلات المهرجان؟ هذا صحيح.. كان طموحى أكبر من اللازم، وكان على أن أكون واقعيا بشكل أكبر، رغبت فى استقطاب أكبر عدد ممكن من الضيوف بالإمكانيات والأموال المتاحة، كان يمكننى استضافة 100 شخص بدلا من 500 ولم أكن لأتعرض لكل هذه المشكلات، ولكننى رأيت أن العدد الكبير مهم لحضور مثل هذا الحدث لمشاهدة الأفلام السينمائية والاستمتاع بمدينة شرم الشيخ، وتشجيع السياحة. هل فشلت فى تجربة إدارة المهرجان؟ لم أفشل.. أنا مخرج سينمائى متطوع لأداء الوظيفة، وهذه كانت تجربتى الأولى، فشلت فى بعض الأمور نعم، ونجحت فى بعضها، وأرى أن نسبة النجاح معقولة مقارنة بالسنين الماضية. هل ستعيد التجربة مرة أخرى؟ إذا توفرت الإمكانيات المادية وكانت الظروف مهيأة بشكل أفضل بالطبع سأعيدها، ولكننى أريد التفرغ للإخراج فلدى مشروعات معلقة، لكن توفر الأموال يحل كل الأزمات، إذا استطعت تجميع كل الضيوف فى فندق واحد بدلا من تقسيمهم على عدة فنادق مثلما حدث وتسبب فى مشكلات تتعلق بالتنقل والسكن، وعدم توافر تواصل مع الجمهور لتوفير رؤية عالية مثلما حدث، كما أن الوضع السياحى حاليا لا يعمل بكفاءته الكاملة، ولكننا مهرجان ناشئ نعمل بتوجهات جديدة ونطرح ثقافات مختلفة وسنتقدم مع الوقت. لماذا تركز على عدد الحاضرين لفاعليات المهرجان؟ لدى رغبة فى أن يشهد فاعليات المهرجان 1000 شخص بدلا من 100، مثل مهرجان الجونة الذى توفرت له الإمكانيات لاستضافة كل مشاهديه، واستضفت شباب معهد السينما والأكاديمية البحرية وجمهور من شرم الشيخ لتحقيق ذلك. ما ردك على انتقادات حفل الافتتاح ومدته الطويلة؟ حضرت من قبل مهرجان أقيم فى روسيا كان مدته ساعتين ونصف، بعض الناس كانوا مستعجلين ولكن كان لدى رؤية لحفل شامل، إيقاع الحفل هبط فى نهاية الوقت، فرقة تترستان وديلارا كان المفترض أن يقدما فقرة واحدة لكل منهما، ولكنهما قدما أكثر من فقرة، كانت رؤيتى أن تقام كل الفقرات فى خلال ساعتين، ولكننى لا أرى الحفل مملا، أهدرنا ساعة مع التأخير الذى كان فى بداية الحفل لمشكلات تتعلق بتجهيز القاعة التى تسلمناها قبل الحفل بيوم، وكان أمامنا كثير من التجهيزات لبناء المسرح وعمل البروفات وكان مستحيلا أن تسلم القاعة قبل ذلك، وكل المهرجانات التى تعانى من مشكلات فى الميزانية تعانى من مثل هذه المشكلات ومن استضافة الضيوف قبل المهرجان بأيام. ورغم ذلك العين التى ترغب فى التقاط الإيجابيات ستجد بعضها، قدمنا ثقافة آسيوية وفنا غريبا على مجتمعنا مثل الفن الصينى، والرقص المحترم لفرقة تترستان، ومغنية صاعدة ذات صوت رائع، وكنت أرغب فى توفير فقرات فنية عربية وحاولت مع فرق من العريش والأردن وفلسطين ولكن لم نتمكن من تحقيقها فى النهاية. وكان لدينا فرقة من آرمينيا أيضا ولكنها اعتذرت فى آخر لحظة. هل كان ممكنا تدارك أزمة فيلم الافتتاح؟ لا.. تدارك أزمة فيلم الافتتاح كان ممكنا إذا التزمت الفرق بفقراتها، لكن الوقت طال مننا، وكان ممكنا أن أعرض الفيلم متأخرا ولكننى رأيت أنها ستكون قلة احترام له، لم أكن أعلم أن المخرج انسحب من نصف الحفل، وتطوعت بشكل شخصى للصعود على المسرح وتأجيل عرض الفيلم بمبادرة منى، ولكننى معترض على سلوك مخرج الفيلم، وأرى أنه يسعى للشهرة، وحزين جدا منه لأنى احترمته واخترت فيلمه للعرض فى حفل الافتتاح رغم أنه فيلم تسجيلى. لماذا اخترت فيلما تسجيليا فى حفل الافتتاح بدلا من الأفلام الروائية؟ لم يعد هذا التصنيف موجودا فى السينما، لا يوجد فرق بين فيلم تسجيلى أو انميشن أو روائى، اخترنا فيلم «الفريق» لأنه يعبر عن السينما المصرية، فكرت فى أنه سيكون تعريفا جيدا بالسينما المصرية أمام الضيوف الأجانب، ونوعا من أنوع التقدير لفريق عمله، كما أننا لم نجد أفلاما مصرية أخرى تصلح للعرض فى الوقت الحالى. بعض الآراء اتجهت لعدم اختيار فيلم مصرى ولكننى رفضت واحترمت هذا العمل ولكن مخرجه لم يقدرنا. لماذا لم تشارك الأفلام العربية فى المهرجان بأعداد أكبر؟ لم نجد أفلاما لعرضها أكثر من ثلاثة أفلام عربية وخمسة مصرية، واجهتنا أزمة كبيرة فى عدم توفر أفلام فى هذه الفترة، وحاولنا مع الكويت والأردن وفلسطين ولكن لم يكن متاحا. ما حقيقة انسحاب المشاركين من ورشة السينما؟ لا يوجد انسحاب، الجميع ما زال متواجدا ويؤدى مشروعاته، شخص واحد فقط انسحب بسبب خوفه وتمسكه ببعض الخطوات البيروقراطية، وفرنا له التصريحات للتصوير الخارجى فى شرم الشيخ رغم صعوبة هذا الأمر للطبيعة الأمنية هنا، ولكن رغم الظروف الآخرين ما زالوا متواجدين وقاموا بتصوير مشروعاتهم وصمدوا أمام الظروف. الانسحاب أسهل شىء ومن يرغب فى العمل تمكن من التصوير. هل هيحضر مزيد من النجوم فى حفل الختام؟ الجميع وجهت له دعوات لحضور الافتتاح والختام، من لم يحضر لظروفه الخاصة مقدرا، وأنا بشكل شخصى أرى أن المهرجانات لا تقاس بنجوهما، مرحب بهم فى أى وقت والأصل هو الاحتفاء بالظاهرة الثقافية نفسها. هل توقيت إقامة المهرجان أحد أسباب الأزمات؟ أعتقد ذلك.. وأفكر حاليا فى تأجيل الدورة القادمة إذا كنت متواجدا لإقامتها فى شهر إبريل، ما يوفر الأجواء المناخية المناسبة، ويتيح لنا الوقت فى توفر مزيد من الأفلام. ماذا تقول للمنتقدين والغاضبين من أزمات المهرجان وسوء التنظيم؟ أحزن كثيرا ممن غضبوا لأسباب لوجيستية، خاصة أنها غير متعمدة، أغلب المهرجانات لا توفر استضافة كاملة أو تنقلات طيران، حاولنا توفير ذلك قدر المستطاع، وبذلنا جهدا لتكون الدعوى شاملة، طموحى كان توفير عدد أكبر وما زلت أطمح لاستضافة المزيد فقط عندما يتوفر الدعم.