يعد الاحتفال بعيد الميلاد من أكثر الأوقات التي يتمتع بها الأطفال، لأنهم يحبون الأجواء المصاحبة بداية من الديكورات وتزيين شجرة الكريسماس مع العائلة والأصدقاء، فضلًا عن فكرة بابا نويل الذي يعتقدون بأنه سيجلب سرًا الهدايا من أجلهم. وفي ظل الصخب والضوضاء والألعاب المختلفة التي نعتادها في مثل هذه المناسبات، يمكن أن يكون الأمر ليس سهلًا بالنسبة للأطفال الصم الذين قد يجدون صعوبة في المشاركة بهذه الأنشطة ولا يشعرون ببهجة الاحتفالات مثل نظرائهم العاديين. وعن كيفية التعامل مع هذا الأمر، تناولت صحيفة «MIRROR» البريطانية، تجارب بعض الآباء والأمهات في التعامل مع الأطفال الصم خلال الأعياد وكيفية تحويل الاحتفالات أكثر متعة بالنسبة لهم. وقالت لين تشيبرفيلد، 41 عامًا، تعيش في مانشستر مع ابنتها فريا، البالغة من العمر 8 سنوات، التي زرعت قوقعة صناعية لكونها تعاني من صمم عميق، إن ابنتها تتأثر بكل بالمظاهر الاحتفالية بالكريسماس بسبب فقدانها السمع، مشيرة إلى عدم تقديم دور العرض أفلامًا مترجمة بلغة الإشارة. وأضافت: «الحجم الهائل للأنشطة يسبب الكثير من الإرهاق، فكل حدث أصعب في عيد الميلاد بسبب زيادة مستويات الضوضاء والتركيز المطلوب ومقدار الأشخاص الذين يطرحون أسئلتها». وتابعت الأم، أنه يمكن للطفل استيعاب الحديث حتى لو لم يكن موجهًا إليهم عن طريق السمع، لكن ابنتها دائمًا ما تسأل عما قيل للتو، معقبة: «حتى لو لم تكن المحادثة موجهة إليها فمن المهم أن تكررها لأنها تملك الحق في أن تدرك ذلك». وأوضحت أن أسرتها لا تستخدم كلمة «لا يهم» نهائيًا في المنزل فكل الأشياء هي مهمة ويجب شرحها للأطفال باعتباره أحد حقوقهم، مستطردة: «الكل يعلم مدى سهولة متابعة المحادثات مع أفراد العائلة أو الأصدقاء العاديين، لكن الحديث مع الأطفال الصم يحتاج إلى رغبة داخلية بفعل ذلك وصبر لأن الأمر يتطلب تكرار العبارات لهم حتى يتمكنوا من استيعابها». وعن أنشطتها المفضلة في الكريسماس، واصلت أنها تشاهد فيلمها المفضل «The Polar Express»، مع طفلتها، مضيفة أنه بالرغم من أن جوانب عيد الميلاد تمثل تحديًا لابنتها الصماء، إلا أنها ما زالت تحبه. ومن جانبها، قالت الطفلة «فريا»، إنها تتمنى أن يكون عيد الميلاد أكثر هدوءًا حتى تتمكن من سماع كل شيء، لكن الكريسماس ممتع جدًا وهو جيدًا هذا العام. وأعربت الأم عن شهورها بالفخر بكونها والدة هذه الطفلة التي وصفتها بأنها بدون أصمها لن تكون فريا، موضحة أنها «ترسم صورة عندما تروي لك قصة للتأكد من فهمك بالطريقة التي تراها ورؤية العالم من خلالها جعلتني أنظر للحياة من منظور جديد». وبالانتقال لأسرة أخرى، قال ستيوارت ميليجان، 32 عامًا، وزوجته روز فاولر، 41 عامًا، من ستيوارتون، إن الكريسماس يبدو وكأنه يفوت ابنتهما لويس البالغة من العمر ثلاث سنوات. وأوضح الأب، أنه