الجمهور يعتبره «نقلة حضارية» وناشرون يؤكدون ارتفاع المبيعات عن العام الماضى الطوابير الكثيرة وإجراءات التفتيش وضيق المساحات عيوب يجب تلافيها فى الدورات المقبلة اختتمت أول من أمس فعاليات معرض القاهرة للكتاب، فى مقره الجديد بأرض المعارض الدولية بالتجمع الخامس، الذى عقد فى الفترة من 22 يناير حتى 5 فبراير الحالى، والتى أثبتت نجاحها، رغم التوقعات بعزوف الجمهور عن الحضور بسبب نقل المعرض إلى مقره الجديد بالتجمع الخامس. ورغم ذلك النجاح الذى أشاد به جمهور المعرض والناشرون إلا أن هناك بعض الاخفاقات، التى طالب الناشرون والجمهور بتلافيها فى الدورات المقبلة. أجمع كثيرون على الشكل الحضارى للمعرض مقارنة بالدورات السابقة، واعتبروه «نقلة حضارية»، وحدثا مهما للقراءة والثقافة فى مصر، ومناسبة جيدة للاطلاع على جميع أنواع الكتب والعديد من المؤلفين والناشرين المصريين والعرب. كما أشاد الجمهور والكتاب والناشرون بتجهيزات معرض الكتاب فى مقره الجديد، وأنه أفضل من المعرض القديم الذى اعتادت الدولة إقامته فى أرض المعارض بمدينة نصر، حيث وصفه كثيرون بأنه غير لائق بحدث ثقافى كبير، يعد أهم معرض للكتاب فى الوطن العربى. وأجمع الناشرون أن تلك الدورة شهدت إقبالا كبيرا على شراء الكتب، حيث قال محمد خضر، مدير التوزيع بدار الشروق، إن جناح الدار شهد إقبالا فى تلك الدورة، التى اعتبرها الأفضل من الدورة السابقة، وذلك وفقا للعديد من الحسابات منها على سبيل المثال: أن المعرض أقل فى عدد أيامه بيوم من فترة إقامته، كما أن المساحة المخصصة لجناح الدار فى المعرض نصف ما كانت الدار تحصل عليه فى الدورات الماضية، حيث كانت تشارك بجناحين كل عام، لافتا إلى أنه وفق هذه المعايير فهذا يجعل بكل المقاييس أن هذه الدورة الأفضل من الدورات الماضية. وبدوره أشاد تامر عبدالكريم، مدير التوزيع بالدار المصرية اللبنانية، بالإقبال على شراء الكتب، وأنه كان أفضل من الدورة السابقة للمعرض، مشيرا إلى أن الأقبال الأكبر كان فى مبيعات مؤلفات «الكلاسكيات والروايات»، فضلا عن الزحام الكبير الذى شهده حفل توقيع نور عبدالمجيد، كما أشار أنور مغيث، رئيس المركز القومى للترجمة، إلى أن المؤشرات الأولية تنبئ بتحقيق نسبة أعلى فى المبيعات عن الدورات الماضية للمعرض، وهى النسبة التى لن تقل بأى حال من الأحوال عن 15 %، وهو ما يؤكده الزحام الشديد على جناح المركز خلال فترة المعرض، مما جعل العاملين هناك يطالبون بالتزويد العاجل، بعدما نفدت أغلى الإصدارات، فى أيام الإجازات، مما جعلنا نضطر إلى فتح المخازن لتوريد المزيد. أما عن الاخفاقات التى طالب البعض بتلافيها وضرورة إيجاد حل لها مستقبلا، فكانت تتمثل فى الطوابير الكبيرة وإجراءات التفتيش المتكررة على البوابات الخارجية والداخلية، وكذلك الفصل بين قاعات العرض، حيث كان يضطر الزائر من خروج قاعتى «1و 2» لدخول مرة أخرى عبر طوابير إلى قاعتى 3 و4. وأعرب البعض عن استيائه من عدم وجود أماكن للجلوس وللطعام فى «البلازات» التى من المفترض أنها خُصصت للمطاعم والكافيهات، وليست لدور النشر. ورغم إشادة الكتاب بالمعرض إلا أن بعضهم أستاء من الأماكن المخصصة لحفلات التوقيع، فالروائى والمحلل السياسى، يحيى الجمال، والذى أشاد بالشكل الحضارى لمعرض القاهرة للكتاب وصف أماكن حفلات التوقيع ب«الكشك»، وهو الأمر الذى وافقه عليه الكثير من الكُتاب، الذين رفضوا إقامة حفلات التوقيع بهذه الأماكن المخصصة، ومنهم مْن غير مكان الحفل، كالكاتب والسيناريست أحمد مراد، الذى عقد حفلته فى بلازا 1، بقاعة التجارب المسرحية، كما اشتكى جمهور الخيم الإعلانية الذى ذهب لحضور الندوات الموجودة بها، بأن أجهزة الميكروفونات لم تكن تعمل، مما اضطر الكُتاب إلى تعليه صوتهم ليصل إلى الحضور. وكانت هناك شكوى أخرى من أصحاب أجنحة دور النشر فى سرايا 3، تتلخص فى عدم وجود جماهير أو زائرين لأجنحتهم، وهى الشكوى التى رد عليها أدهم محمود أدهم إدارة المعارض، بأن هذه الشكوى كانت فى الثلاثة أيام الأولى للمعرض، نتيجة أن سائقى اتوبيسات هيئة النقل العام، كانت تقوم بتوصيل الرواد إلى أمام صالاتى «1 و2»، ليشير إلى أن الهيئة تعاملت مع المشكلة بشكل سريع، بالتعاون مع هيئة النقل العام، التى تواصلت بدورها مع السائقين ليتم نزول الزوار فى كل البوابات. وطالب كثيرون أيضا بتجهيز جراجات السيارات وإيجاد حل لازدحامها وتأمين سهولة «ركن» السيارات الخاصة، فضلا عن مطالبتهم بضرورة العمل على إنارة الطريق. وعلق الكاتب والروائى «نعيم صبرى» أن معرض القاهرة للكتاب أفضل بدرجة كبيرة من دوراته السابقة، لافتا إلى أنه لا يزال يحتاج الكثير من التنظيم والإدارة والمرافق والخدمات المقدمة لرواده، وكذلك افتقد المعرض وجود «كتالوج» يضم أماكن الفعاليات المقامة، وخريطة لتوضيح أماكن دور النشر والعارضين، وذلك لمساعدة رواده من المصريين والزائرين من الدول العربية». وكان ضيق المساحات الخاصة بالممرات، من أغلب التعليقات السلبية بين رواد المعرض، وتقول داليا عماد: «كنت أجد صعوبة فى الانتظار أمام الأرفف لقراءة عناوين الكتب، والاختيار من بينها، بخاصة أننى أدفع أمامى عربة طفلى، وفى الأغلب كنت أضطر أن أمر بشكل سريع لا يمنحنى الفرصة للتمهل قبل الشراء، لأننى لم أجد مكان لى أو لعربته، وكى لا أتسبب فى زحام لغيرى من الرواد، كنت أنطلق مبتعدة، وهو ما أفقدنى متعة التجول داخل أروقة المعرض كما حلمت بها قبل الزيارة».