حملة استغاثة دولية، أطلقتها الأممالمتحدة، أمس الخميس، لجمع نحو 234 مليون دولار أمريكي، كمساعدات طارئة بهدف إنقاذ زيمبابوي من تضاعف موجة الجفاف التي من المتوقع أن يتأثر بها ثلث سكان البلاد، نتيجة لمشاكلها الاقتصادية ونقص الأمطار وانتشار الجوع. تعاني الدولة الأفريقية، البالغ عدد سكانها ما يقرب من 14 مليون مواطن، من خطر النقص الشديد في الغذاء بسبب دورات الجفاف المستمرة، التي بدأت بمطلع الألفية الثانية ولم تنتهي حتى الآن، فتدمرت المحاصيل والماشية، وإمدادات مياه الشرب النظيفة، مما أدى إلى عدم كفاية الطعام للسكان، ونقص توفر مياه الشرب، بالإضافة إلى انتشار الأمراض مثل الملاريا والكوليرا والإسهال والإيدز. "الشروق"، تستعرض في التقرير التالي نبذة عن أزمات الجفاف في زيمبابوي، وأبرز أسبابها، وأضرارها. * الإصلاح الزراعي في عام 2000، تعرضت زيمبابوي لموجة جفاف شديدة ونقص حاد في توفير الغذاء، وانكمش اقتصادها بنحو 50%، بسبب تأثير برنامج الإصلاح الزراعي الذي عمل على إعادة توزيع الأراضي الزراعية المملوكة من قبل البيض على أبناء البلاد الآفارقة، ومع نقص الخبرة لدى الأفارقة، جفت الآبار وتعذّر على السكان ري المحاصيل لتأمين غذائهم. وعانت زيمبابوي من صعوبة الخروج من حالة الكساد الشديدة التي أصابتها، والتي استمرت حتى عام 2008، وبلغ عدد المواطنين المحتاجين لمساعدة غذائية إلى 1.6 مليون مواطن على الأقل، مما استدعى تدخّل برنامج الأغذية العالمي للمساهمة في حل الأزمة. * موسم حصاد سيئ في عام 2013، واجهت زيمبابوي أسوأ فترة نقص في المواد الغذائية، وموجة جفاف شديدة، بسبب موسم حصاد سيئ أصاب البلاد، نتيجة لسوء الظروف الجوية وعدم توفر المدخلات الزراعية مثل البذور والأسمدة، وارتفاع تكلفتها، فتزايد الجوع، ليحتاج 2.2 مليون مواطن إلى المساعدات الغذائية. وعمل برنامج الأغذية العالمية، مع الحكومة ومنظمات الإغاثة الدولية الأخرى، لتوفير مساعدات غذائية لنحو خُمس سكان زيمبابوي، حتى موسم الحصاد التالي في مارس 2014. * ظاهرة النينو أدت ظاهرة النينو المناخية إلى تعرض زيمبابوي لأسوأ موجة جفاف تشهدها البلاد فى ربع قرن، بسبب نقص سقوط الأمطار الموسمية على البلاد بنسبة 75%، خلال عام 2016، جعلت نحو 4 مليون مواطن بحاجة إلى مساعدات، أي بنسبة 26% من سكان زيمبابوي، الأمر الذي جعلها تناشد للحصول على 1.6 مليار دولار، للمساعدة على تغطية نفقات الحبوب والأغذية الأخرى. وأدى الجفاف إلى فقد ما يصل إلى ثلاثة أرباع المحاصيل والمواشي في بعض المناطق، وتراجع مستويات المياه خلف السدود، ليبلغ متوسط قدرة استيعابها 51% فقط، ما ساهم فى خفض نسبة توليد الكهرباء المولدة بالطاقة المائية فى البلاد بنسبة 62%. * قلة الأمطار ونقص العملة من بداية عام 2019، تضاعفت موجة الجفاف في زيمبابوي، والتي أثرت على ثلث سكان البلاد، فبلغ عدد المواطنين المحتاجين إلى مساعدات غذائية إلى 5.3 مليون مواطن، وذلك في ظل سقوط الأمطار الموسمية على البلاد بشكل متقطع، ونقص العملة الأجنبية نتيجة للأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد، ما أدى إلى نقص الأدوية والوقود. وارتفعت تقديرات نسبة المواطنين الذين يواجهون نقص الغذاء إلى 52% من تعداد السكان في العاصمة هراري، وذلك مقارنة بنسبة 46% العام الماضي، كما ارتفعت نسبة المواطنين في المناطق الريفية إلى 51% من تعداد السكان، وذلك مقارنة ب28% العام الماضي، الأمر الذي استدعي منظمة الأممالمتحدة لإطلاق استغاثة دولية، لجمع نحو 234 مليون دولار أمريكي، كمساعدات طارئة بهدف إنقاذها. * بيع حيواناتها البرية بدأت هيئة الحياة البرية في زيمبابوي، في نشر إعلانات عن بيع بعض الحيوانات البرية خاصة المفترسة منها في المحميات الطبيعية، في مايو 2016، بسبب موجة الجفاف الحادة التي تتعرض لها البلاد، والتي أجبرت الحكومة ممثلة في وزارة البيئة على اتخاذ قرار البيع لإنقاذ باقي الحيوانات وإيجاد مصادر تمويل للإنفاق عليها، رغم معارضة واحتجاج النشطاء وأنصار جمعيات الحيوانات.