قالت منظمة العفو الدولية إن السلطات الروسية تصعب عمل المنظمات غير الحكومية بشكل متزايد. وحسب الأمين العام للمنظمة في ألمانيا، ماركوس بيكو، فإن "السلطات تعمل على وأد عمل المجتمع المدني المستقل ضد الأحوال الاجتماعية السيئة أو التعسف الحكومي في مهده". كما أكدت المنظمة في تقرير جديد لها أن هذا التوجه موجود في دول أخرى أيضا مثل المجر ومصر والهند. يشار إلى أن روسيا تلزم المنظمات غير الحكومية منذ عام 2012 بتسجيل نفسها على أنها "عملاء أجانب"، وذلك إذا كانت تحصل على تمويل مالي من خارج روسيا. وفي حالة عدم تسجيل هذه المنظمات نفسها فإنها قد تتعرض لغرامات مالية ولإغلاق مقارها، وهناك حتى الآن أكثر من 70 منظمة مسجلة على القائمة الخاصة بوزارة العدل الروسية. ويعتبر لفظ "عميل" في حد ذاته إساءة لهذه المنظمات، وذلك لما يحمله هذا اللفظ من خلفية سيئة أيضا في روسيا. وكانت السلطات الروسية قد وضعت الأسبوع الماضي مجموعتين حقوقيتين تابعتين للحقوقي الروسي المرموق، ليف بونوماريوف، ضمن هذه القائمة، وهو ما جعله يكتب على مدونته الخاصة قائلا: "لا نعلم ما ينتظرنا في المستقبل القريب" مشيرا إلى أنه تم تفتيش مكاتب المجموعتين ومصادرة ممتلكات خاصة بهما. وفي المجر، العضو بالاتحاد الأوروبي، رأت منظمة العفو الدولية أن القوانين الجديد التي اعتمدتها الحكومة هناك تهدد وبشكل متزايد بنشأة مناخ معاد للعمل الحقوقي في المجر، حيث إن تعديلا قانونيا جديدا يفرض ضريبة عقابية على الحقوقيين الذين يعملون من أجل اللاجئين "ويشجعون الهجرة بذلك". وشدد بيكو على ضرورة أن يعمل المجتمع الدولي على أن تلغي الدول القوانين التي تصطدم بالعمل الحقوقي المشروع وبالمجتمع المدني، وطالب المجتمع الدولي بحماية العاملين في حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع الدولي.
