الضيوف الأجانب يشعرون بطمأنينة فى القاهرة.. ونيكولاس كيدج حالة الاعتذار الوحيدة بعد «حادث الروضة» 4 أفلام عرض عالمى أول بالمهرجان.. واقترحنا على وزير الثقافة إنشاء صندوق مثل دبى حتى لا نتسول الأعمال المصرية تجربة تخصيص كراسى مرقمة للضيوف لم تنجح فى الافتتاح.. والإقبال كان ضعيفًا بسبب عدم خبرة dmc فى إرسال الدعوات هانى أبو أسعد تراجع عن قرار الانسحاب بعد الاعتذار له فى مقر إقامته.. و«الجبل بيننا» أغلى أفلام المهرجان إقامة «الجونة السينمائى» قبل «القاهرة» حرمنا من بعض الأفلام حاصلة على «سعفة كان» و«دب برلين» كثير من التحديات تواجه الدورة 39 لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى، التى تختتم فاعلياتها 30 نوفمبر الحالى بقاعة المنارة فى التجمع الخامس، والتى شهدت مشاركة 175 فيلما تمثل أكثر من 50 دولة. «الشروق» التقت بالناقد يوسف شريف رزق الله، المدير الفنى للمهرجان، وسألته عن الشراكة مع dmc، ولماذا لم يتم تخصيص جزء من ميزانيتها للأفلام، ولماذا يحملها وحدها مسئولية أخطاء حفل الافتتاح؟ وفى حواره يكشف رزق الله عن أفلام تعرض لأول مرة فى المهرجان، وكيف تعامل مع المشكلات التقنية التى تسببت فى إلغاء بعض العروض، ويرد على الهجوم الذى تعرض له المهرجان بسبب وجود مشاهد جريئة فى بعض أفلامه، ويوضح موقف المهرجان من حادث «الروضة الإرهابى»، ومدى انعكاسه على الضيوف الأجانب. يقول رزق الله: إدارة «القاهرة السينمائى» انتصرت لفكرة استمرار العروض وعدم التوقف بعد حادث «الروضة الإرهابى» الذى وقع الجمعة الماضية، فبعد التواصل مع وزير الثقافة، تم الاتفاق على عدم استسلام القوة الناعمة أمام الإرهاب الغاشم، خاصة أنه لا يتعارض مع حالة الحداد التى أعلنتها الدولة، فالمهرجان حدث ثقافى لا يضم حفلات موسيقية أو استعراضية، وإنما يعرض أفلاما ويقيم ندوات. وحتى الآن لا يوجد انعكاسات سلبية على المهرجان بعد الحادث الإرهابى، إلا اعتذار وحيد جاء من النجم العالمى نيكولاس كيدج، الذى كان من المفترض مشاركته فى حفل الختام إلى جانب النجمين هيلارى سوانك، وأدريان برودى، إلا أنه قرر الاعتذار، ولم نتلق أى طلب مغادرة من صناع الأفلام المتواجدين بالمهرجان، كما أن الضيوف الذين يتوافدون على المهرجان من صناع الأفلام يأتون فى موعدهم دون أى اعتذارات، فالضيوف يشعرون بالطمأنينة لوجود إجرءات أمنية مشددة فى كل قاعات السينما بالمهرجان، وأيضا فى مقر إقامتهم. • أعلنت قنوات dmc فى تصريحات صحيفة عن ضخ 70 مليون جنيه تقريبا فى الدورة 39.. كيف تم توزيعها؟ الشراكة مع dmc ليس لها علاقة بإيجار الأفلام وتذاكر الطيران الخاصة بصناعها، وكذلك حجز الفنادق، وبالتالى أى أموال أنفقت على هذه البنود هى من ميزانية المهرجان الأساسية، أما dmc فهى تولت حفلى الافتتاح والختام وإعلانات الشوارع والدعاية فى الصحف والتليفزيون واستضافة النجوم الأجانب. بدأت الشراكة مع dmc قبل شهرين تقريبًا من افتتاح المهرجان، لكن رحلة البحث عن أفلام المهرجان بدأت منذ مارس الماضى، وسبب عدم حصولنا على شىء من ميزانية الدعم التى تقدمه dmc للمهرجان، هو أن القوانين تمنع وزارة الثقافة المنظمة للمهرجان من الحصول على دعم مالى مباشر. لكن فى كل الأحوال ميزانية dmc ليست مجرد افتتاح وختام، وإنما أيضا استضافة نجوم أجانب، فبخلاف إليزابيث هيرلى فى الافتتاح، تم دعوة نجوم فى الختام هم هيلارى سوانك حاصلة على أوسكار أفضل ممثلة مرتين، وأدريان برودى أيضا حصل على أوسكار أفضل ممثل، وكان معهما نيكولاس كيدج الذى حصل على أوسكار أفضل ممثل، قبل أن يعتذر عقب أحداث «الروضة الإرهابية». وهؤلاء النجوم صرفت لهم مبالغ كبيرة بخلاف الطيران والإقامة، يضاف إلى ما سبق حملة الدعاية والحملات الإعلانية الجبارة، فما قدمته dmc مساعدة كبيرة للمهرجان ولكن بطريقة غير مباشرة. • إلى أى مدى الميزانية المحدودة تؤثر سلبا على مستوى الأفلام؟ ليس شرطًا أن يتناسب مستوى الأفلام طرديًا مع حجم الميزانية، فالإمكانات المادية لم تقف عائقًا أمام مهرجان القاهرة إلا فى حالات نادرة جدًا، ولولا أن مهرجان الجونة سبق مهرجان القاهرة لكان الوضع مختلف تمامًا، وما كان «القاهرة السينمائى» حرم من بعض الأفلام التى تمنينا مشاركتها، كالفيلم الحاصل على السعفة الذهبية فى كان، والفيلم الحاصل على الدب الذهبى فى برلين، فمهرجان القاهرة طلبهما ولكن لسبب أو لآخر مهرجان الجونة طلبهما أيضا من نفس الموزع وحصل عليهما قبلنا. فأسبقية الاتفاق لها دور كبير جدا فى اختيار الأفلام، لكن فى نفس الوقت لا يمكن إنكار دور المال، لأن الموزع يهتم بالذى سيدفع له مبلغ أكبر فى كثير من الأحيان. • على أى أساس يتم تقييم الفيلم ماديا؟ الاتفاق على المقابل المادى للأفلام لا يتم إلا بعد مشاهدة الأفلام، فنحن نطلب dvd أو رابط نشاهد من خلاله الفيلم، وما نستقر عليه نبدأ المفاوضات بشأن المقابل المادى مع الموزعين الذين يطلبون مبالغ متوسطها 1500 يورو، لكننا نتفاوض على أرقام أقل تصل إلى 700 أو 600 حسب «شطارتنا»، كما أن مسألة التفاوض أيضا تتوقف على عدد الأفلام التى يحصل عليها المهرجان من شركة التوزيع الواحدة، أيضا يفرق فى سعر الفيلم إذا كان مخرجه أو أحد صناعه موجودين معه أم لا. • وما هو الفيلم الأعلى سعرًا فى الدورة 39؟ الأعلى سعرا هو فيلم الافتتاح «الجبل بيننا» 2000 دولار تقريبا، والحقيقة أنها كانت صدفة سعيدة وجود مخرجه فى لجنة تحكيم المسابقة الدولية، فبعد أن اتفقنا مع المخرج الفلسطينى هانى أبو أسعد على أن يكون عضوا بلجنة التحكيم، علمنا أن له فيلما لم يطرح بدور العرض المصرية، فأجرينا اتصالات على الفور بأبو أسعد وطلبنا منه أن يقنع شركة فوكس أن تؤجل عرض الفيلم فى مصر حتى يعرض فى المهرجان أولًا، كما تواصلنا مع الأستاذ أنطوان زند مسئول