في هذا الوقت من العام تقوم دور الحضانة بغناء الأغاني وتلاوة القصص عن بابا نويل والقيام بأنشطة تجعل الكريسماس سحريًا للأطفال، لكن بالرغم من التحاق طفلته إلى الحضانة، فهي لا تفهم ماهية هذا الاحتفال وأحيانًا تخلط بين الأمور وبعضها. وأشار إلى حب طفلته إلى الأضواء الساطعة المصاحبة لعيد الميلاد لكنه يصعب عليها فهم سبب حصولها على الهدايا، والأجواء المصاحبة للاحتفال بالكريسماس من أشجار وديكورات وأغاني، معقبًا: «كل هذه الأمور تعد لغزًا بالنسبة لها». وتابع أن ذكرى عيد الميلاد المفضلة لديه كانت العام الماضي، عندما تم زراعة قوقعة لطفلته الصماء في منتصف ديسمبر الماضي، بعد معركة طويلة خاضها ليتمكن من ذلك، متابعًا: «لا يمكن للكلمات حقًا وصف التعبير على وجهها عندما اكتشفت أصواتنا وموسيقانا والضوضاء في كل شيء حولها لأول مرة». وأبدى الأب شعوره بالفخر بتقدم ابنته الصغيرة بشكل جيد في رياض الأطفال، وحبها للسباحة والجمباز والرقص، مؤكدًا أنها تستطيع تحقيق أي شيء تريده لكنه يتمنى أن يتحلى الناس بالصبر والتأكد من وجود أطفال صم عندما يسارع الجميع إلى الحصول على الأشياء، وإعطاء القليل من الوقت للتأكد من فهمهم. وأضاف: «كلما زاد عدد الأشخاص الذين يعرفون كيفية إجراء تغييرات صغيرة على سلوكهم عندما يكون مع شخص أصم، يكون من الأسهل على الصم المشاركة في الأحداث التي تدور حوله». وفي هذا السياق، قالت رئيسة قسم المشاركة في الجمعية الوطنية للصم للأطفال، لوسي ريد، إن هناك الكثير من الأشياء التي يمكن أن يفعلها الناس للتأكد من أن الأطفال الصم في أسرهم، ومجموعات الصداقة والبيئات المدرسية يشعرون بأنهم مشمولون ومندمجون في المجتمع. وأوضحت، أنه إذا كان الجميع يعملون معًا ويتبادلون بعض مهارات التعامل مع الصم، سيتمكن أي طفل أصم من أن يشعر بجزء من الاحتفالات ويقضي وقتًا سعيدًا وممتعًا خلال هذه الأعياد. واستعرضت رئيسة الجمعية الوطنية للصم للأطفال، خمس نصائح للتأكد من دمج الأطفال الصم في عيد الميلاد: 1- يعتمد الأطفال الصم على جميع أنواع الإشارات والقرائن للتواصل حتى لو كانوا يرتدون تقنية السمع، لذلك تذكر أن تواجههم عندما تتحدث معهم، ولا تضع يدك على فمك أو تتكلم عندما تأكل. 2- إذا كان الطفل الصم يفتقد النكتة، أو لم يفهم محادثة كاملة، لا تقل أبدًا إن الأمر غير هام، هذا يمكن أن يكون مزعجًا جدًا لأي شخص أصم، إذا كان الأمر مهمًا لمشاركته، يمكنك مشاركته معهم أيضًا. 3- يُعد فيلم عيد الميلاد طريقة رائعة لقضاء الوقت معًا، لكن تأكد من توفر الترجمات المصاحبة وإعدادها والاستعداد جيدًا. 4- الضوضاء تجعل الأشياء صعبة بالنسبة للأطفال الصم، لذلك قم بإيقاف تشغيل الموسيقى واستبدالها بلعبة يمكن تضمين الجميع فيها. 5- دعوهم يختارون مكان الجلوس عند تناول الطعام والتأكد من إضاءة الغرفة.