اعتبرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون يوم الثلاثاء أن الوقت لم يحن بعد لفرض عقوبات على إيران بشأن ملفها النووي ، فيما رأى نظيرها الروسي سيرجي لافروف أن أي مبادرة في هذا الاتجاه "ستكون غير مجدية" في الظروف الراهنة. وقالت هيلاري خلال مؤتمر صحفي مشترك عقدته في موسكو مع نظيرها الروسي : "نعتقد بأنه من الأهمية بمكان المضي على طريق الدبلوماسية والعمل على إنجاحها". وأضافت "قد لا تنجح (...) لقد فكرنا على الدوام في إمكانية فرض عقوبات" ، وقالت أيضا "لكننا لم نبلغ هذه المرحلة بعد" ، واعتبرت أن روسيا "متعاونة للغاية" في الملف النووي الإيراني. وفي مجال الدفاع المضاد للصواريخ المثار دائما بين البلدين – الولاياتالمتحدةوروسيا - دعت هيلاري كلينتون إلى "تعاون وثيق" مع روسيا. وقالت : "نود أن نرى تعاونا وثيقا بين الولاياتالمتحدةوروسيا حول الدفاع المضاد للصواريخ". وكانت الولاياتالمتحدة قد أعلنت في السابع عشر من سبتمبر أنها ستتخلى عن مشروع الدرع الصاروخية المضادة للصواريخ في أوروبا الشرقية والذي وضعه الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش ورأت فيه موسكو تهديدا لأمنها ، ولو أن واشنطن أكدت أنه موجه ضد إيران. وقرر البيت الأبيض استبدال هذا المشروع الذي يرتكز على تهديد إطلاق صواريخ إيرانية بعيدة المدى ، وإحلال نظام يحمي من إطلاق صواريخ باليستية قصيرة ومتوسطة المدى بدلا منه. ورحب لافروف مجددا بقرار التخلي عن مشروع الدرع الصاروخية ، مشيرا إلى أن روسيا لم تتم استشارتها بشأن المفهوم الجديد للدرع الصاروخية الأمريكية. وقال إن "الخطة الجديدة البديلة للدرع الصاروخية ليست فكرة مشتركة لروسياوالولاياتالمتحدة ، بل مشروع وضعه الخبراء في إدارة (الرئيس الأمريكي) باراك أوباما". وحول معاهدة ستارت ، أعلن لافروف أن الولاياتالمتحدةوروسيا أحرزتا "تقدما كبيرا" في مفاوضاتهما حول اتفاق جديد لنزع الأسلحة النووية يرمي إلى الحلول مكان معاهدة ستارت التي ينتهي العمل بها في الخامس من ديسمبر. وقال لافروف "لقد أحرزنا تقدما كبيرا (بشان معاهدة ستارت)" ، وأضاف "بحثنا في الوقت نفسه مسائل ينبغي دراستها في العمق أكثر". ويتفاوض الأمريكيون والروس حاليا حول تمديد العمل بمعاهدة الحد من ترساناتهما النووية (ستارت 1) العائدة للعام 1991 ، ووعدت موسكووواشنطن بالتوصل إلى اتفاق بهذا الشأن قبل نهاية العام. وحول ملف كوريا الشمالية ، أعلنت هيلاري أنه من غير الوارد تخفيف العقوبات المفروضة على بيونج يانج ، في حين أعربت الأخيرة عن استعدادها لاستئناف المفاوضات حول نزع أسلحتها النووية. وقالت هيلاري "لا ننوي على الإطلاق في هذه المرحلة تخفيف أو اقتراح تخفيف العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية". وأضافت "كما تعلمون نريد تحريك المفاوضات السداسية ، تحدثت وسيرجي (لافروف) في الموضوع ، ورأينا أنه الطريقة المثلى للمضي قدما ، قد نلجأ إلى محادثات ثنائية للمساهمة في تحريك العملية ، لكن الأمر غير مرتبط إطلاقا بتخفيف العقوبات". وأعربت كوريا الشمالية مطلع الشهر الحالي عن استعدادها لاستئناف بشروط مفاوضات نزع أسلحتها النووية التي تضم منذ 2003 إضافة إلى بيونج يانج كوريا الجنوبية والولاياتالمتحدة والصين واليابان وروسيا. واشترطت من اجل استئناف المفاوضات، إجراء محادثات ثنائية مع الولاياتالمتحدة ، وأعلنت واشنطن أنها مستعدة لذلك بهدف واحد هو إقناع كوريا الشمالية باستئناف المحادثات السداسية.