الشركة فى مصر، واستجابت الشركة بالفعل لمطلبنا. • رغم أن فيلم الافتتاح «الجبل بيننا» حصل على أكبر مقابل مادى فى المهرجان إلا أنه لم يعامل بالشكل اللائق عند عرضه بالافتتاح مما اضطر المخرج لإلغاء العرض.. الحقيقة مشاكل الصوت لم تتوقف عند الفيلم، وإنما سبقتها أزمة فى صوت الفنان آسر ياسين أثناء تقديم الحفل، وكذلك أثناء غناء أصالة لأغنية «الفن»، لكننا كإدارة مهرجان ليس لنا أى علاقة بهذه المشكلات التى حدثت فى حفل الافتتاح، ولا يجب أن نلام عليها، لأن قناة dmc هى المسئولة عن التنظيم وفقا لبروتوكول التعاون الموقع مع المهرجان. وسبب المشكلة أن قاعة المنارة بها أجهزة عرض لكنها ليست سينمائية، ورغم أننا كإدارة مهرجان ليس لنا علاقة بمشاكل الصورة والصوت فى القاعة، إلا أننا ذهبنا إلى المخرج هانى أبو أسعد صباح اليوم التالى للافتتاح واعتذرنا له فى مقر إقامته، لأنه كان ينوى الانسحاب من المهرجان، كما أن dmc ردت الاعتبار له بالاحتفاء مرة أخرى بالفيلم فى عرضه الثانى بمسرح الزمالك، وكأنه حفل افتتاح مصغر، وإن شاء الله سيتم تفادى كل هذه الأخطاء فى حفل الختام. • ولماذا كان الإقبال ضعيفا فى الافتتاح؟ نتيجة لعدم الخبرة وعدم المعرفة، حدثت أزمة فى إرسال الدعوات، فالمهرجان أرسل قوائم بالفنانين وأرقام تليفوناتهم وعناوينهم، ورغم ذلك فوجئنا قبل الافتتاح بفنانين يتصلون بنا لم تصلهم الدعوة منهم بشرى ومحمود حميدة ونبيلة عبيد، فتواصلنا بالمسئول عن الدعوات للتواصل معهم. الأمر الأهم، أن تجربة جلوس الضيوف بتذاكر مرقمة لم تنجح، لأنك تدعو عددا من الناس بنفس عدد الكراسى، وبالتالى لأسباب كثيرة منها بعد المكان والظروف الشخصية يمكن أن يتغيب المدعو، وبالتالى كان نتيجة ذلك أن ثلث القاعة تقريبا لم يحضر فى الافتتاح، وفى نفس الوقت تم حرمان آخرين كانوا يتمنوا الحضور. والحقيقة أنا شخصيا لم أرى فى أى مهرجان بالعالم مسألة الكراسى المرقمة، وأرجو أن يتم إلغاء هذا النظام فى الختام، يمكن حجز عدد محدد من الكراسى للضيوف المهمين، من مسئولين وفنانين. • إلى أى مدى تأثرت عروض المهرجان بسحب قاعة المسرح الكبير هذا العام؟ المهرجان تأثر كثيرا بحرمانه من هذه القاعة الكبيرة، لأن أفلام المسابقة تشهد إقبالا كبيرا جدا، رغم أن هناك أفلاما أخرى مهمة تعرض فى نفس التوقيت، ولو كانت القاعة الكبرى موجودة لسمحت لعدد أكبر من الناس بمشاهدة الأفلام. ولكن كان الرد على حرمان المهرجان من المسرح الكبير البحث عن قاعات إضافية، فلأول مرة ينتشر المهرجان بهذه الصورة، كان عادة تعرض الأفلام داخل الاوبرا ووسط البلد، لكن هذا العام تعرض فى الزمالك وأكتوبر وسينما نايل سيتى. • حصلت أكثر من شكوى بسبب مشاكل العرض والتى أدت إلى توقف بعض الأفلام منها الباكستانى «رحمة»؟ بالفعل واجهنا مشاكل تقنية فى أجهزة العرض وتم التعامل معها، فالفيلم الباكستانى تعرض لمشكلة فى مركز الابداع، واضطررنا لتحديد ميعاد آخر لعرضه، لأن من حق الجمهور أن يشاهده، كما أن مخرجه ومنتجه كانا موجودين فى المهرجان وليس طبيعى أن يأتيا مصر ويعودا لبلادهما دون ان يرى الجمهور فيلمهما، وتم عرضه محل فيلم ليس له ضيف بالمهرجان. • كالعادة تعرض المهرجان للهجوم بسبب وجود أفلام تحتوى على مشاهد جنسية.. كيف تتعاملون مع هذا الملف؟ من اللحظة الأولى، وضعنا تصنيفا عمريا للأفلام مع الرقابة على المصنفات الفنية موضح فى برنامج المهرجان، فهناك أفلام مصنفة لأكثر من 16 سنة، وهناك أفلام مصنفة لأكثر من 18 سنة. وكان طلب الرقابة فى البداية أن يكون لهذه الأفلام عرضا واحدا بالمهرجان، لكننا رفضنا ذلك خاصة فيما يتعلق بالأفلام التى تشارك فى المسابقة الدولية، فلا يصح أن يأتى ضيف ويكتشف أن فيلمه يعرض مرة واحدة بناء على طلب الرقابة. واقترحنا على د.خالد عبدالجليل، رئيس الرقابة، أن يكون لهذه الأفلام عرضان مثل غيرها، ولكن يقتصر دخولهما على من يحمل كارنيه المهرجان فقط، من صحفيين ونقاد وطلاب معهد السينما وشباب السينمائيين، ولا تكون متاحة للجمهور العادى، وبالتالى إذا جاء شخص لا يحمل الكارنيه وطلب دخول فيلم مصنف رقابيا، لن يتمكن من الحصول على التذكرة، وسيتم الاعتذار له، وهذا واضح فى البرنامج بجملة «لحاملى البطاقات فقط». • ما هى نسبة أفلام العرض الأول فى المهرجان؟ لدينا 4 أفلام فقط تقريبا عرض عالمى أول، منها الفيلم التونسى الذى يشارك فى المسابقة الدولية، فمخرجه فضل أن يعرضه فى القاهرة رغم أن مهرجان قرطاج يسبقنا بأسبوعين.. لكن السؤال المهم.. هل الجمهور يهتم بأن يكون الفيلم فى عرضه العالمى الأول أم يهتم بقيمة الفيلم وأهميته؟.. أعتقد المشاهد لا يفرق معه، إلا أن يستمتع بالفيلم. • لكن المهرجان يفرق فى تصنيفه وأهميته أن تكون أفلامه عرض عالمى؟ بالطبع يفرق مع المهرجان، لكن هناك كثيرا من العوائق تواجه المهرجان، فليس من الطبيعى أن يرسل منتج فيلمه لمهرجان القاهرة رغم أنه ليس فيه جوائز مالية وليس بها إمكانيات تسويق دور عرض أو تليفزيون، خاصة أن الموزعين فى مصر يفضلون الأفلام الأمريكية فقط، باستثناء تجربة سينما زاوية، لذلك يفضل المنتج أن يذهب بفيلمه للمهرجان التالى للقاهرة وهو برلين فى يناير، وهو ما يشكل صعوبة فى الحصول على أفلام عرض عالمى أول. وأوضحت لوزير الثقافة أثناء حفل الافتتاح أن هناك دعما ماليا للمشروعات السينمائية سمح من قبل بظهور أفلام مثل رسائل البحر، وفتاة المصنع، وهذه المسابقة استمرت عامين، ثم فى السنة الثالثة تعثرت. ثم سمعنا أن قيمة الدعم زادت من 20 إلى 50 مليون جنيه، ولم يتم صرف هذه المبالغ حتى الآن، فطلبنا من الوزير أن يكون هناك مبلغ يتم صرفه من خلال مهرجان القاهرة السينمائى كصندوق للأفلام كما يحدث فى دبى، بحيث تضمن مشاركة هذه الأفلام فى مسابقاتك، ولا نتسولها كما يحدث فى الفيلم المصرى.