كتب - أنس الوجود رضوان بدأ مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى الخروج من النفق المظلم، ويعيد لنفسه بريقه لكونه مهرجاناً دولياً، تأسس عام 1976، ويعتبر أول مهرجان سينمائى عربى، فهو واحد من اهم عشر مهرجانات على مستوى العالم، وتتسم ظواهر مهرجان هذا العام بعودة النجوم العالميين، فشهد حفل الافتتاح وجود الممثلة البريطانية إليزابيث هيرلى، بجانب مشاركة نجوم مصر والعالم العربى، وغياب بطلة فيلم الافتتاح النجمة كيت وينسلت، ومن المقرر أن يشهد الختام النجم نيكولاس كيدج وهيلارى سوانك وأدريان برودى. اتسم المهرجان برعاية شبكة قنوات «dmc» وتوقيع بروتوكول وشراكة بينهما، تقضى بحصول الشبكة على حق الرعاية والنقل الحصرى لفعاليات مهرجان القاهرة السينمائى الدولى لمدة 3 سنوات بداية من هذه الدورة، وحصلت الشبكة على حقوق رعاية المهرجان، ودعمه إعلاميًا، والاهتمام بأخبار نجومه وضيوفه، والمشاركة بصفة أساسية فى تنظيم فعالياته للدورات الثلاثة المقبلة. اختير المخرج هانى أبو أسعد فى لجنة التحكيم الدولية للمهرجان، وهو أول مخرج عربى يقوم بإخراج فيلم من إنتاج شركة «فوكس للقرن العشرين» وهى واحدة من أكبر شركات الإنتاج الفنى والتوزيع حول العالم. أول مرة فى المهرجان لا يشارك الفيلم المصرى فى فعالياته.. واستبعدت لجنة الاختيار الأفلام المصرية، التى لم تسفر عن فيلماً واحداً يليق بالمشاركة فى المهرجان، مما يؤكد تراجع السينما المصرية وضعف مستوى الأفلام، وسيعتبر خروج الفيلم المصرى من المهرجان صرخة للدولة بإنقاذ السينما والتدخل فى إنتاج أفلام تليق باسم مصر صاحبة التاريخ الثقافى والحضارى والفنى الكبير، وعودة هوليوود الشرق إلى مكانها الطبيعى فى المنافسة عالمياً. تمتد عروض الأفلام خارج حدود القاهرة، فى مول العرب بمنطقة السادس من أكتوبر، بالإضافة لإحدى القاعات السينمائية بمنطقة التجمع الخامس. يهتم المهرجان بواقع وهموم صناعة السينما المصرية؛ حيث لم تخل دورة من دوراته السابقة من مائدة مستديرة، أو جلسة نقاش، أو ندوة مفتوحة، تضع على رأس أولوياتها كل ما يطرأ على الساحة السينمائية من مشاكل وأزمات مثل اليوم العالمى للقضاء على العنف ضد المرأة، الذى حل يوم 25 نوفمبر، وتم تنظيم يوم بأكمله بدأ بتوزيع شارات رمزية بيضاء، قبل دخول عروض الأفلام، للتعبير عن تضامن ضيوف المهرجان، مع القضية، كما ينظم المهرجان ندوة تديرها الناقدة ماجدة موريس، تتناول خطورة ظاهرة العنف ضد المرأة، وأسبابها، والدور الذى ينبغى أن تلعبه السينما فى زيادة الوعى بحجم المشكلة، والتنديد بمظاهر العنف التى تتعرض لها المرأة فى العالم بأسره، بينما شهد يوم الأحد الموافق 26 نوفمبر الندوة التى ينظمها المهرجان بعنوان «تحديات السينما المصرية»، ويديرها الناقد السينمائى خالد محمود، وتبحث حاضر ومستقبل صناعة السينما المصرية، كما تناقش المستجدات التى طرأت على الساحة، وكانت لها تداعياتها السلبية على الصناعة؛ كالاحتكار، والقرصنة، والضرائب، والمشاكل المتعلقة بالإنتاج والتوزيع فى الداخل والخارج. يقدم مهرجان القاهرة السينمائى الدولى «تحية خاصة لمن فقدناهم خلال العام» من خلال الندوة التى تقام يوم الأربعاء 29 نوفمبر، وتستعرض سير المبدعين الراحلين: الناقد السينمائى سمير فريد، المخرج المصرى محمد كامل القليوبى، المخرج اللبنانى جان شمعون، بالإضافة إلى النقاد المصريين: أحمد الحضرى ومصطفى درويش وفوزى سليمان ويعقوب وهبى ومحمد عبدالفتاح، كما تقام ندوة للمكرمين الذين منحهم المهرجان جائزتى فاتن حمامة التقديرية والتميز، وهم: سمير غانم وهند صبرى. السينما الفرنسية الجديدة لها مكان فى الدورة التاسعة والثلاثين؛ من خلال البرنامج الذى يعرض ستة أفلام لعدد من المخرجات الفرنسيات المعاصرات؛ مثل: المخرجة دومينيك كابريرا، التى يُعرض لها فيلم «ساحل كينيدى»، والمخرجة إيمانويل بيركو، التى يُعرض لها فيلم «البقاء عاليًا»، والمخرجة باسكال فيران، التى يُعرض لها فيلم «أُناس طائرون»، والمخرجة سيلين سياما، التى يُعرض لها فيلم «صبا»، والمخرجة جوستين ترييه، التى يُعرض لها فيلم «مرحلة هلع»، أما المخرجة ناوومى لفوفسكيف يُعرض لها فيلم «كاميى تعود إلى الماضى». حرص مهرجان القاهرة السينمائى على استقطاب عدد من أهم الأفلام العربية، التى أنتجت حديثاً، والحصول على حق عرضها فى المهرجان؛ على رأسها: الفيلم التونسى "تونس فى الليل" للمخرج إلياس بكار فى عرضه الدولى الأول خارج تونس، الفيلم السورى "طريق النحل" للمخرج الكبير عبداللطيف عبدالحميد أحد أهم مخرجى سوريا عبر تاريخها، الفيلم الفلسطينى «اصطياد أشباح» للمخرج رائد أنضونى الفائز بجائزة أحسن فيلم تسجيلى فى مهرجان برلين السينمائى، الفيلم المغربى «عرق الشتاء» للمخرج حكيم بلعباس المشارك فى مهرجان تورنتو السينمائى وعشرات المهرجانات الدولية والفيلم اللبنانى «محبس» للمخرجة صوفى بطرس.. أحد أنجح الأفلام اللبنانية التى عُرضت خلال العام الحالى. أعربت د. ماجدة واصف رئيس مهرجان القاهرة السينمائى، عن حزنها الشديد للحادث الإرهابى الذى حدث ظهر أمس، واستهدف المصلين عقب صلاة الجمعة بمسجد الروضة فى مدينة العريش، مؤكدة أن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى فى دورته ال 39 مستمر ولم نستسلم للإرهاب وجريمته الخسيسة. تعاملت هند صبرى خلال ندوتها مع أسئلة الجمهور بثقافة، وبكت من ثناء المخرجين وصناع السينما والجمهور على أدائها التمثيلى فى أعمالها. هند تحدثت عن الصعوبات التى واجهتها حتى وصلت لأكثر ما كانت تتمناه. وقالت إن مصر هوليوود الشرق فتحت الباب للجميع وأنها حققت نجوميتها بفضل مصر العظيمة، وتشجيع الجمهور المصرى لها، وأنها فخورة بتونسياتها، التى تربت على أرضها، تعلمت فى مدارسها وتخرجت فى جامعتها، وفى حضن أسرتها التى شجعتها فى الغوص بعالم الفن. خيم الحزن على المهرجان بعد حادث استشهاد المصلين بمسجد الروضة بشمال سيناء، وأعلن الحاضرين مساندتهم لمصر ضد الإرهاب.