أعربت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، عن ثقتها في أن حكومتها ستحظى بثقة مجلس العموم خلال التصويت الذي سيجرى في وقت لاحق اليوم، على سحب الثقة منها. وشددت ماي، في كلمتها أمام المجلس اليوم الأربعاء، ردًا على اقتراح سحب الثقة الذي تقدم به حزب العمال المعارض، أنها بعد التأكد من كسب التصويت ستحدد كيف ستمضي الحكومة فيما يتعلق بالمناقشات المستقبلية بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست". وأشارت ماي إلى أن المجلس تحدث بشكل واضح خلال الجلسة التي عقدت مساء أمس الثلاثاء، مؤكدة أن مسألة إجراء اجتماعات مع المشرعين البارزين في المجلس بشأن "بريكست" ستكون أولوية الحكومة في حال كسبت التصويت بالثقة الذي سيجرى الليلة، موضحة أن الهدف من ذلك هو تحديد ما سيكون مطلوبًا لتأمين دعم مجلس العموم، كما نوهت أنه في حال أتت المحادثات ثمارها فإنها ستقوم بإبلاغ قادة الاتحاد الأوروبي بهذه النتائج. وبسؤالها من أحد المشرعين إذا كانت ستستبعد اتفاقيات الاتحاد الجمركي مع الاتحاد الأوروبي، قالت ماي إنها ترغب في أن تصل إلى الهدف الذي صوت المواطنون لصالحه خلال استفتاء "بريكست" الذي جرى في عام 2016، موضحةً أن المواطنين صوتوا خلال هذا الاستفتاء بغرض ضمان حصولهم على علاقات تجارية مع الاتحاد الأوروبي والدول الأخرى أيضًا، معربة عن اقتناعها بأن اتفاق الخروج الذي رفضه المشرعون خلال جلسة أمس سيحقق هذا الأمر، مؤكدة أنها ستتحدث مع مشرعي المجلس لتحديد كيفية المضي قدمًا. وأكدت ماي على الرغبة في لم شمل البلاد معًا، مشيرة إلى أن التصويت الذي جرى ليلة أمس يثبت أن أمام الجميع طريق طويل، غير أنها شددت على أن مسألة إجراء انتخابات عامة وأن تكون هناك حكومة تقودها المعارضة ليست هي الطريقة للقيام بذلك. وطالبت ماي في نهاية حديثها مجلس العموم رفض الاقتراح الذي يدعو بسحب الثقة من حكومتها، معربة عن ثقتها في الجمهور وأنه يتعين على حكومتها أن تحظى أيضًا بثقة هذا المجلس. وكان البرلمان البريطاني قد رفض أمس الثلاثاء، بغالبية ساحقة الاتفاق الذي أبرمته رئيسة الحكومة تيريزا ماي مع الاتحاد الأوروبي؛ حيث لم تحصل الاتفاقية التي توصلت إليها الزعيمة المحافظة إلا على تأييد 202 من الأعضاء فيما رفضها 432. وتأتي الجلسة التي تجرى حاليًا بمجلس العموم البريطاني كتمهيد لإجراء تصويت على سحب الثقة من حكومة ماي والذي سيجرى الليلة في تمام الساعة السابعة (بتوقيت جرينيتش)، تلبية للعريضة التي تقدم بها زعيم حزب العمال المعارض، جيرمي كوربن، بعد الهزيمة التي لحقت بها.
