تسبب السمنة المفرطة العديد من الأمراض تأتى في مقدمتها أمراض القلب والأوعية الدموية، وداء السكري من النوع الثاني وأمراض المرارة وارتفاع الكوليسترول في الدم، وأمراض الجهاز الهضمي كالكبد الدهني، والتنفسي، وبعض أمراض السرطان كسرطان الثدي والمبيض والبروستاتا والكلى وسرطان القولون، والسكتات الدماغية -التي كانت السبب الرئيسي للوفاة في عام 2012-، طبقا لمنظمة الصحة العالمية. الآلاف من البشر الذين استعادوا صحتهم ورشاقتهم وتجنبو المضاعفات الكارثية العديدة للسمنة المفرطة، يعيشون حولنا بفضل الحلول الجراحية كعمليات تكميم المعدة، التي يعتبرها الكثير من مرضى السمنة المفرطة الحل السحري للتخلص من الوزن الزائد والتمتع بحياة صحية. يقول الدكتور شريف نبيل استشاري جراحات المناظير والسمنة المفرطة، إن اتباع النظام الغذائي السليم والصحي بعد إجراء عملية تكميم المعدة يعتبر جزء لا يتجزأ من نجاح العملية، فالكثير من مرضى السمنة بعد إجرائهم العملية لا ينتظمون على المتابعة الجيدة بعد العملية والتي تتضمنها الالتزام بالنظام الغذائي الجديد معتقدين أنه نظام لإنقاص الوزن الذي طالما عانوا منه قبل إجراء العملية، لكن هذا اعتقاد خاطئ. ويضيف "نبيل" - في تصريح ل"الشروق"- أن أهمية الغذاء الصحي بعد إجراء عملية تكميم المعدة للمريض مثل الطفل المولود حديثا الذي تبدأ معدته على تقبل الأطعمة لأول مرة، فيجب أن تكون تغذية المريض في صورة سوائل فقط في البداية، ثم البدأ بتناول الأكل اللين مثل الزبادي والشوربة والبطاطس المهروسة والجبن وغيرها، ثم يضاف إلى النظام الخضراوات والفاكهة والسلطة، يليه بالتدريج تناول الدجاج والأسماك وأخيرا يأتي دور تناول المعجنات مثل الأرز والمكرونة. ويؤكد الدكتور شريف نبيل على أهمية التدرج في تناول نوعيات الطعام بكميات محددة من قبل الطبيب المعالج؛ للتأكد من قدرة المعدة على استيعاب جميع أنواع الطعام حينها، مع الإكثار من تناول السوائل خاصة الألبان والعصائر التي يجب أن تكون طازجة ومصفاة جيدا. وأخيرا ينصح استشاري جراحات المناظير والسمنة المفرطة، عند تناول الماء في البداية يكون بكميات بسيطة بمعدل رشفة أو رشفتين كل ربع ساعة على مدار اليوم وبذلك يكون المريض تناول الكمية المناسبة على مدار اليوم، فتناول الماء يكون صعبا في الأسابيع الأولى، بحسب قوله. وأضاف أن تناول الطعام يجب أن يتم ببطء، مع صغر حجم الوجبة الواحدة مع الحذر من عدم الشرب مع تناول الطعام، مؤكدا أهمية المتابعة في أوقاتها الصحيحة مع الطبيب المتخصص للاستفادة التامة من نجاح العملية.